إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
العملية التي قُمنا بها يوم الجمعة تعادل عملية “موكيد” في 5 يونيو 1967! كنا سنفقد عنصر المفاجأة لو انتظرنا حتى اليوم!
يقول العميد (إحتياط) في الجيش الإسرائيلي “يوسي كوبيرفاسير”، الذي عُيّن رئيسًا لمعهد القدس للإستراتيجية والأمن في 4 مارس 2025 أن “نجاح إسرائيل في الصراع الحالي خلقَ فرصة فريدة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة.”
مراسل “الشفاف” في واشنطن التقى «يوسي» كوبيرفاسير لحوارٍ سريع حول العملية المفاجئة التي أطلقتها إسرائيل يوم الجمعة 13 ضد نظام الملالي في طهران.
– يوسي، لماذا شَنَّت إسرائيل هجومها الآن؟ هل كانت هناك مؤشرات على أن إيران كانت تستعد لهجومٍ ما ضد إسرائيل، ربما لتحسين موقفها في المفاوضات مع الولايات المتحدة؟
أولاً، الإيرانيون بلغوا نسبة تخصيب 60%، وكان علينا التحرك للتأكد من أنهم لن يتجاوزون الخط الفاصل نحو التسلح وامتلاك سلاح نووي. لا أحد يعلم كم من الوقت يحتاجون لذلك، لكن لم يكن بوسعنا أن نغامر.
ثانيًا، كانوا في وضع ضعيف للغاية. كانوا أولاً يشكلون خطرًا كبيرًا، لكن في نفس الوقت كانوا في وضع صعب وهشّ. كان هنالك تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنهم يخرقون التزاماتهم بموجب “معاهدة عدم الانتشار”، وكان ذلك التقرير مؤلمًا لهم. وفوق ذلك، لم يكن بوسعهم أن يقبلوا العرض المقدم لهم من الجانب الأمريكي. لم نتمكن من الانتظار ليومين إضافيين حتى الاجتماع الذي كان سيُعقد اليوم الأحد في 15 يونيو. كنا سنفقد عنصر المفاجأة لو انتظرنا حتى الأحد أو الاثنين.
عامل آخر هو ضعفهم بسبب خسارتهم لحزب الله وحماس والأسد، وبالتالي تراجعت قدرتهم على ردعنا.
– العملية الإسرائيلية وُصفت بأنها “بارعة” من قبل معظم المراقبين (“ممتازة” حسب تعبير الرئيس ترامب)! هل أصبحت “البراعة” سمة من سمات الجيش الإسرائيلي، رغم الانقسامات السياسية الكبيرة بين الإسرائيليين؟ بعض المراقبين يشبّهون العملية الجديدة ليس فقط بضربات “قطع رأس حزب الله” بل بحرب الأيام الستة في 1967!
لا توجد علاقة بين الانقسامات السياسية في إسرائيل وقدرة الجيش والموساد على تنفيذ عمليات محددة. لقد قمنا بذلك مرارًا من قبل، كما رأينا في لبنان مع “هجوم البيجير” ومع عمليات التصفية داخل إيران. نحن جيدون جدًا في جمع المعلومات عن أهداف حساسة وفي تحويلها إلى معلومات إستخبارية قابلة للتنفيذ.
نعم، ما قمنا به يعادل عملية “موكيد” في 5 يونيو 1967، عندما قمنا بتحييد القوات الجوية لمصر وسوريا قبل أن تقلع طائراتها. الآن، استطعنا التفوق على الإيرانيين وتوجيه ضربة لهم بطرق لم يتوقعوها.
تصفية العلماء كانت مهمة جدًا. وكذلك تصفية شخصيات رئيسية في الحرس الثوري والجيش الإيراني كانت مؤلمة لهم. أضف إلى ذلك وجود فرق للموساد على الأرض في إيران، وهو أمر لم يتخيل الإيرانيون حدوثه. كانت ضربة مؤثرة ومُبدعة. في إيران، كانوا يتوقعون شيئًا كهذا، لكن ما فعلناه فاجأهم تمامًا.
– كم من الوقت يمكن أن تستمر عملية إيران؟ هل يمكن أن تستمر حتى سقوط نظام الملالي؟
نحن لم نضع سقوط النظام كهدف للعملية. الهدف هو منع إيران من تخصيب اليورانيوم إلى مستويات أعلى، ولهذا كان علينا التعامل مع الهيكل الكامل لمشروعهم النووي. يجب أن نتأكد من تدمير هذا المشروع، وقد يستغرق ذلك وقتًا. لن نحصل على النتائج المرجوة من الضربة الأولى فقط.
ربما نضطر لتكرار الهجمات، وهذا سيستغرق عدة أيام.
علينا أيضًا التأكد من أنهم لا يستطيعون إنتاج مزيد من الصواريخ الباليستية التي تهددنا، ولهذا نركز على منشآت إنتاج وتخزين الصواريخ.
هذه هي الأهداف الرئيسية، وهناك أهداف أخرى مرتبطة بها. استهدفنا القيادة العسكرية لأننا نريد التأكد من أنهم لن يردوا علينا، ولن يعطلوا حريتنا في المناورة داخل إيران. لذلك نستهدف أيضًا أنظمة الدفاع الجوي داخل إيران، لضمان عدم تدخلها في قدرتنا على العمل في الأجواء الإيرانية.
إذا سقط النظام نتيجة لذلك، فلن نذرف دمعة، بل سنكون سعداء للغاية، لكن هذا ليس هدفنا. إسقاط هذا النظام مهمة الشعب الإيراني نفسه، وهم من يجب أن يقوموا بذلك.
وإذا استمر الإيرانيون في قصفنا بالصواريخ الباليستية، فسنجعلهم يدفعون ثمنًا باهظًا عبر ضرب أهداف تتجاوز مشروعهم النووي، وربما تشمل أهدافًا حكومية أيضًا.
– ما هو “النظام الجديد” الذي تسعى إليه إسرائيل؟ هل هو نظام “سلام وتطبيع” مع الجيران، أم نظام حكمه “قبضاي إسرائيلي” كما يزعم العديد من المعلقين العرب؟
نحن غير مهتمين بأن نصبح القوة المهيمنة في الشرق الأوسط. نريد فقط ضمان أن يستفيد كلا الجانبين من التعاون، كما حدث في الإتفاقات الإبراهيمية. السعودية ولبنان وسوريا جميعها مرشحة للانضمام إلى الإتفاقات الإبراهيمية، وإحلال السلام مع إسرائيل، والاستفادة من التعاون لصالح الجميع.
– هل تعتقد أن الحرب الحالية مع إيران ستساعد في هذا الاتجاه؟
بالتأكيد. لقد دمرنا حزب الله، وخلقنا الظروف التي مكنت المعارضة في سوريا من التخلص من الأسد، والآن نحن نضرب إيران نفسها. المحور الإيراني المتشدد في طريقه لفقدان نفوذه، وهذا بالتأكيد سيساعد.
أجرى المقابلة ج. هوبكنز