رغم الحديث عن التضامن ضمن المؤسسة العسكرية، فصراعات الضباط أخذت طابعاً “شرساً ” في الماضي. مثلاً، الجنرال محمد نجيب “عزله مجلس قيادة الثورة بسبب مطالبته بعودة الجيش لثكناته وعودة الحياة النيابية وتم وضعه تحت الإقامة الجبرية مع أسرته بعيدا عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة، مع منعه تماما من الخروج أو مقابلة أي شخص من خارج أسرته، حتى أنه ظل لسنوات عديدة يغسل ملابسه بنفسه، وشطبوا اسمه من كتب التاريخ والكتب المدرسية، وفي سنواته الأخيرة نسي كثير من المصريين أنه لا يزال على قيد الحياة حتى فوجئوا بوفاته في 28 أغسطس
1984.” (الويكيبيبديا).
وفي شهادة شخصية، قد أخبرنا الشريف زين العابدين الهندي، رحمه الله، أنه (مع خاله الذي كانت تربطه قرابة بمحمد نجيب) زاره في السجن فوجده جائعاً ولا يعطى له سوى اللّبن، لأن عبد الناصر حرص على تجويعه وإذلاله!
*
نقلت “الشروق” المصرية عن مصدر حكومى رفيع ان غياب الفريق سامى عنان- الرجل الثانى فى القوات المسلحة اثناء السنوات الاخيرة لحكم حسنى مبارك وحتى احالته للتقاعد من قبل محمد مرسى مع قائده المشير حسين طنطاوى وزير الدفاع السابق فى اغسطس 2012- عن احتفال القوات المسلحة بالذكرى الـ40 لحرب اكتوبر ــ رغم حضور طنطاوى فى الصف الاول، هو نتيجة لعدم توجيه دعوة للرجل.
وأضافت أن مسألة توجيه الدعوات والشخصيات التى تم اختيارها للحضور تمت «بتنسيق بين القوات المسلحة والرئاسة»، وان اسم سامى عنان لم يطرح من اى الجانبين لأسباب تتعلق بمواقف سياسية بالأساس.
وبحسب مسئول عسكرى متقاعد فإن التحركات التى قام بها عنان ــ ملمحا لاستعداده لخوض انتخابات رئاسية مقررة ربيع 2014 ــ أثارت حفيظة القوات المسلحة اجمالا بالنظر لأن هناك تفاهما واضحا انه إذا ترشح عسكرى فى الانتخابات فلن يكون سوى الفريق اول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، «لأن الرجل عنده شعبية بالفعل وممكن يكسب وباكتساح اى انتخابات تتم تحت اشراف دولى، وأمام أى مرشح وبفارق كبير».
واضاف العسكرى السابق، الذى يحتفظ باتصالات مع القائمين على الأمر فى القوات المسلحة، انه «لا يصح حسب اعراف القوات المسلحة» ان يبدو الامر كما لو ان هناك تنافسا بين قيادات الجيش، مشيرا، كما غيره من مصادر الشروق، إلى ان عنان تحرك دون تفاهم مع القيادات «الفاعلة فى البلاد»، «الذى اتصل واتكلم مع الناس ولما وجد انه ما فيش قبول، على الاقل حاليا للفكرة، قرر الانتظار».
“الشرطة” لها رأيها في المرشّح الرئاسي!!
وكان عنان قد المح الشهر الماضى، ثم عاد فنفى، نية الترشح فى انتخابات الرئاسة فى ظل استمرار الحديث عن «ممانعة السيسى» وفى ظل رغبة متزايدة فى صفوف الشرطة وغيرها من اجهزة الدولة الفاعلة ان يكون الرئيس القادم له خلفية عسكرية بما يضمن بحسب رأى هذه الجهات «حسما فى الإدارة واستقرارا فى أحوال الدولة وتحسينا لأوضاع الأمن القومى» التى ترى هذه الجهات انها تعرضت لـ «مشاكل كبيرة» فى ظل حكم الرئيس المعزول مرسى.
ورفضت مصادر الشروق الرسمية بكاملها القول ما إذا كان قد طلب عنان «أن يبقى فى منزله» لفترة ما بعيدا عن الاضواء بعد ان اثارت محاولته نشر مذكراته حفيظة العديد من جهات الدولة التى رأت ان ما يقوم به الرجل من خطوات منفردة سيفتح ابوابا لجدل لا تحمد عقباه. غير ان المصدر الحكومى قال عندما سئل «هل عنان تحت الاقامة الجبرية»، «ما فيش داعى للمبالغات الرجل لم تتم دعوته وطلب منه ان يتفادى الحضور الاعلامى المكثف وخلاص».
فى الوقت نفسه نفى المصدر الحكومى الذى تحدث للشروق وجود اى نية لإعطاء المشير طنطاوى اى دور رسمى فى قادم الأيام، مشيرا إلى أن دعوته لحضور احتفال أكتوبر مساء أمس الأول تمت بناء على رغبة السيسى الذى تألم للطريقة التى تمت بها ازاحة الرجل «الذى خدم البلاد لسنوات كثيرة بغض النظر عن الصح والغلط فى اللى عمله وقت الفترة الانتقالية»، وخاصة ان طنطاوى والسيسى تربطهما علاقة ودية للغاية وان طنطاوى نفسه كان يتوقع خلافة السيسى له فى وزارة الدفاع وان طنطاوى هو من اختار عدم اثارة اى بلبلة بعد قرار اقالته لأن الرجل فضل ان تستقر الامور فى البلد.
وأضاف «هناك تقاليد مستقرة للقوات المسلحة بأنها لا تهين رجالها حتى لو تم خروجهم من الصورة فى ملابسات معقدة وهذا التقليد لم يخرج عنه احد بما فى ذلك مبارك عندما أزاح عبد الحليم ابو غزالة» وزير الدفاع صاحب الشعبية الكبيرة فى القوات المسلحة فى الثمانينيات، وقام بدعوته بعد ذلك بوصفه مساعد رئيس جمهورية للمشاركة فى احتفالات حرب اكتوبر اكثر من مرة.
وعلى صعيد آخر، قالت شخصيات عسكرية متقاعدة ان نشر مذكرات لقيادات فى القوات المسلحة ارتبط اسمها بحرب اكتوبر، بما فى ذلك المشير احمد اسماعيل والرئيس الاسبق حسنى مبارك، تم بالتنسيق مع جميع اجهزة الدولة المعنية التى ــ بحسب احد هذه المصادر ــ» لم تر اى غضاضة فى ان يكون فى ذلك ابراء ما للرئيس مبارك لأنه فعلا وبغض النظر عن الكلام الكتير اللى اتقال حول موضوع الضربة الجوية الاولى وحقيقة انه فعلا كان قد فى تلاعب ما فى الصور واخفاء لدور الفريق الراحل سعد الشاذلي، فإن مبارك كان مشاركا فعلا فى حرب اكتوبر وكان فعلا له دور، والتوجه الآن هو تجاوز مرحلة إدانة كل ما ارتبط بمبارك لأن الرجل فى النهاية هو ابن للقوات المسلحة ثم ان الرجل تحت الإقامة الجبرية».
وحول مذكرات مبارك، قال المصدر نفسه، ان «الورق تمت مراجعته بطلب من مبارك نفسه من قبل الجهات المعنية».