بوش أكّد للفيصل أن لا صفقة مع إيران وطالبه بعدم حضور قمّة دمشق

قال دافيد شينكر لـ”الشفّاف” أن حظر التعامل مع رامي مخلوف مؤثّر لأن مخلوف هو أكبر مستثمر في سوريا ولأن 300 شريك “سنّي” يعملون معه سيضطرون لإعادة النظر في حساباتهم. وتخوّف شينكر من أن الأمور، في النهاية، قد تتّجه نحو اجتياح كامل لغزّة، واعتبر ذلك أحد أسباب الحشد العسكري الأميركي في شرق المتوسط. كما اعتبر أن مطالب سياسية في لبنان غير مقبولة، وأنها تسعى لتحقيق أهدافها بأحد إمرين: إما الإطاحة بحكومة لبنان أو.. الحرب الأهلية!

دافيد شينكر هو مدير “برنامج السياسات العربية” في “معهد واشنطن”. كان قد شغل منصب “مدير دول المشرق” في مكتب وزير الدفاع الأميركي، وهي أعلى وظيفة في البنتاغون حول دول المشرق العربي. وبهذه الصفة، كان مستشار وزير الدفاع ومسؤولي البنتاغون الآخرين في ما يتعلق بالشؤون العسكرية والسياسية في سوريا، ولبنان، والأردن، والأراضي الفلسطينية. يتحدّث دافيد شينكر العربية بطلاقة، وهو مؤلّف كتابين عن العراق وعن الحكم الذاتي الفلسطيني.

تحدّث بيار عقل مع دافيد شينكر بالهاتف:

* المعارضة تتّهم الرئيس السنيورة بأنه كان على علم بإرسال السفينة الحربية “يو إس كول” إلى المياه القريبة من لبنان، أو حتى أنه هو الذي طلب دعماً عسكرياً أميركيا؟

دافيد شينكر: المعارضة في لبنان تبحث عن أي ذريعة لاتهام حكومة السنيورة. قبل أشهر زار لبنان مسؤول كبير في البنتاغون هو إريك إديلمان، فزعمت المعارضة أنه جاء ليبحث موضوع إنشاء قواعد عسكرية أميركية في لبنان، وهذا غير صحيح.

الواقع أن للولايات المتحدة إهتمامات أمنية متعددة في المنطقة: الوضع في غزّة، التدخّل السوري في الشؤون الداخلية اللبنانية ومحاولتها الإطاحة بحكومة لبنان المنتخبة ديمقراطياً..

هدف الإعلان عن إرسال سفن وقوات أميركية هو إبراز إهتمام الولايات المتحدة بمساندة حكومة لبنان المنتَخَبة ديمقراطياً. هذا لا يعني أن السنيورة هو الذي طلب إرسال هذه القوة البحرية، ولا يعني أن السنيورة كان يرغب في إرسال هذه السفن. إن الهدف هو الضغط على سوريا.

* بعد “كول” تم الإعلان عن إرسال سفن حربية أخرى؟

دافيد شينكر: سيتمّ إرسال قوات إضافية. ولكنني لا أتصوّر أن تحدث عملية إنزال في لبنان مثلاً، أو ضربات عسكرية ضد سوريا. السفن رمزية، وليست عنصراً حاسماً.

* قيل أيضاً أن إرسال السفن لا يقدم ولا يؤخّر كثيراً، وأن الولايات المتحدة لا تبدو قادرة فعلاً على الضغط على سوريا؟

دافيد شينكر: السفن رمزية، ولكن ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطاً فعّالاً على سوريا. تجميد أصول رامي مخلوف مهمّ: فهو يملك أكبر شركة إستثمارات في سوريا، ويشارك معه أكثر من 300 رجل أعمال “سنّي” ستتأثّر مصالحهم بسبب تعرّض أميركا لمصالح رامي مخلوف. وهؤلاء سيسألون أنفسهم عن مصلحتهم في مواصلة التعاون معه.

في غزّة.. الأمور قد تتّجه في النهاية نحو الإجتياح

* ماذا يحدث في غزّة، هل الضربات الإسرائيلية بداية عملية إجتياح كامل للإطاحة بحكومة “حماس”؟

دافيد شينكر: صواريخ “حماس” بدأت تطال “عسقلان”، وهي مدينة وليست بلدة مثل “سديروت”. وإسرائيل مضطرة للردّ. أية حكومة منتخبة لا تستطيع ألا تردّ حينما يتعرّض سكان مدينة للقصف. في هذا الإطار، فالقوة البحرية الأميركية موجودة أيضاً لمراقبة تطوّر الأوضاع في غزّة.

هل سيقوم الإسرائيليون بعملية إجتياح لغزّة؟ لا أعتقد. الإجتياح يتسبّب بإصابات كبيرة في صفوف الفلسطينيين، وكذلك في صفوف الإسرائيليين… مع ذلك، في النهاية قد يصبح الغزو أمراً لا سبيل لتجنّبه. وأعتقد أن الأمور تسير في هذا الإتجاه!

* هل هنالك علاقة بين الصواريخ على “عسقلان” وقمّة دمشق؟

دافيد شينكر: إطلاق الصواريخ على “عسقلان” يرتبط أيضاً بالقمة العربية المقرّرة في دمشق. الوضع في غزّة يزيد الضغوط على السعودية ومصر لحضور القمّة. دمشق ردّت على إعلانات القاهرة والرياض بأن تحدّتها عدم الحضور. في أي حال، الوقت ما زال مبكّراً، أمامنا 3 أسابيع.

في النهاية يمكن أن يحضر السعوديون والمصريون على مستوى وزراء الخارجية مثلاً.

* مصادر صحفية تحدّثت عن تنسيق سعودي-أميركي في ما يتعلّق بإرسال سفن حربية أميركية إلى شرق المتوسط؟

دافيد شينكر: ما نُشِر قد لا يكون دقيقاً. ما أعرفه هو أن الرئيس بوش طلب من السعودية عدم حضور القمّة العربية في دمشق.

وإذا كنت تذكر: زيارة الأمير سعود الفيصل إلى واشنطن جاءت بعد تقرير الإستخبارات الأميركية الذي توصّل إلى خلاصات مفادها أن إيران أوقفت برنامج النووي العسكري في العام 2003.

بوش طمأن سعود الفيصل بأن تقرير الإستخبارات لا يعني أنه تمّ عقد صفقة أميركية-إيرانية.

* حديث الصفقات يتجدّد مع زيارة أحمدي نجاد لبغداد بحماية أميركية؟

دافيد شينكر: تردّد أيضاً أثناء زيارة الطالباني لمدة 3 أيام إلى دمشق. والواقع أن الطالباني طالب سوريا بتسليم مسؤولين بعثيين سابقين، ولكن بشّار الأسد رفض طلبه.

* ماذا تريد سوريا.

دافيد شينكر: سوريا تريد من العرب الإعتراف بها كـ”عاصمة المقاومة العربية” وتريد العودة إلى العالم العربي، وهذا سبب مشاركتها في مؤتمر “أنابوليس”. ولكن ما تطلبه ليس مقبولاً: إلغاء المحكمة الدولية، والعودة إلى لبنان. ولتحقيق هذين الهدفين، فإنها تعتمد طريقين: الإطاحة بحكومة لبنان المنتخبة ديمقراطياً، وإلا.. الحرب الأهلية.