حسين شريعتمداري: تغييرات جوهرية في علاقاتنا مع سورية إذا وقّعت اتفاق سلام مع إسرائيل

3

لندن: منال لطفي طهران ـ واشنطن: «الشرق الأوسط»

أكد مستشار للمرشد الاعلى لإيران آية الله علي خامنئي أن «عواقب وتغييرات جوهرية» ستحل على طبيعة العلاقات الإيرانية ـ السورية، إذا ما وقعت دمشق اتفاق سلام مع اسرائيل واعترفت بها. وأوضح حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الاعلى في صحيفة «كيهان» الإيرانية المحافظة التي يرأس تحريرها، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان إيران لا تعترف بدولة اسمها اسرائيل في المنطقة، وأنها لا تشعر بالرضاء لقيام دولة اسلامية مثل سورية او تركيا بالتفاوض معها. موضحا في الوقت ذاته ان مفاوضات حماس مع اسرائيل، عبر مصر، للتوصل للهدنة، ومفاوضات حزب الله مع اسرائيل، عبر المانيا، لتبادل الاسرى «شيء مختلف» عن تفاوض سورية مع اسرائيل، عبر تركيا.

ويأتي ذلك فيما أعلن في دمشق ان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي سيتوجه الى دمشق يوم الخميس المقبل للقاء الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية وليد المعلم، حيث من المقرر ان يبحثوا التطورات الاقليمية في المنطقة. وحول رأى إيران في التفاوض غير المباشر بين سورية وإسرائيل بهدف الوصول لتسوية لقضية الجولان والتوصل لاتفاقية سلام بين البلدين، قال شريعتمداري في اتصال هاتفي من لندن: «قلنا مرارا أنه لا يوجد شيء اسمه اسرائيل في المنطقة. لا نقبل بإسرائيل، ليس هناك دولة اسمها اسرائيل، اسمها فلسطين. طبيعي اننا لا نوافق اطلاقا على المفاوضات بين اي بلد اسلامي مثل سورية او تركيا، مع دولة غير شرعية، وغير موجودة.. لماذا يريدون الحديث مع دولة غير شرعية؟». ورفض شريعتمداري اجراء مقارنة بين المفاوضات غير المباشرة التي تجريها سورية وإسرائيل عبر تركيا، وبين المفاوضات التي اجرتها حركة حماس مع اسرائيل، بوساطة مصرية، للوصول الى اتفاق التهدئة، أو المفاوضات التي اجراها حزب الله مع اسرائيل، بوساطة المانيا، لتبادل الاسرى، موضحا: «هناك فرق كبير بين مفاوضات سورية، ومفاوضات حزب الله وحماس مع اسرائيل. حزب الله مثل إيران لا يعترف بدولة اسمها اسرائيل في المنطقة. تبادل الاسرى مسألة مختلفة عن المفاوضات من اجل السلام، وهي لا تعني ان حزب الله يتفاوض مع اسرائيل او يعترف بها. حماس ايضا مثل حزب الله وإيران لا تعترف بشيء اسمه اسرائيل. واتفاق الهدنة ليس اعترافا بدولة اسرائيل».

وأكد شريعتمداري أن توقيع سورية اتفاق سلام مع اسرائيل سيغير بشكل جوهري طبيعة علاقات دمشق وطهران، موضحا: «إذا وقعت سورية اتفاق سلام مع اسرائيل، فهذا يعني قبولها بإسرائيل. هذا سيؤدي الى تغييرات في علاقات سورية وإيران. هذا رأيي الشخصي. وأعتقد أنه رأي الشعب الإيراني. الإيرانيون دائما ما أدانوا الأعمال الاسرائيلية ضد حزب الله وحماس». وتابع: «توقيع اتفاق سلام سيكون تماما ضد رأي إيران، والحكومة الإيرانية، والشعب الإيراني. هذا سيؤدي الى عواقب وتغييرات جوهرية في طبيعة العلاقات الإيرانية ـ السورية».

وحول رأي إيران في مطالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي من الرئيس السوري بشار الاسد التوسط لدى إيران حول ملفها النووي خلال قمة المتوسطي أمس في باريس، قال شريعتمداري: «لم أر هذا التقرير. لكن هناك بالفعل مواعيد للقاء بين سولانا وجليلي. نحن نتحدث مباشرة مع الغرب، ونخبرهم بما نريده مباشرة.. نحن نعلن مواقفنا بأنفسنا، لدينا متحدثون باسم إيران، لكن إذا أراد الأسد، ان يكرر مواقف إيران المعروفة، فلا مانع».

وتابع: «لا ادري ما المقصود بوساطة سورية. هل يريدون ان تحضر سورية اللقاء (بين سولانا وجليلي)؟ أعتقد أن ساركوزي طلب من الأسد أن يبلغنا بمطلب وقف التخصيب. ونحن موقفنا واضح من هذه القضية، لن نقبل بوقف التخصيب». ويأتي ذلك فيما قالت مصادر إيرانية مطلعة في دمشق إن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي يعتزم زيارة دمشق الخميس المقبل حيث يلتقي خلال الزيارة الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره وليد المعلم وعددا من المسؤولين السوريين. وقالت المصادر الإيرانية إن «زيارة متقي تأتي في إطار التشاور بين دمشق وطهران كصديقين قديمين في معظم ملفات المنطقة الساخنة، ولاسيما التهديدات التي تتعرض لها إيران من قوى إقليمية ودولية». وأشارت المصادر إلى أن زيارة متقي إلى العاصمة السورية تأتي عقب زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى فرنسا، وهي تأتي أيضا بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية التي حصلت فيها المعارضة على «الثلث الضامن». وأوضحت أن «متقي سيجتمع إلى المعلم للتباحث في عدة ملفات مطروحة على الساحة الإقليمية والدولية، والتشاور معه بخصوص هذه الملفات».

الى ذلك وعلى صعيد آخر، حذر مندوب إيران في اوبك من ان صادرات النفط من كل منطقة الخليج ستكون مهددة اذا تعرضت ايران لتهديد. واضاف محمد علي خطيبي لرويترز «اذا حدث تهديد في منطقتنا فلن يكون ذلك ضد صادراتنا فقط.. سيؤثر على المنتجين الآخرين وليس ايران فقط. اعني مصدري النفط العراق والكويت والسعودية وقطر والامارات العربية المتحدة. اي مشكلة من الولايات المتحدة او اسرائيل للمنطقة ستكون تهديدا لاربعين في المائة من كل النفط المتداول في العالم». إذ يمر حوالي 40 في المائة من شحنات النفط العالمية من الخليج عبر مضيق هرمز الذي هددت إيران بإغلاقه في حالة الهجوم عليها.

الشرق الأوسط

http://www.asharqalawsat.com/details.asp?
section=4&issueno=10821&article=478713&feature=

3 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
طاهري
طاهري
16 سنوات

حسين شريعتمداري: تغييرات جوهرية في علاقاتنا مع سورية إذا وقّعت اتفاق سلام مع إسرائيل
الظاهر ايران تعيش في كوكب اخر غير الارض

ضيف
ضيف
16 سنوات

حسين شريعتمداري: تغييرات جوهرية في علاقاتنا مع سورية إذا وقّعت اتفاق سلام مع إسرائيل
I wish I would know how Israel and the US look at us as Arab nations, our history say they did not and they will never will, every time they will have the chance to destroy us, they will gladly do, why we are against Iran? Why we been fighting? For who we were fighting, I believe that the Iranians the most realistic people dealing with Israel.

العبد الفقير
العبد الفقير
16 سنوات

حسين شريعتمداري: تغييرات جوهرية في علاقاتنا مع سورية إذا وقّعت اتفاق سلام مع إسرائيل بسم الله الرحمن الرحيم يبدو ان المستشار الأيراني اوضح جليا سبب الأرتباط السياسي السوري الأيراني ” محور الشر ” كما دأبت الولايات المتحدة بتسمية التقارب السوري الأيراني وهو الدولة العبرية التى يؤكد عن عدم وجودها او نشأتها منذ منتصف القرن المنصرم فى دلاله على غياب الوعي السياسي الآيراني و التقوقع داخل الذات الى درجة عدم رؤية الوقائع الملموسة المحسوسة من اسلحة الدمار الأسرائيلية على الشعب الفلسطيني و الدول العربية ” لبنان ” “سوريا ” وأكد السياسي المتمرس على رفض الواقع وقبول الأساطير حول العالم غير المحسوس… قراءة المزيد ..

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading