إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
هنالك الأفلام السوفييتة الرسمية لجنازة الديكتاتور السوفييتي الذي نافسَ أدولف هتلر في عدد ضحاياه (60 مليون قتيل لكل منهما). وهنالك فيلم وحيد “غير رسمي” تم التقاطه من إحدى شرفات السفارة الأميركية في موسكو. وهو ما يمكن لقارئ “الشفاف” مشاهدته أدناه.
كان الرائد في الجيش الأمريكي “مارتن مانهوف” ( Martin Manhoff) في موسكو منذ أكثر من عام عندما توفي جوزيف ستالين في 5 مارس 1953، بعد عدة أيام من التقارير المقلقة في صحيفة “برافدا” التابعة للحزب الشيوعي. تم الإعلان عن وفاته علنًا في اليوم التالي من قبل “برافدا” ووسائل الإعلام الحكومية الأخرى.
لا يوجد سجل مكتوب في ملفات مانهوف عن رد فعله على وفاة الديكتاتور السوفيتي. ومع ذلك، ترك المساعد العسكري الأمريكي ما يمكن أن يُعتبر اللقطات الوحيدة المعروفة المستقلة لجنازة ستالين.
تظهر أفلام مانهوف، التي تم تصويرها بالألوان الكاملة، مئات الجنود مرتدين معاطف طويلة يشكلون طوقًا طويلًا لجلب جثمان ستالين إلى الساحة الحمراء. وتُرى مجموعة من كبار الشخصيات – أعضاء المكتب السياسي ومسؤولون آخرون – وهم يحملون أكاليل الزهور الضخمة.
تم عرض جنازة ستالين من قبل من قبل – لكن ليس بهذه الطريقة. تصوير من شرفة السفارة الأمريكية، توفر لقطات مانهوف الخام من شرف السفارة الأميركة رؤية ملونة وغير مُفلترة للجنازة تُبرز الإنسانية وراء المشهد.
إحدى اللقطات المقربة تظهر التابوت – مغطى باللون الأحمر ومزين بقبعة ستالين العسكرية الشهيرة، ويبدو أن هناك نافذة لرؤية وجهه (لتأكدي أن ستالين مات فعلاً). يتم نقل التابوت على عربة مدفع تجرها فرقة من الخيول ويواكبها جنود يحملون البنادق المثبتة بالحراب. يتبعهم مئات الأشخاص. تظهر صور تاريخية أخرى التُقطت من قبل المصورين السوفييت الرسميين رجال القيادة الشيوعية الذين كانوا يحملون التابوت أو يواكبونه: “نيكيتا خروتشوف”، “لافرينتي بيريا” (مدير “الكا جي بي” الذي أعدمه خروتشوف لاحقاً) “فياتشيسلاف مولوتوف” وآخرون.
ثم تتجه الكاميرا عن بُعد إلى الساحة الحمراء حيث يتجمع الحشود من المسؤولين أمام ضريح لينين للاستماع إلى المدائح التي ألقاها قادة المكتب السياسي. يتم دفن جثمان ستالين المحنط لاحقًا في الضريح بجانب جثمان الزعيم السوفيتي الذي خلفه، فلاديمير لينين.
تبدو أفلام مانهوف فريدة من نوعها. معظم، إن لم يكن جميع، أفلام الأخبار الخاصة بجنازة ستالين – بما في ذلك تلك التي استخدمتها برامج الأخبار الغربية مثل بي بي سي – استخدمت لقطات من الدولة السوفييتية، وأفضل مثال على ذلك هو الفيلم الوثائقي الرسمي لعام 1953 بعنوان “فيلوكوي بروشانيي” (وداع عظيم)، الذي أنتجته الاستوديو المركزي للأفلام الوثائقية.
بالتأكيد، كان مانهوف يصور أثناء عمله بشكل رسمي كموظف حكومي أمريكي، ومن المحتمل أن اللقطات قد تم عرضها على وكالات الاستخبارات الأمريكية التي كانت تبحث عن دلائل حول من قد يخلف ستالين.
ما يميز هذا الفيلم هو جودته الخام وغير المعدلة، مما يتيح لمحة غير مُفلترة عن لحظة حاسمة في التاريخ السوفيتي.
إحدى المشاهد التي صورها مانهوف من موقعه في السفارة الأمريكية تُظهر الحشود تتدفق عبر ميدان مانِيجنايا، حيث يندفع مئات الأشخاص إلى أسفل شارع كريملوفسكي برويِزد، التل القصير المؤدي إلى الساحة الحمراء.
تُظهر لقطات أخرى الجنود وهم يقفون في حراسة على كريملوفسكي برويِزد وهم يقفزون ويرتدون أذرعهم في محاولة للبقاء دافئين في يوم بارد من مارس، وهو شيء لا يُرى في أي أفلام رسمية.
مثل هذه المشاهد غير المُفلترة للحياة السوفيتية تبرز خصوصية أرشيف مانهوف، وفقًا لدوجلاس سميث، المؤرخ المقيم في سياتل والذي اكتشف المجموعة وقدم وصولًا حصريًا إلى “راديو أوروبا الحرة”.
ويقول مؤرخ أميركي تعليقاً على الفيلم أن موسكو كانت مطوٌقة بالكامل في ساعات الجنازة، وأنه سقط عشرات، أو ربما مئات القتلى، بين المواطنين الذين حاولوا دخول موسكو في ذلك اليوم.
طبعاً، أقسمت القيادة السوفييتية على “الإستمرار في خط يوسف ستالين”، الذي تم تحنيط جثّته لتوضع في مقبرة لينين. لكن “نيكيتا خروتشوف” كشف في خطاب سرّي أثناء مؤتمر الحزب الشيوعي أن ستالين كان ديكتاتوراً ومجرماً، فاستخرجت جثته من مقبرة لينين، وبات في مرتبة أدولف هتلر إلى حين “الردة الستالينية” الي شجعها الرئيس بوتين.
تظهر في الفيلم التاريخي 3 مقاتلات سوفييتية تحلق فوق موسكو لتحية “الراحل العظيم”، في “تقليد” استعاده في ما يبدو بنيامنين نتنياهو الذي أرسل 4 مقاتلات إسرائيلية للشماتة بحزب الله في ما يبدو!
طبعاً، توجد أفلام لجنازة حافظ الأسد، وقبله لجنازة جمال عبد الناصر! ولكن “الشفاف” لم ينجح في العثور على فيديوهات لجنازات الفراعنة المصريين، أو حتى لجنازة “أبو العباس السفاح”!
والأهم، ربما، هو السؤال التالي: هل توجد في الصحف اللبنانية صور لجنازة ستالين فيي “الأشرفية” بالعاصمة اللبنانية، التي قام بها بعض إخوتنا الأرثوذكس الذي لم يميّزوا كثيراً، في ما يبدو، بين “الحزب” و”الأبرشية”!!
يمكن الإستعاضة عنها بجنازة قادة حزب الله اليوم الأحد في 23 شباط/فبراير 2025! وقد أدهش بعض المراقبين أنه لم يتم عرض صورة واحدة للشيخ الشهيد نبيل القاووق، الذي قيلَ أنه قُتِلَ حينما كان يحقق في “كارثة البيجر”! هل يعني “إخفاؤه” أنه كان متورطاً في صفقة شراء “البيجر”؟ “إن بعض الظن إثم”!