تعرضت الأمتان العربية والإسلامية لكارثتين في المئة سنة الماضية، قيام إسرائيل ونشوء حركات التطرف الدينية.
شمل تأثير الكارثة الأولى كل دول المشرق العربي، وأثر عميقا في مساراتها، وإن بدرجات متفاوتة. أما الكارثة الثانية، أو حركة الإخوان تحديدا، وما تفرع منها تاليا فقد شمل تأثيرها التخريبي العالم أجمع تقريبا، من الفلبين مرورا بماليزيا واندونيسيا وأفغانستان وباكستان والشرق الأوسط بما في ذلك إيران، ومصر وشمال افريقيا ونيجيريا ومالي وصولا لروسيا وأوروبا والأميركتين، وبالتالي كان ضررها أكثر بشاعة من ضرر قيام إسرائيل بمرات، وساهم في تقويتها، وأسالت هذه الحركات دماء وقتلت أرواحا وخربت ممتلكات وحطمت نفوسا وقوضت أنظمة بأكثر مما يمكن تخيله.
تعد جماعة الإخوان من أولى حركات الإسلام السياسي في العصر الحديث، ولم تتردد في استخدام العنف تجاه معارضيها، اغتيالا أو ترهيبا، كما يدل شعارهم وسابق ولاحق أدبياتهم، بدءا من الساعاتي وحتى سيد قطب. فمن رحم الإخوان خرج الكثير من الجماعات التي اتخذت العنف منهجا ومنها التكفير والهجرة والقاعدة والجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي، وبوكوحرام، وأبو سياف، وأخيرا «داعش». كما أن غالبية من قادوا وأسسوا التنظيمات الإرهابية تربوا فكريا وفقهيا في مدرسة الإخوان، وكان فكرهم وراء كارثة 11 سبتمبر التي كان العرب والمسلمون أكثر المتضررين منها، ودفع العالم ولا يزال ثمن تلك الجريمة غاليا.
https://twitter.com/i/status/1014860711472828416
وفي مقابلة لأحد قياديي الإخوان أجريت بعد التحرير، وردا على سؤال عن موقف جماعته من التنظيم العالمي، بعد خيانتهم للكويت، قال إنهم في الكويت قطعوا كل صلة لهم بالتنظيم اعتبارا من 1990/3/1! وكرر بشدة نفي وجود أي علاقة، وكيف انهم تحولوا ليصبحوا «الحركة الدستورية» لقطع أي صلة بالإخوان. وجاءت إجابته في ضوء الموقف المشين والمخجل الذي وقفه كل إخوان العالم ضد قيام دول العالم الحر، بقيادة أميركا وبريطانيا، بتحرير «وطنهم» الكويت من الاحتلال الصدامي الحقير. ولكن الشخص نفسه عاد مرات بعدها ليقول ويكتب بأن إخوان الكويت متعاطفون مع التنظيم، وعلى اتصال به.
كما بين في مقال أخير له ان غلطة الرئيس مرسي الكبرى كانت في عدم قيامه بأخونة مصر؛ أي لم يحولها لدولة كاملة للإخوان، أسوة بما يجري في ديموقراطيات الغرب، عندما يقوم الحزب الفائز بتشكيل حكومة من حزبه، لتسهل له إدارة الدولة!
وهذه مقارنة فجة، وتشبه مثلا قيام رئيس اميركي بتشكيل حكومة من الكاثوليك فقط، وإعلان الفاتيكان مرجعيته، لكي تسهل عليه إدارة الدولة! ولم ينس الكاتب أن يؤكد بأن خطأ مرسي كلف الإخوان خسارة الحكم، وانهم لو نجحوا في أخونتها لاستمروا في الحكم إلى الأبد، كما كانوا يخططون، ومثل ذلك اعترافا صارخا على الفكر الدكتاتوري الاستبدادي للإخوان، وقوله إن حكم مرسي كان يمكن أن يبقى إلى ان يرث الله الأرض!
أما الآخر فقد كتب مدللا على سلمية حركة الإخوان برفض الرئيس ترامب وبريطانيا إدراجها ضمن قوائم الإرهاب! ووصف تصرف ترامب بـ «الحكمة»! ولم يتردد في أن يضيف بأن ما منع ترامب من تصنيف الإخوان إرهابية هو خشيته من أن يغضب ذلك دولا كتركيا وتونس والمغرب والكويت! وهذا كلام مضحك، فمنذ متى اهتم الرئيس ترامب، بالذات، برقيق مشاعر هذه الدول؟
كما اضاف أن تصنيف «الإخوان» كتنظيم إرهابي سوف يهدد الأمن القومي الأميركي، ويزعزع استقرار دول إسلامية سنية. وان تصنيف «الإخوان» إرهابية، وفقا لمرجعه «الأجنبي» سيرسل رسالة إلى العالم بأن أميركا غير حريصة على نشر الديموقراطية في المنطقة! ولا أدري منذ متى أصبح الإخوان رأس حربة الديموقراطية في المنطقة؟ متناسيا أن صاحبه ذكر قبله بيوم ان غلطة الإخوان في حكم مصر كانت في فشلهم في الإجهاز على كل خصومهم وفشلهم في التمسك بحكم مصر إلى يوم القيامة؟
وجاءت إشادة الكاتب بموقف الدولتين لأنه ربما جاء ملائما لأهوائه فوصف تصرفهم بـ «حكمة»! ولو كان قرارهم مخالفا لأهوائه لسماه «مؤامرة».
ولا أدري حقيقة لماذا لم يفكر في احتمال أن قرار بريطانيا وأميركا عدم الإجهاز على الإخوان، وتركهم نشطاء واحياء، هو بحد ذاته نوع من المؤامرة على المنطقة برمتها، فليس هناك من هو أفضل منهم لدفعها لمزيد من التخلف ولمزيد من الصراع وإسالة الدماء وإشاعة القتل، ليصلوا للسلطة.. على جثث الجميع!
القبس
السؤال الذي ينبغي أن يطرحه الليبرالي العربي هو: كيف يمكن أن نفرض « حظراً » على تنظيم يمثّل « إيديولوجية » معينة، حتى لو كنا، نحن، ضد ذلك التنظيم بصورة مطلقة؟ أليس مثل هذا « الحظر » تراجعاً عن الفكرة « الليبرالية »، أي حتما الفكرة « الديمقراطية »، التي ندعو لها؟ بكلام آخر، هل نجيزُ لأنفسنا الخروج عن مبدأ « حرية التعبير » و »حرية التنظيم » الذي ننادي به لمجرد أنه « لا يناسبنا » كما تزعم جماعات « الإسلام السياسي »؟ الجواب نجده في تجربة الشعوب الأوروبية « المتقدمة » التي لجأت، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، إلى فرض عدة أنواع من « الحظر » على الإيديولوجيات « الفاشية » و »النازية » التي دفعت شعوب أوروبا ثمنها ٦٠ مليون قتيلا! أنا، شخصياً،… قراءة المزيد ..
يا استاذي الفاضل انا لا اخالفك الرأي في موقفك مع الاخوان..
شعار الاخوان (تحكم تدريجياً في مفاصل الدول ثم استحوذ على كل شيئ)…! ولكن جمال عبدالناصر الذي ادخل معظم الانظمة العربية في نفق الحكم العسكري الارهابي لم يكن من الاخوان ، والاسد الذي ارتكب جرائم ابادة بحق شعبه هو وصدام حسين لم يكونا من الاخوان، النظام العسكري في الجزائر الذي سرق شعب الجزائر لم يكن من الاخوان… وكذلك الانطمة في السودان وما فعلته في دارفور واليمن وليبيا وتونس ما كانوا من الاخوان
كان يفترض أن تتحلى بالبسالة وتكتب اسمك صريحا…يا باسل…!! فلسنا في غرفة تحقيق أو جلسة تحقيق. أنت جديد على مقالاتي وبالتالي لن الومك أن كنت لا تعرف رأيي في أنظمة الحكم العسكرية التي أساءت لمصر بالذات وغيرها من الدول العربية….لا تنسى أن بداية علاقة الإخوان مع قادة الإنقلاب العسكري عام 1952 كانت في منشية البكري بعدها بسنوات قليلة عندما حاولوا اغتيال عبدالناصر…. وبالتالي كان وجود الإخوان يتطلب وجود الجيش المعادي لهم دائما، ولو كان الإخوان حزبا سلميا يؤمن بالديمقراطية لتغير وجه مصر، فعبدالناصر كان طاغية والإخوان طغاة وساهم خوفهما من بعضهما البعض في خراب مصر .
الكاتب عبر عشرات المقالات ينتقد الاخوان ، يا استاذ احمد
لقد اشبعت الاخوان نقداً واظهرت عيوبهم ومساوئهم… ولكن سبب تخلف الامة العربية بقيادة مصر الشقيقة في السبعين سنة الماضية لم يكن (الاخوان) او اسرائيل كما تزعم مراراً وتكراراً واصرارا بل حكم نظام المخابرات الوحشية تحت مظلة احزاب القومية العربية والاشتراكية والبعثية.. التى طحنت شعوبها وشردتها وسلبت منهاالكرامة والشرف وساهمت بقوة في تخلفهم وفقرهم وضياع مستقبل اجيال اتت من بعدهم…!
امتلك الجرأة وانتقد هذه المرحلة الزمنية السيئة في تاريخ العرب المعاصر.. المرحلة الناصرية القومية الاشتراكية البعثية..!
الاخوان بجرائمهم منذ التسعينيات من القرن الماضي هم نتيجة هذه الحقبة الزمنية البشعة….!