لا علاقة للمحتوى الشخصي لجهاز الـiPad الخاص بهنيبعل القذافي بعملية خطفه في لبنان في تشرين الثاني/ديسمبر ٢٠١٥، ولاحقا تسليمه الى الدولة اللبنانية من قبل الخاطفين.
فيما يلي القصة الحقيقية لبعض المحتوى المنشور والكثير منه غير المنشور بعد، وقصة الحصول عليه.
في آب/أغسطس ٢٠١١، اقتحم مسلحون مناهضون لحكم الرئيس الليبي في حينه معمر القذافي، منزل ابنه هنيبعل القذافي في العاصمة طرابلس.
المسلحون صادروا بعض المقتنيات من المنزل من بينها جهاز الـiPad الخاص بهنيبعل القذافي، كما يزعمون. وقد سلموا محتوى الجهاز الى ناشطين اعلاميين يعملون من ضمن فريق لا يتجاوز عديده أصابع اليد الواحدة.
نشر الاعلاميون، بعض الصور الخاصة التي عثروا عليها في الجهاز، من بينها صور لهنيبعل ولزوجته اللبنانية ألين سكاف في فنادق وشوارع روما وباريس وفي حديقة منزلهم في ليبيا. من بين المواد القليلة التي نشرت، صور ظهرت فيها زوجة القذافي الإبن في وضعيات “مثيرة”.
نشر الاعلاميون ايضا مقاطع فيديو لعمليات تعذيب معتلقين في سجن بو سليم. الا ان هذا غيض من فيض المحتوى في شقيه الشخصي والأمني.
تعرض احد افراد هذا الفريق الاعلامي الى الخطف بعد نشر المواد ولا يزال مصيره مجهولا حتى اللحظة. فشعر زملاءه بالضغط والتهديد وفكروا مليا قبل ان يقرروا التخلص من هذه المواد عبر تهريبها الى خارج ليبيا.
الفريق الاعلامي كان على تواصل معي منذ نهاية العام ٢٠١٢ اي بعد حوالي مضي عشرة اشهر على اندلاع الأحداث في ليبيا وبعد شهرين من مقتل الرئيس الليبي معمر القذافي في تشرين الأول في سرت، ليبا.
وفيما كنت استطلع عن اخبار وقصص مصورة للعمل عليها في ليبيا، أفصح لي احد اعضاء الفريق عن امتلاكهم لصور وفيديو ومستندات عثروا عليها في ما يعتقدون انه الـ iPad الشخصي لهنيبعل القذافي. وأخبرني الناشط الاعلامي انه يشعر بالخطر والتهديد بسبب امتلاكه لهذا المحتوى وانه يفكر في تهريبه الى خارج ليبيا. وهذا ما حصل في النصف الأخير من العام ٢٠١٤ حين تسلمت هذه المواد.
بدأت العمل على تنظيم المادة والتحقق منها مع بداية العام ٢٠١٥ في عملية استغرقت اكثر من سبعة أشهر بسبب الحجم الهائل والعدد الكبير من الصور والفيديو والمستندات التي نقلت بطريقة عشوائية ومتشعبة.
فضلا عن بعض الصور والفيديو الذي نشره الاعلاميون سابقا يضم المحتوى أكثر من ٧٠٠ صورة وفيديو عن الحياة الخاصة بهنيبعل القذافي وعائلته، لم تنشر سابقا، منها من داخل احد اليخوت التي يمتلكها، اضافة الى صور ومقاطع فيديو صورها بنفسه تظهر زوجته وأولاده في أحد منازلهم. وصورا له ولزوجته “حميمة جدا” ايضا لم تنشر سابقا وأتحفظ عن نشرها.
كذلك في مضمون المحتوى مما لم ينشر سابقا، بحسب مصدر المحتوى وبحسب البحث الذي أجريته عبر الانترنت، أكثر من ٢٠٠٠ صورة ذات طابع أمني من داخل سجن بوسليم، تظهر آلاف المعتقلين بالأسماء والجنسيات، فضلا عن مقاطع فيديو مؤرخة بين ١٨ و٢٤ مايو/أيار ٢٠١١ تظهر فيها عمليات استجواب وتعذيب لثلاثة معتقلين من داخل احدى غرف التحقيق في سجن بو سليم.
في المحتوى ايضا أكثر من ٤٠ مستند من ضمنها رسائل سرية مشفرة لم استطع الاطلاع على بعضها. لوائح باسماء آلاف المعتقلين مع ذكر جنسياتهم واماكن القاء القبض عليهم، رسائل باسماء المفرج عنهم، رسائل من محققين الى رؤساء اجهزة امنية تطلعهم على مضمون التحقيقات واعترافات بعض الموقوفين، من بينهم ضباط في شرطة طرابلس. وهي وثائق لم تنشر سابقا بحسب مصدرها ولم اجدها في بحثي عبر الانترنت.