العراق ولبنان.. الازمة الخانقة والحل الفوري الواقعي

0

حاملات الطائرات فئة نيمتز (USS Nimitz) هي مجموعة من حاملات الطائرات الأمريكية العملاقة

 

كمراقب للشؤون العربية اقول بملء فمي ان التدهور الاقتصادي والمعاناة الاجتماعية للشعبين  اللبناني والعراقي سوف يستمران، وحال الشعبين سيكون كحال شعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال الاربعين سنة الماضية، إلا اذا وعَى واتعّظ آخر لبناني وعراقي بانه لا جدوى ولا منفعة من تعبئة الشعوب بوقود “العداء لأمريكا”، وأنه لن تلوح بادرة امل في الافق دون التدخل الامريكي!

 

فإنجلترا وفرنسا، بتاريخهما وعظمتهما، لم تستطيعا وقف زحف الآلة العسكرية الالمانية الجبارة المدمرة الا بمساعدة وتدخل الولايات المتحدة الأمريكية المباشر في الحرب العالمية الثانية بعد سنتين من حرب ضروس دمرت العاصمة البريطانية (لندن).

ولم تتحرر سنغافوره والجزر الفلبينية من بطش الجيش الياباني على مدى اكثر من سنتين الا بالتدخل العسكري الامريكي. ولم تتحرر اليابان نفسها من الحكم الامبراطوري الاستعبادي الا بالاحتلال الامريكي الذى حوّلها الى اعظم وارقى دولة صناعية في اسيا.

واخيرا، لم ينقذ الكويت من الاحتلال العراقي البربري الشرس الا حكمة الحكومة الكويتية وحكامها الذين سارعوا، ومن اليوم الثالث للإحتلال، الى نبذ العروبة والقومية والناصرية ورميِها وراء ظهورهم والاستعانة بالقوتين العظميين الحليفتين بريطانيا وامريكا، اللتين حررتا الكويت ولاحقاً ألقتا القبض على الدكتاتور الجاني، حيث تمت محاكمته على الهواء مباشرة منذ اكتوبر ٢٠٠٥ حتى ديسمبر ٢٠٠٦ وإعدامه.

والان وبكل شفافية وصراحة لن يستطيع لبنان او العراق ان يخرجا من ازمتهما الكارثية الا اذا سلّما واطاعا واذعنا للمبادرات والاوامر الامريكية.

وارجو رجاء حاراً من كل صاحب ضمير وفكر نيّر لبناني وعراقي ان يسمي الاشياء بمسمياتها ولا داعي للالتفاف على الحقيقة والتلاعب بالكلام، وان يقولها بكل صراحة ان  سبب الازمة السياسية والاقتصادية في بلديهما هو الوجود والهيمنة الايرانية. ودعوكم من صناعة الافتراءات ومن اكذوبة “تدخل القوى الخارجية والعدو الصهيوني والامبريالية واسرائيل”! فإسرائيل بريئة براءة الذئب من دم يوسف من القتل الممنهج والفوضى السياسية في العراق ولبنان، وأنصحكم باستخدام مصطلح “العدو الايراني” بدلا من “القوى الخارجية والعدو الصهيوني”، لأن ايران ما زالت تحتل وتتحكم في اربع عواصم عربية، ولولا الحضور  الامريكي في الخليج لكانت الكويت والامارات والسعودية وقطر محافظات ايرانية يحكمها  قاسم سليماني.

فلا منفعة ولا طائل من التشبّث بفرنسا والمانيا وروسيا، لانها عديمة الجدوى في اعطاء حل سريع وحاسم، ولا مناص يا اخوان دون الاستعانة بالولايات المتحدة الامريكية، والتجارب التى عشناها تشهد على ذلك.

 

تحرير مدينة باريس في اغسطس 1944 بعد الإنزال الامريكي في (النورماندي) 

 

دخول قوات التحالف بقيادة امريكا العاصمة الإيطالية (روما) بعد سقوط الدكتاتور (موسوليني) يونيو 1944

 

2011: الذكرى العاشرة لتحريرالكويت من الغزو العراقي الغاشم

 

 

*الدكتور محمد الهاشمي باحث خليجي                      

Leave a Reply

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
Share.

Discover more from Middle East Transparent

Subscribe now to keep reading and get access to the full archive.

Continue reading