إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
بعيداً عن الرؤية الشعبوية البسيطة، وخداع النفس، والقول بأن الهجوم الاسرائيلي على ايران تفاهم واتفاق بين إيران وامريكا.. كما يُردّد معظم العامة، وحتى النخبة (المثقفة) للاسف!..
الواقع الذي نراه في قنوات الاخبار اولاً بأول، وبشكل حي ومباشر، يقول انه لا يوجد اتفاق بل حرب حقيقية طاحنة، حرب تكسير عظام، تشنها اسرائيل و من ورائها امريكا على ايران وأذرعها الهدامة في المنطقة.
فمن اعلان الحرب على “حماس” في 8 اكتوبر 2023، والقضاء على الهيكل القيادي والعسكري لها، ومن بعده تَعَرُّض «حزب الله» إلى أكثر الاختراقات الأمنية فتكاً، من خلال تفخيخ أجهزة وتصفية جميع قيادات حزب الله من الصف الاول والثاني والثالث والقضاء على80 بالمئة من ترسانته العسكرية، وعمليات التدمير مستمرة بشكل منهجي حتى كتابة هذه السطور..
واخيرا استهداف رأس التنين “ايران”: فقد تم اغتيال رئيس الجمهورية “ابراهيم رئيسي: ووزير خارجيته، “حسين عبد اللهيان”. وقبل ذلك، سرقت إسرائيل أرشيف الملف النووي السري بالكامل من داخل ايران، واغتالت “محسن فخري زاده” أهم علماء الطاقة النووية الإيرانية، وبعده، قتلت رأس ذراع إيران الفلسطينية “اسماعيل هنية” قرب وسط “طهران” العاصمة. ثم جاء الهجوم الاسرائيلي القوي والدقيق والموجِع على ايران في 26 اكتوبر الماضي دمرت فيها اسرائيل أنظمة الدفاع الجوي الروسية الصنع بما في ذلك S300 وربما S400 التي نُصّبت لحماية الكثير من مصافي النفط والبتروكيماويات الحيوية، بالإضافة إلى أنظمة دفاعية تحرس حقل غاز كبيراً وميناء رئيسياً في جنوب إيران. كما ِّدُمرت منشأة رئيسية لإنتاج الصواريخ وأُخرجت البنية التحتية للصواريخ الباليستية الإيرانية التي تعمل بالوقود الصلب من الإنتاج لسنوات. وضربت ايضا مصنعاً للطائرات المسيرة ومبنى للابحاث النووية واصبحت سماء ايران مفتوحة ومواقعها مكشوفة للمقاتلات الاسرائيلية لضربات استراتجية في المستقبل.
إذاً هناك مشروعان: مشروع إمبريالي ايراني توسعي مخرّب منذ 1979.
و مشروع إسرائيلي يقوده (نتنياهو) بدعم امريكي غير مشروط لردع توسّع إيران وانهاء وجود مليشياتها التي عاثت فساداً ودماراً في العراق وسوريا ولبنان وفي اليمن حيث شلّت حركة التجارة العالمية في البحر الأحمر..!
و أي محاولة لكبح التوسع الجيوسياسي الإيراني في الشرق الأوسط يعود بالنفع والازدهار لشعوب و دول المنطقة.
من كان يستطيع، في لبنان وسوريا، أن يواجه تَوَحُّش وسطوة حزب الله؟
من كان يستطيع ان يردع شراسة واجرام “حماس” في غزة وسيناء والاردن؟