بدأت تظهر في الايام الاخيرة معالم سيطرة أجندة حزب الله وثقافته على المستويات كافة على جميع اجهزة الدولة اللبنانية الرسمية من بينها، وكذلك المدنية، مسيحية وإسلامية. فمتى قرر حزب الله، على الجميع تنفيذ أوامره ونواهيه.
عينات من الهيمنة التي يمارسها الحزب على اللبنانيين تشير الى ان الأخير ماضٍ في سياسة قضم الدولة والمجتمع اللبنانيين، غير آبه بالقوانين التي يجعلها أداةً لمحاسبة سواه من اللبنانيين. في حين أنه “يحصّن” مؤيديه ومريديه من الحلفاء والازلام من تبعات اعمالهم المنافية للقانون ويطالب بتنفيذ القانون على الآخرين، ولا يتورع عن فرض وجهة نظره بالقوة عندما يتقاعس القانون اللبناني بنظره. وما غزوة السابع من أيار، وقبلها غزوة الاشرفية ومار مخايل، وأخيرا وليس آخرا قضية توقيف الصحافي حسن عليق، وعرض فيلم السيد المسيح في دورة رمضان التلفزيونية في قناة المنار والأن بي أن الشيعيتين، وما بين هذه الحوادث، سوى مؤشرات على سياسة القضم والهيمنة والاستكبار التي يمارسها الحزب على اللبنانيين:
– فيلم السيد المسيح تباكت صحيفة الاخبار التابعة للحزب اليوم على الحريات في لبنان بسبب اعتراض جماعة المسيحيين على مضمون فيلم “المسيح”.
– ولكن ما هو أسوأ من بكاء “الاخبار” هو موقف الامن العام اللبناني. فهذا الجهاز المولج امن اللبنانيين على كل المستويات اصدر بيانا اعلن فيه انه اصدر اوامره بوقف عرض المسلسل، ليتراجع في ما بعد ويعلن انه لم يتدخل بل ان وقف عرض المسلسل جاء نتيجة قرار اتخذته المنار ومحطة الأن بي أن!
– بمعنى آخر وقف بث المسلسل جاء منة من إدارة المحطتين…….!
– قضية حسن عليق: دخل الصحافي حسن عليق مكتب الاستخبارات للتحقيق وخرج منها “محقِّقا”، ليعيد كتابة ما جرى معه متعرضا من جديد للوزير الياس المر وليتهمه بأنه “ربيب ايلي حبيقة”، وليضيف انه لم يجب على أي سؤال بل هو طلب التحدث الى العميد عباس ابراهيم رافضاً أن يتحدث الى سواه!! وأكمل تعرضه الوزير المر من ضمن سياسة التنزيل التي تشمل إفتراءات وإدعاءات عليق الذي وضع نفسه مكان القضاء الدولي والمحلي وهو ينشر محاضر وسيناريوهات تحقيقات في قضية إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟!!!!……
– شهود الزور: يطالب حزب الله وازلامه في التيار العوني بمحاكمة شهود الزور، وكأن ما حدث في الرابع عشر من شباط من العام 2005 كان توقيف الضباط الاربعة؟!!
– ويجب على اللبنانيين ان يقبلوا بأن اسرائيل إغتالت الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفق معادلة “السلم الاهلي مقابل الحقيقة والعدالة”، لأن الحزب قرر من هو القاتل؟!
– ويجب على اللبنانيين القبول بأن محاكمة شهود الزور اكثر اهمية من كشف قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر قيادات ثورة الارز لأن “الحزب قرر”؟!!
– يجب على اللبنانيين ان يقبلوا بأن لبنان احد خطوط الدفاع الاولى عن إيران في وجه “الاستكبار العالمي” لان نائب رئيس الحرس الثوري الايراني قرر وحزب الله التزم؟!!
– قضية النقيب الطيار سامر حنا: اطلق احد عناصر الله النار على طوافة عسكرية للجيش اللبناني فقتل قائدها. أوقف مطلق النار، التزم الجميع الصمت، ليخرج بعد ذلك مطلق النار من دون ان يعرف احد لماذا تم الإفراج عنه؟!!!
– قضية شربل خليل: اعد المخرج شربل خليل أسكيتشا كاريكاتوريا تناول فيه شخصية امين عام حزب الله، فقرر الحزب غزو الاشرفية واماكن اخرى إحتجاجا؟!!
– السابع من أيار: لأن ضرورات التفلت من اجهزة الدولة الامنية وضرورة ان يمارس رقابته على المطار تفرض ذلك، فقد أنشأ حزب الله من ضمن ما أنشأ شبكة إتصالات خاصة به، ويراقب مدارج المطار، وعندما قررت الحكومة اللبنانية فرض سلطتها على اجهزة الحزب كانت غزوة السابع من أيار!!
– المدارس التابعة للحزب: في هذه المدارس تعمم ثقافة الاستشهاد ويشار الى ان المدرسين حين يتفقدون الطلاب يوميا يرد الطالب “شهيد” بدلا من القول حاضر او موجود او Present على جري العادة في المدارس اللبنانية.
– في العادات اللبنانية اليومية: إذا دخلت منزل حزبي وقدمت لك القهوة وبعد الانتهاء من القهوة ترد الفنجان قائلا “بالشهادة” او بـ”النصر”.
هذه عينات بسيطة ويومية من الممارسات الاستكبارية للحزب على اللبنانيين وعلى الدولة وتم رصدها وملاحظتها نظرا للفجور الذي رافق آليات فرضها بالقوة.
وللبحث صلة.