اللقاء استغرق 10 دقائق!
قالت مصادر قريبة من الفاتيكان أن “موقفا سيصدر قريبا عن حاضرة الفاتيكان يوضح حقيقة الموقف من الوضع اللبناني. وان لا جديد ولا تبديل في موقف الفاتيكان، وأن ما يثار ويقال في لبنان من قبل البعض ليس سوى اجتهادات في غير محلها”!
عند هذا الحد توقفت المصادر القريبة من الفاتيكان عن الافاضة في شرح الموقف الفاتيكاني من القضية اللبنانية! إلا أن معلومات في بيروت تحدثت عن ظروف انعقاد اللقاء بين امين سر دولة الفاتيكان للعلاقات بين الدول، المطران بول غالاغر، ومسؤولين من حزب الله اللبناني، اثناء زيارته الاخيرة الى لبنان. وعلى غير العادة، فالكاردينال غالاغير إنكليزي، من مواليد « ليفربول » في 1954.
وقالت المصادر أن اللقاء إنما حصل بناء على طلب من « لجنة الحوار الاسلامي–المسيحي »، وتمنٍ فرنسي، لتعزيز سياسة الانفتاح والحوار في لبنان.
وتشير المعلومات الى ان اللقاء حصل في السفارة البابوية، شمال بيروت، ودام قرابة عشر دقائق لا اكثر، اكد خلاله المطران غالاغر موقف الفاتيكان من ضروة استكمال تنفيذ اتفاق الطائف في لبنان، اضافة الى تنفيذ لبنان لقرارات الشرعية الدولية كاملة، كمدخل لاعادة إحياء علاقات لبنان العربية والدولية. هذا فضلا عن ضرورة اعتماد سياسة الشفافية على مستوى الادراة ومكافحة الفساد المستشري في طول البلاد وعرضها.
وتضيف المعلومات ان اي موضوع آخر لم تتم مناقشته مع وفد حزب الله الذي كان مستمعاً، ولم يبدِ اي تعليق على موقف المطران غالاغير.
وفي سياق متصل أشارت معلومات الى ان الفاتيكان يضغط بشدة على الادارة الاميركية من اجل الحؤول دون “صوملة” الادارة اللبنانية، والحفاظ على ما تبقى من هيكل الدولة، والعمل على اعادة بناء دولة الرسالة التي تحدث عنها قداسة الحبر الاعظم البابا يوحنا بولس الثاني.
وقالت المعلومات ان مقولة ما يسمى “حلف الاقليات“ قد تم دفنها الى غير رجعة! وان هذا الحلم الذي يراود بعض المغامرين الموارنة سواء بعض السياسيين، او حتى رجال الدين، غير قابل للحياة، وان الفاتيكان لا تعنيه هذه السياسات وهو يصر على دور لبنان كبلد “الرسالة“، المنفعل والمتفاعل مع محيطه العربي، وكتجربة نموذجية على المستوى العالمي.
وعلى المستوى الكنسي، ابدى المطران غالاغير، ملاحظاته القاسية لمجلس المطارنة الموارنة، بشأن سلوك معظم الاساقفة الموارنة! خصوصا انه تأخر في الحضور الى بكركي للمشاركة في اجتماع مجلس المطارنة وهاله ما رأى من سيارات فارهة يقودها احبار كنيسة الموارنة في لبنان، في حين تعاني البلاد، من ازمة اقتصادية خانقة!
وتوجه غالاغر الى الاحبار بالقول « هذه ليست الكنيسة التي اوصى بها السيد المسيح، رعاياكم يتضورون جوعا، وانتم تعيشون في عالم آخر »!
من سيخلف الكاردينال « ساندري »؟
وتشير المعلوات الى ان المطران غالاغير توجّه بخطاب ديبلوماسي شديد اللهجة للاحبار الموارنة، وطالبهم بوقف سياسة البذخ التي يعيشون، والوقوف الى جانب رعاياهم في الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم.
وتشير المعلومات الى ان الوفد الذي رافق المطران غالاغر تضمن شخصية دينية فاتيكانية مرشحة لخلافة الكاردينال « ساندري » (الذي ترأّس قداساً في مدينة حلب السورية في 1 نوفمبر 2021!)، على رأس مجمع الكنائس الشرقية، من اجل ان يتعرف على لبنان، بوصفه موطن طائفة مسيحية شرقية أساسية في الشرق الاوسط.