أعرب اصدقاء للقتيل سمير القنطار عن حزنهم لفقده في ظروف مأساوبة مشيرين الى ان حزب الله، ومنذ قرر القيام بعملية عسكرية للافراج عنه، استخدمه كورقة إعلانية وأعطاه حجما يفوق شخصه وشخصيته!
احد رفاق القنطار ممن تعرفوا اليه في السجون الاسرائيلية قال إنه اعتقل في العام 1979، ولم يكن يسمع بسمير القنطار الى ان التقاه في السجن الاسرائيلي بعد عشر سنوات في العام 1989، ويقول كان القنطار يساريا متزمتاً، وكان يرفض جميع اشكال التعصب الديني، كما انه كان يشتكي من انه متروك ليواجه مصيره منفردا في السجون الاسرائيلية.
وأضاف، ان القنطار شعر بالخيبة والمرارة بعد ان “تبخّرت” جبهة التحريري الفلسطينية التي ارسلته في عمليته العسكرية الى فلسطين المحتلة، وطالب رفاقه في السجن من اللبنانيين بأن يضموه الى الحزب الشيوعي اللبناني، وان تعمل إذاعة الحزب المعروفة باسم “صوت الشعب” على إثارة قضيته والسعي للافراج عنه.
ويضيف انه ارسل طلب انتساب القنطار الى الحزب الشيوعي وبدأت إذاعة “صوت الشعب” بالتذكير بالقنطار، وبأنه قابع في السجون الاسرائيلية، من دون ان يتبنى الحزب الشيوعي قضية القنطار.
ويقول رفيق “القنطار” في سجنه الاسرائيلي إنه كان يرفض حتى السماع باسم حزب الله، وانه كال الشتائم للحزب في عملية تبادل الاسرى ما قبل الاخيرة لان الحزب لم يدرج اسمه بين الذين طالب بالافراج عنهم الى ان بقي السجين اللبناني الوحيد في سجون الاسرائيليين!
ويضيف ان القنطار، وبعد سجنه طويلا في اسرائيل، كان يتمتع بتسهيلات تمنح للسجناء في ظل القانون الاسرائيلي. فكان يتواصل مع عناصر وقياديين من حزب الله، وهم اشترطوا عليه ان “يتشيّع” وان يعمل في صفوف الحزب قبل ان يوافق الحزب على السعي والعمل للافراج عنه.
ويقول: كان القنطار من مؤيدي اتفاق اوسلو، وبادر الى نشر تصريحات في الصحف الاسرائيلية تؤيد الاتفاق وفي يقينه ان ابو عمار سيسهى للافراج عنه بعد التوقيع على الاتفاق. وان القنطار ارسل برقية تعزية إثر إغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي إسحق رابين نشرتها صحيفة “يديعوت احرونوت” الاسرائيلية.
ويقول مقربون من القنطار إنه بعد الاقراج عنه كان ورقة يستخدمها حزب الله لصالح مشروعه الاعلاني حيث كان يزج به في مواقف لا تتسق مع قناعاته، وانه لم يكن لا قائدا عسكريا ولا ميدانيا، بل على العكس من ذلك، فإن قيادات حزب الله كانت تعتبر ان “القنطار” مخروق إسرائيليا وليس موضع ثقة!
وتضيف ان اقرباء القنطار كانوا يتوقعون اغتياله او قتله لضرورات حزب الله الاعلامية في اي وقت، وان العملية التي اودت بحياته في جرمانا لم تفاجئهم.