الخبر “صادِم” لأنه صادر عن حكومة عضو في “الإتحاد الأوروبي” الذي تحظر قوانينه التمييز بين الأديان والأعراق، بل وتحظر حتى إحصاءات السكّان على أساس ديني أو عِرقي. وهذه مناسبة لتوجيه التحية لدولة الإمارات التي أصدرت قبل شهر قانوناً يحظر التمييز بين الأديان والمذاهب والأعراق.
ولكن، وقبل الحديث عن “مظلومية” المسلمين في سلوفاكيا، فلا مفرّ من مساءلة مشايخ السَلَف والإخوان المسلمين، بدءاً بالقرضاوي وهيئة كبار العلماء في السعودية وجمعية “إحياء التراث” في الكويت، الذين لم نسمع منهم استهجاناً لما يحلّ بالمسيحيين والإيزيديين في العراق وسوريا. (كدنا ننسى حزب الله “الإيراني” الذي يريد تهجير “سنّة الزبداني” السوريين..!) أوروبا صدّرت لنا “حقوق الإنسان”. الأن، سلوفاكيا تستورد “البربرية” بسبب “الجرائم ضد الإنسانية” التي تُرتَكَب في سوريا والعراق!
*
أعلنت الحكومة السلوفاكية، يوم الخميس، عن استعدادها لتوطين اللاجئين الذين تسلّلوا إلى أراضيها والذين يرغبون في “حياة جديدة”. ولكنها أعربت عن تفضيلها لـ”لاجئين مسيحيين” يرغبون في وطن جديد!
وكانت سلوفاكيا قد تعهّدت باستقبال ٢٠٠ لاجئ غير شرعي- ١٠٠ منهم موجودون في تركيا، و١٠٠ موجودون في إيطاليا- في إطار خطة “الإتحاد الأوروبي” لتوطين ٦٠ ألف لاجئ، ولكن حكومتها أعلنت، يوم الخميس، أنها تفضّل اللاجئين “المسيحيين”.
وقال اناطق بلسان رئيس الحكومة، في تصريح للـ”بي بي سي”، أن بلاده لا تمارس أي تمييز ضد اللاجئين ”المسلمين”، وأوضح أنه ”بالنسبة لمعظم المهاجرين، فإن بلدنا ليس أكثر من بلد ترانزيت. لدينا طائفة إسلامية صغيرة جدا. وليس لدينا حتى مسجد واحد للمسلمين. المسلمون هنا لن يشعروا أنهم في بلدهم”.
وأضاف: “يمكننا أن نستقبل ٨٠٠ مسلماً، ولكن لا يوجد أي مسجد في سلوكافيا. كيف يمكننا أن ندمج المسلمين في المجتمع إذا كانوا لا يرغبون في البقاء هنا”؟
وتقول حكومة سلوفاكيا أنها تريد إعطاء الأولوية للاجئين الراغبين في الإستقرار في البلد. ويبدو لها أن اللاجئين المسيحيين يستوفون ذلك الشرط: “نرغب في اختيار الناس الذين يرغبون فعلاً في البدء بحياةٍ جديدة في سلوفاكيا. وبصفتها بلداً مسيحياً، فإن سلوفاكيا يمكن أن تساعد مسيحيي سوريا لإيجاد وطن جديد لهم”.