ما زال لغز التحول الذي دفع المملكة العربية السعودية للموافقة على تبني ترشيح النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية اللبنانية يحيّر المراقبين السياسيين في بيروت، وسط حال من الذهول من سياسة المملكة التي تقول الشيء ونقيضه في آن. ففي حين تتبنى الداخلية السعودية موقفا حادا من حزب الله، ويهدد وزير خارجيتها رئيس النظام السوري، يلتقي الرئيس سعد الحريري النائب فرنجيه، ويشاع انه يتبنى ترشيحه لرئاسة الجمهورية على الرغم مما بين الرجلين من مواقف حادة وتصعيد من جهة فرنجية بدأ منذ ايام الرئيس الشهيد رفيق الحريري واستمر مع الرئيس سعد الحريري!
معلومات اشارت الى ان قرار تبني ترشيح فرنجيه صدر عن الملك سلمان بن عبد العزيز شخصيا، على خلفية العلاقة التاريخية التي ربطت جلالته بالوزير الرحل عبدالله الراسي، صهر الرئيس الراحل سليمان فرنجيه، وزوج عمة النائب سليمان فرنجية. وأشارت الى ان الملك سلمان، استضاف طبيبه الخاص عبدالله الراسي وعقيلته صونيا في قصره فترات طويلة كان خلالها الطبيب يشرف على صحة الامير سلمان.
ولان السعوديين يحفظون الود، طلب الملك سلمان من الرئيس الحريري الاتفاق مع النائب فرنجيه على تسهيل إنتخابه رئيس للجمهورية. وكانت سلسلة اتصالات بدات منذ اشهر وانتهت الى لقاء ثنائي في باريس مؤخرا أسفر عن اتفاق على تبني الحريري ترشيح فرنجيه للرئاسة الاولى.
وتضيف المعلومات ان العلاقة بين زوجة العاهل السعودي وعمة النائب فرنجيه صونيا الراسي لم تنقطع يوما وان السيدتين تتواصلان باستمرار.
سامر سعادة أيضاً
وفي سياق متصل، اعادت تسمية فرنجية لتولي الرئاسة في لبنان الى الاذهان مسألة تبني ترشيح النائب “سامر سعاده” للمقعد الماروني في طرابلس بدلا من النائب السابق “سمير فرنجيه”! فقد جاء تبني سعاده على خلفية العلاقة التي ربطت والده الراحل النائب جورج سعادة بوزير الخارجية السعودية السابق سعود الفيصل، وهي علاقة نشأت بعد مشاركة سعادة في مؤتمر الطائف. وتشير معلومات إلى ان الفيصل زار “سعاده” خلال مرضه، للاطمئنان، فطلب منه ان يأخذ في الاعتبار وضع نجله “سامر” عندا يصبح قادر على مزاولة السياسة خلفا لوالده. ويقال ان الوزير الفيصل تعهد للنائب الرحل سعاده بالمحافظة على إرثه السياسي من خلال نجله البكر سامر، وتضيف انه حين اصبح سامر سعاده قادرا على الترشح للانتخابات النيابية اتصلت والدته السيدة ليلي سعادة بالوزير الفيصل وذكرته بتعهده امام زوجها، فكان ان حل سعاده نائب بدلا من النائب سمير فرنجيه عن المقعد الماروني في طرابلس.