وكالة الصحافة الفرنسية- استبعد مجلس صيانة الدستور حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الاسلامية القريب من الاصلاحيين في ايران، من انتخابات مجلس الخبراء التي ستجري في 26 شباط/فبراير المقبل، حسبما اعلن ابنه على حسابه على انستغرام.
وكان الخميني بين مئات المرشحين الذين تم استبعادهم من خوض الانتخابات لدخول مجلس الخبراء، وهو الهيئة التي تشرف على عمل مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي ومسؤولة عن انتخاب خلف له.
ويعد مجلس الخبراء 88 عضوا، ومدة ولايته ثماني سنوات.
وامام المرشحين المستبعدين حتى يوم السبت للطعن في القرار.
وسيبدأ التصويت لاختيار اعضاء المجلس في 26 شباط/فبراير، اليوم الذي تجري فيه الانتخابات البرلمانية.
وبعد دخول الاتفاق النووي الذي ابرمته ايران مع الدول الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة حيز التنفيذ، تعتبر هذه الانتخابات مهمة لتحديد توجه البلاد المستقبلي.
وحسن الخميني هو حفيد اية الله روح الله الخميني زعيم الثورة الاسلامية 1979 التي انهت عهد الشاه محمد رضا بهلوي.
وتوفي اية الله الخميني، المحافظ الذي قاوم النفوذ الغربي، في العام 1989. الا انه لا يزال يحظى بمكانة عالية حيث تنتشر صوره في جميع المكاتب الحكومية، واوراق العملة والجدران في طهران وغيرها من المدن الايرانية.
ولو ترشح حفيده الى مجلس الخبراء لكانت هذه المرة الاولى التي يعود فيها اسم العائلة الشهير الى المشهد السياسي.
وحسن الخميني (43 عاما) اصغر سنا بكثير من معظم اعضاء مجلس الخبراء الحاليين.
الافتقار الى الاهلية الدينية
وقال ابنه احمد الخميني ان مجلس صيانة الدستور لم يوافق على والده بحجة انه غير مؤهل دينيا بشكل كاف لدخول الانتخابات.
واضاف احمد على موقع انستغرام نشر عليه صورة والده وهو منكب على دراسة النصوص الدينية ان قرار مجلس صيانة الدستور صدر “رغم شهادة عشرات المراجع الدينية” لوالده.
وقال “لقد اصبح من المؤكد الليلة الماضية (الاثنين)” ان المجلس لم يصنف والده على انه “مجتهد” او حاصل على معرفة كافية بالاسلام، ليكون عضوا في المجلس.
وقال عضو في مجلس صيانة الدستور في الخامس من كانون الثاني/يناير ان حسن الخميني لم يشارك في امتحان فقهي نظمه هذا المجلس مطلع الشهر في مدينة قم وشارك فيه حوالى 400 مرشح، لتأهيلهم لخوض انتخابات المجلس. الا ان احمد الخميني (18 عاما) شكك في ان يكون ذلك هو سبب استبعاد والده.
وقال “برايي فان السبب في عدم اجازة والدي واضحة للجميع خصوصا بعد ان تمت إجازة “اجتهاد” الاخرين دون مشاركتهم في الامتحان”.
ويضم مجلس الخبراء رجال دين فقط. ويتوقع ان تصدر قائمة المرشحين النهائية في التاسع من شباط/فبراير.
رفض مئات المرشحين
بلغ عدد الاشخاص الذين اعلنوا ترشحهم في كانون الاول/ديسمبر لعضوية المجلس نحو 800 مرشح، ما فتح الباب امام عملية اجازتهم.
وصرح الناطق باسم اللجنة المركزية لمراقبة الانتخابات سياماك راه-بيك انه تمت الموافقة على 166 مرشحا للمشاركة في الانتخابات.
وصرح سياماك على التلفزيون الرسمي ان 152 مرشحا اخرين لم يشاركوا في الامتحان الفقهي.
وحسن الخميني ليس شخصية عامة معروفة، الا ان ترشيحه مثير للجدل بسبب علاقاته مع الاصلاحيين وبينهم محمد خاتمي الذي تولى رئاسة البلاد من 1997 حتى 2005.
ولم يعد خاتمي يعمل في الشؤون العامة، بسبب امر قضائي يحظر استخدام صوره او تصريحاته في الاعلام المحلي.
ويشتد التوتر بين الاصلاحيين والمحافظين منذ الانتخابات الرئاسية في 2009 التي شهدت اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد، الذي اشتهر بانتقاداته المتشددة للغرب، رئيسا للبلاد.
واعاد الاصلاحيون تنظيم صفوفهم منذ انتخابات 2013 التي فاز فيها الرئيس حسن روحاني — المعتدل الذي تعهد بانهاء الازمة النووية — وياملون في العودة من خلال الانتخابات التي ستجري الشهر المقبل.