لم يصدمنا مشهد الرئيس الأفغاني الأول بعد سقوط الطالبان، حامد كرزاي، في نقاش مع وفد من « الحركة »!
فالسيد كرزاي معروف بفساده الشخصي، وقد فرضه الأميركيون فرضاً على الأفغان الذين كانوا يفضّلون عليه الملك السابق « ظاهر شاه ». وكان ملكاً « صُورياً » مثل ملك ليبيا الراحل الذي أطاح به القذّافي، سوى أنه ربما كان قادراً على توحيد أفغانستان.
ما صدمنا في الصورة أعلاه هو وجود نائب الرئيس الأفغاني عبدالله عبدالله (الثاني من اليمين) في اللقاء مع وفد حركة « طالبان »! عبدالله عبدالله، الطاجيكي-البشتوني، بحكم عائلته، كان قد فاز في الدورة الأولى من الإنتخابات على الرئيس الفارّ أشرف غني، ولكن الأميركيين فرضوا أشرف غني.. بالتزوير! وكان كل همّهم الحؤول دون وصول عبدالله عبدالله إلى رئاسة أفغانستان!
التقيت عبدالله عبدالله في سفارة أفغانستان في باريس التي قصدها برفقة قائده الشهير المجاهد أحمد شاه مسعود. كان معي سفير باكستان السابق في لندن، واجد شمس الحسن، الذي لفت نظري إلى أن « الحاجب » الذي أخد معاطفنا، في سفارة أفغانستان، كان من المخابرات الباكستانية! سألته، كيف عرفت؟ أجاب: كان موظف مخابرات عندي بالسفارة!
وبالمناسبة، كانت زيارة مسعود وعبدالله إلى باريس بدعوة من رئيسة البرلمان الأوروبي، وليس من الحكومة الفرنسية. وحسب معلومات خاصة، أبدى وزير خارجية فرنسا في حينه، « أوبير فيدرين »، استياءه لأنه « مضطر لاستقبال مسعود »!! وقد يكون السبب أن الأميركيين والفرنسيين كانوا قد فتحوا خطوطاً مع « الطالبان » في حينه، ربما بتشجيع من الباكستانيين. وقد عاد القومندان مسعود من فرنسا بدون أية وعود بدعم، حتى بدون وعود بمنح دراسية لشعبه من « الطاجيك » الأفغان . وهذا مع أن مسعود كان قد تلقّى دراسته في « الليسيه الفرنسية » بكابول. وكان شقيقه « أحمد والي » (الذي كان سفير بلاده في لندن) قد طلب مني كاسيتات لغة فرنسية لمسعود لأن لغته الفرنسية ضعفت مع الوقت!
تطرّق حديثنا مع عبدالله عبدالله إلى موضوع أسامة بن لادن، فقال عبدالله: « هل يرغب الأميركيون فعلاً في وضع يدهم على بن لادن؟ نشكّ في ذلك! طلبنا منهم طائرتين صغيرتين ولكنهم رفضوا، ولم يقدّموا لنا أي دعم!
طبعاً، قُتِل مسعود قبل ٣ أيام من عملية ١١ سبتمبر الإجرامية في عملية دبّرتها قيادة « القاعدة »! واستفاد الأميركيون من « الطاجيك » لدخول أفغانستان وإسقاط « الطالبان ». ولكنهم، رغم ذلك، لم يقبلوا « عبدالله عبدالله »، صديق مسعود ونائبه، النظيف الكفّ، رئيساً للبلاد. حامد كرزاي، الفاسد والمطيع، كان أنسب لهم، ربما!
صدمتني صورة عبدالله عبدالله التي تعني أنه وافق على العودة من « الدوحة » إلى « كابول » بموجب « تطمينات » من « الطالبان »، أصدقاء « القاعدة » التي اغتالت قائده!
صورة « تراجيدية » لصديق مسعود الذي قام الأميركيون بكل ما بوسعهم لإبعاده عن السلطة، مع أنه الأقرب إلى المشروع الديمقراطي، والعلماني، لأفغانستان!
لا نلومه، لأن رفضه التفاوض مع الطالبان سيكون بمثابة إعلان حرب بين سلطة الطالبان الجديدة وما يسمى « وادي بانجشير »، أي «الطاجيك الأفغان » الذين يتحدثون بلسان « فارسي »! (بعد نشر هذا التقديم، ظهر فيديو لقوات أفغانية لم تستسلم لطالبان لدى وصولها إلى « وادي بانجشير »، كما أفيد أن نائب رئيس حكومة أفغان السابق وصل إلى « وادي بانجشير » لمقاومة طالبان إلى جانب أحمد مسعود، إبن أحمد شاه مشعود),
من سرّب صورة الإجتماع هو « أنس حقاني ». شقيق « سراج الدين حقاني »، نجل أحد أشهر قادة الجهاد ضد السوفييت، الملا « جلال الدين حقاني »، الذي استقبل عدداً من سُموا لاحقاً « الأفغان العرب »! وكان الأميركيون يعتبرون « شبكة حقاني » في أعلى قائمة أعدائهم!
ويُعتَبَر « سراج الدين حقاني » الرجل الثاني في حركة الطالبان، وزعيم الشبكة القوية التي تحمل اسم عائلته.أما « أنس » فهو الشقيق الأصغر لسراج الدين حقاني، وقد اعتقل من قبل المخابرات الأميركية في مطار البحرين عام 2014، وسلّم لاحقا للحكومة الأفغانية.
هنالك احتمال في أن يكون وجود « سراج الدين حقاني » ضمن قيادة الطالبان مؤشّرا لقدر من البراغمانية! ربما..
بيار عقل
**
(وكالة الصحافة الفرنسية )
التقى مسؤولون في حركة طالبان الأربعاء الرئيس الأفغاني السابق حميد كرزاي في كابول غداة وعود قطعها المتمردون الذين سيطروا على أفغانستان بالعمل على المصالحة الوطنية والصفح عن خصومهم وبعدما حذر الغربيون من أنهم سيحكمون “على أفعال” الحركة المتطرفة.
ونقل موقع “سايت” الأميركي المتخصص في رصد الحركات المتطرفة أن قادة طالبان الذين يسعون إلى تشكيل حكومة “قالوا إنهم أصدروا عفوا عن جميع المسؤولين الحكوميين السابقين وبالتالي ليست هناك حاجة لمغادرة أي شخص البلاد”.
ونشرت الحركة صورة لكرزاي إلى جانب عضو فريق التفاوض عن الحركة أنس حقاني.
وأشار موقع سايت إلى أنهم التقوا أيضا نائب الرئيس الأفغاني السابق عبد الله عبدالله.
تعرضت صناعات فرنسا العسكرية لإنتكاسة ابان “حرب الكويت” ؛ إذ اضطرت كعضو في التحالف الثلاثيني الى كشف شيفرات اسلحة الجيش العراقي الثقيلة/ الفرنسية الصنع ؛ ابان سنوات العقوبات على العراق ؛ حصلت فرنسا على حصة الاسد من عقود “النفط مقابل الغذاء” ؛ ومع حرب احتلال العراق اصبحت فرنسا المعترض الأول وشهدت امريكا حملات لمقاطعة المنتجات الفرنسية وتسمية “الفرنش فرايز” ب “الفريدوم فرايز” ؛ مع ساركوزي هبطت فرنسا الى ارض الواقع (الغير مثالي بالتعريف) وارسلت “برنار هنري ليفي” ليؤلف كتاب رحلات ؛ ورغم الدعاية الكثيفة والمقابلات التلفزيونية مع ليفي ؛ لم يحظى الكتاب والمؤلف بالتقبل المطلوب .. في مقاله في “الواشنطن… Read more »