أما عدد الجزر، فهو خمس، وأما موقعها فهو شرق البلاد وشمالها فى مياه الخليج العربى، وأما الهدف فهو تحويلها إلى منطقة اقتصادية حرة متكاملة توفر فرص العمل للشباب الكويتى الراغب فى العمل خارج القطاع العام!
وأما طريقة تحويل الجزر الخمس إلى منطقة اقتصادية حرة ومتكاملة، فهى الاعتماد على مشاركة القطاع الخاص المحلى والإقليمى والدولى وتقليص الاعتماد على المالية العامة للدولة!
ما علاقتنا نحن هنا بالموضوع؟!.. علاقتنا لابد أنها تأتى على مستويين، أولهما أن قطاعنا الخاص سوف يكون مدعواً بالضرورة، مثل غيره فى سائر الدول، إلى أن يساهم فى إنشاء هذه المنطقة هناك، بما سوف يعود عليه، وعلينا بالتالى، من عملة صعبة، نحن أحوج الناس إليها!
وأما المستوى الثانى، وهو الأهم فى نظرى، فهو أنه ربما يكون من المهم أن نسأل الإخوة فى الكويت عن رؤيتهم، بالنسبة للجزر الخمس، وأن نطلبها وأن نطالعها وأن نأخذ منها ما ينفع مع جزر النيل والبحر الأحمر عندنا!
إننى أذكر أنى كتبت فى الموضوع مراراً من قبل، وأذكر أن الدكتور عبدالمنعم سعيد قد كتب فيه كثيراً، وأذكر أن آخرين سوانا نحن الاثنين، قد كتبوا أكثر عن أن لدينا ثروة عائمة فى النيل وفى البحر الأحمر، وأن هذه الثروة عبارة عن عشرات الجزر المتناثرة.. نعم عشرات الجزر التى تتجاوز المائة جزيرة، وأنها جميعاً فى انتظار رؤية اقتصادية جامعة لها، تجعلها تدر دخلا هائلاً على البلد، وعلى الخزانة العامة، ولكنها لا تزال مهملة فى بعض حالاتها، ولا تزال مهجورة فى حالات أخرى، ولا تزال مرتعا فى حالات ثالثة للاستخدام العشوائى من جانب بعض الأهالى!
إن حى الزمالك كله، عبارة عن جزيرة فى النيل، تبدأ من عند شيراتون الجزيرة جنوباً وتنتهى عند سفير الزمالك شمالاً، وكذلك حى المنيل كله يمثل جزيرة فى قلب النيل، تبدأ من عند مقياس النيل جنوباً، وتنتهى عند فندق الميريديان شمالاً، الذى تمرح فيه الفئران، وكأنه بلا صاحب، أو كأن دولة ليست موجودة على أرضنا تعيده إلى خريطة السياحة فى البلد!
هاتان جزيرتان فقط، إحداهما الزمالك، والأخرى المنيل.. وماعداهما من عشرات الجزر فإنها تبكى حالها فى مكانها بامتداد النيل والبحر، لعل أحدا من مسؤولينا، ممن يعنيهم الأمر، يغار عليها!
نقلاً عن المصري اليوم