رويترز- قال وزير الخارجية السعودي الذي كان يتحدث الى جانب كيري في مؤتمر صحفي في الرياض إن المملكة تشعر بالقلق من مشاركة إيران في الهجوم الذي تنفذه القوات العراقية بجانب جماعات شيعية مسلحة لاستعادة مدينة تكريت من تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد.
وقال “تكريت مثال ساطع على ما يقلقنا. إيران في طريقها لوضع يدها على البلاد.”
*
اربيل (العراق) (رويترز) – بينما تطبق القوات العراقية على تكريت يقوم من تبقى من السكان بتمزيق الأقمشة البيضاء لصنع رايات الاستسلام لخشيتهم من المقاتلين الشيعة الذين يستعدون لتحريرهم أكثر من خوفهم من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يحتلون المدينة السنية.
وفر معظم سكان تكريت في الشهور التي تلت سيطرة التنظيم المتطرف على المدينة في يونيو حزيران. ولاذ من بقوا بالفرار أيضا في الايام القليلة الماضية لكن عددا قليلا اختار البقاء في انتظار مصيره.
ومع تقدم وحدات الحشد الشعبي الشيعية المسلحة ووحدة صغيرة من المقاتلين السنة قال أبو سيف (37 عاما) الذي وجد ملاذا له في كركوك بعد فراره من تكريت يوم الأربعاء “بعض الناس يقولون انهم يفضلون الموت في بيوتهم.” وتباطأ تقدم القوات الزاحفة من الشمال والجنوب والشرق بسبب انفجارات القنابل ورصاص القناصة. ولم تدخل القوات المدينة نفسها حتى الآن لكنها قد تشن هجمات وشيكة على بلدتي الدور والعلم المجاورتين.
وقال أبو سيف “الوضع مرعب… نخاف أكثر من الحشد الشعبي لانهم يسعون للانتقام.”
وأضاف ان تعزيزات تقدر بآلاف المقاتلين من تنظيم الدولة الاسلامية تدفقت على المدينة من مناطق أخرى أعلن فيها التنظيم دولة الخلافة وانهم يستعدون للقتال حتى الموت. وتوقع ان تكون المعركة طويلة ودامية.
وأقر السكان الفارون بأن كثيرين منهم رحبوا بمقاتلي التنظيم المتشدد على أساس أنهم سينقذونهم من القمع الذي شعروا به من جانب الحكومة التي يقودها الشيعة والتي وصلت الى السلطة بعد الإطاحة في عام 2003 بصدام حسين المولود في تكريت.
لكنهم بدأوا يشعرون بالسخط من وجود التنظيم المتطرف بعد أن بدأ أفراده في إعدام الناس الذين يعتبرونهم مصدر تهديد إضافة إلى العجز عن تقديم الخدمات وحظر التدخين وإجبار النساء على ارتداء ملابس تغطي أجسادهن من الرأس وحتى أخمص القدم.
لكنهم خشوا من التعرض لنفس المعاملة التي عانى منها السنة في محافظة ديالى المجاورة حيث وجهت اتهامات الى فصائل شيعية مسلحة بارتكاب مذابح ضد المدنيين وحرق منازلهم أثناء طرد المتشددين وهو ما نفته الفصائل.
وقال عمر التكريتي (32 عاما) الذي هرب من بلدة العلم منذ بضعة أيام مع سبعة من أفراد أسرته “نحن بين المطرقة والسندان … إما سنحترق بنيران متشددي الدولة الاسلامية أو بنيران الميليشيات.”
وتعهد بعض مقاتلي الميليشيات بالانتقام لمقتل 1700 جندي شيعي قتلهم متشددو الدولة الإسلامية عندما اجتاحوا تكريت في يونيو حزيران بدعم من بعض العشائر المحلية.
وقال متحدث باسم مجلس عشائر صلاح الدين انه لا يوجد اي خوف من قوات الأمن أو أفراد الحشد الشعبي وان الدولة الاسلامية تحاول ترويع السكان لكسب تأييد السنة. وقال مروان جبارة إن نحو 4000 سني يشاركون في الحملة لاستعادة تكريت.
وقال مقاتلون شيعة يزحفون من الشرق انهم يتقدمون برفقة سكان محليين من السنة على اتصال بسكان تكريت لطمأنتهم على ضمان سلامتهم إذا رفعوا الاعلام البيضاء عندما يدخل المقاتلون المدينة.
لكن سكانا عبروا عن قلقهم من تدخل ايران التي تؤيد بعض الفصائل المسلحة المشاركة في القتال.
وشوهد القائد البارز بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في الجبهة الشرقية وهو يوجه العمليات فيما يبدو. ولا يتوقع أحد من المدنيين الفارين الذين تحدثت اليهم رويترز العودة الى المدينة في المستقبل المنظور -اذا كانوا سيعودون أصلا- ما لم تتول قوات سنية محلية حكم المدينة. وقال أبو سيف “اذا سيطرت الفصائل المسلحة لن يعود أي منا” الى المدينة.
*دروع بشرية
وحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وهو يعلن بدء الهجوم يوم الاحد المدنيين على مغادرة تكريت لكن السكان قالوا ان المسلحين حاولوا إرغامهم على البقاء.
وقال طارق الجبور (25 عاما) الذي كان يدرس العلوم السياسية بجامعة تكريت وفر من بلدة العلم منذ بضعة أيام حالا مدخراته وجواز سفره “انهم يريدون استخدامنا دروعا بشرية”.
وقال الجبور “الناس الابرياء سيقتلون مما يقوي موقف الدولة الاسلامية في الموصل والرقة” مشيرا إلى أن المسلحين سيسعون لاستغلال وفيات المدنيين لاجتذاب مزيد من السنة الى صفوفهم.
وتوجه الجبوري الى مدينة سامراء القريبة التي تسيطر عليها الحكومة لكنه يريد الان مغادرة العراق بالكامل. وقالت الامم المتحدة امس الاربعاء انها تساعد 24 ألف شخص نزحوا الى منطقة سامراء وحدها بسبب القتال في صلاح الدين.
ويقول مدنيون آخرون انهم يحاولون جهدهم للخروج لان الطرق مغلقة وبعضهم لا خيار أمامه سوى الانتقال الى مكان آخر داخل الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية الى الشمال والغرب من تكريت أو جبال حمرين الواقعة الى الشرق.
وغادر أبو خالد (29 عاما) تكريت قبل فجر السبت الماضي حتى لا يوقفه مسلحو الدولة الاسلامية الذين كانوا يقيمون عددا من نقاط التفتيش على الطرق آنذاك.
وقطع أبو خالد نحو ألف كيلومتر في مسار دائري عبر ست محافظات للوصول الى الاراضي التي يسيطر عليها الاكراد في الشمال. ووصف هذا المسار الدائري في أنحاء الانبار وكربلاء وبغداد وديالى والعودة الى صلاح الدين وأخيرا كركوك.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الاربعاء ان المدنيين في تكريت يواجهون “خطرا حقيقيا” من مقاتلي الدولة الاسلامية والقوات الحكومية على حد سواء.
وقال جو ستورك نائب مدير المنظمة للشرق الاوسط وشمال أفريقيا “على كل القادة في تكريت التأكد من ان قواتهم تقوم بحماية المدنيين والسماح لهم بالفرار من منطقة القتال.”