بيروت – كمال ريشا
في ضوء نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية التي انتهت اليها المرحلة الاولى في جبل لبنان تتسلط الاضواء على المرحلة الثانية من هذه الانتخابات في العاصمة بيروت، ثم في محافظة البقاع عموما ومدينة زحلة خصوصا.
المراقبون المتابعون لمجريات الامور في العاصمة يعتبرون ان موقف “التيار العوني” اصبح اضعف في المفاوضات على بعد ان سقطت اوراق التين عن حجم تمثيله الشعبي في جبل لبنان المسيحي، وتاليا اصبح غير قادر على الحديث عن نسبية مفترضة سوّلت لعون ونوابه المطالبة بنصف التمثيل المسيحي في مجلس بلدية بيروت متجاوزين النواب المسيحيين ومطالبين بالتحدث الى رئيس الحكومة سعد الحريري مباشرة بشأن حصتهم المفترضة.
رئيس الحكومة سعد الحريري من جهته رفض الخضوع لمطالب وشروط عون التي دأب عليها عند كل استحقاق متسلحا بـ”حجم تمثيله” المزعوم وبقوة سلاح حلفائه في حزب الله، لفرض أمره الواقع على الحياة السياسية اللبنانية، وما زالت مقولته الشهيرة “لعيون صهر الجنرال لعمرها ما تتألف الحكومة”.
الحريري اعلن انه سيبقى وفياً لنهج والده في المناصفة في بين المسيحيين والمسلمين في المجلس البلدي لمدينة بيروت، وبدأ تياره حملة منظمة لنشر ثقافة المناصفة بين انصاره بوصفها نهجا سياسيا وليست منّة للمسيحيين.
في المقابل اظهر حلفاء العماد عون جحودهم لـ”ورقة التفاهم” (بين “حزب الله” وميشال عون) وظهروا على حقيقتهم في القرى المختلطة في قضاء جبيل وحيث هم يشكلون اكثرية عددية. فشكلوا مجالس بلدية لم تلحظ وجود اي مسيحي فيها، على غرار ما حصل في بلدة الحصون حيث قاطع المسيحيون الانتخابات بسبب استبعادهم عن المجلس الذي تشكل من الشيعة فقط.
المراقبون يشيرون الى ان استدراج الحريري الى معركة بيروت يهدف الى إحراجه في ظل التهدئة السياسية التي يلتزم بها الحريري وتياره مما يجعل سقف التعبئة السياسية لتكثيف الاقتراع منخفضاً، وهذا ما يزيد حسب رأي عون وحلفائه من إحراج الحريري.
وطبقا للمعلومات والارقام فإن “تيار المستقبل” قادر على حسم معركة بيروت لصالح اللائحة التي يدعمها رئيس الحكومة والتي يرتقب ان يرأسها كما بات معلوما “بلال حمد”، مما يجعل المعركة الانتخابية تنحصر في الجانب المسيحي منها على غرار ما حصل في جبل لبنان لجهة تحديد الاحجام التمثيلية داخل الوسط المسيحي بين التيار العوني وقوى الرابع عشر من آذار.
وانطلاقا مما سبق تنحصر المعارك الانتخابية بمعناها السياسي المسيحي في العاصمة بمعارك المخاتير المسيحيين بما هي معارك محصورة في دائرة بيروت الاولى في “الرميل” و”الصيفي” والأشرفية.
ففي دائرة الرميل هناك 12 مقعدا اختيارياً موزعين على الطوائف المسيحية على الشكل التالي:
4 مخاتير لطائفة الروم الارثوذكس
4 مخاتير للطائفة المارونية
مختاران لطائفة الروم الكاثوليك
مختاران للارمن .
عدد المقترعين المسجلين في “الرميل” 29000 ناخب، إقترع من بينهم في انتخابات العام 2009 النيابية قرابة 10.000 ناخب.
يشار الى ان التوزيع الطائفي للمخاتير في الرميل تبدل عن الدورات السابقة، بحيث تم تخفيض حصة الارمن من ثلاثة مخاتير الى مختارين إثنين في مقابل رفع حصة الروم الكاثوليك من مختار واحد الى مختارين إثنين.
اما في “دائرة الاشرفية”، فهناك 6 مخاتير لطائفة الروم الارثوذكس مع احتمال ان يزيد لعدد الى 7، ومختار للطائفة المارونية مع احتمال ان يزاد مختار إضافي لحصة الموارنة. وفي الحالتين، أي إضافة مختار الى حصة الروم الارثوذكس او الموارنة، ستكون الإضافة على حساب حصة الارمن. والى ما سبق هناك مختار لطائفة السريان، ومختار او مختاران للارمن تبعا لقرار قوى الرابع عشر من آذار بشأن حصة الارمن ومختار لطائفة الروم الكاثوليك.
يشار الى ان عدد الناخبين المسجلين في الاشرفية يبلغ 54.000 ناخباً، إقترع من بينهم قرابة 34.000 ناخب في انتخابات العام 2009.
اما في “دائرة الصيفي” فهناك 4 مخاتير من بينهم ثلاثة للطائفة المارونية ومختار لطائفة الروم الارثوذكس.
في “الصيفي” يبلغ عدد الناخبين المسجلين 10.000 ناخب إقترع من بينهم قرابة 3200 ناخب في الانتخابات السابقة.
مصادر في قوى الرابع عشر من آذار اعربت عن اعتقادها بأن نسبة المقترعين ستكون مرتفعة في الانتخابات الاختيارية ورجحت ان تبلغ 60 في المئة من الناخبين المسجلين قياسا الى المحطة الاولى من هذه الانتخابات التي جرت في جبل لبنان وفي ضوء سعي العماد عون الى استرداد سمعته الشعبية ما سيدفعه الى تجييش المزيد من المقترعين. فضلا عن ان قوى الرابع عشر من آذار تحث انصارها ومؤيديها على النزول بكثافة الى صناديق الاقتراع لتأكيد صحة التمثيل النيابي للدوائر المسيحية المعقود لهذه القوى من خلال تحالف النواب ميشال فرعون ونديم الجميل والقوات اللبنانية.
المصادر اعتبرت ايضا ان قوى 14 آذار سوف تحقق فوزا على لوائح المخاتير العونيين في الاشرفية والصيفي، ما يعطيها سلفا التقدم على العونيين وتبقى “دائرة الرميل” عرضة للخروقات المتبادلة حسب ما رشح من مصادر قوى الرابع عشر من آذار.