سبق أن تقدم النائب خالد الشطي باقتراح قانون إلغاء البند الـ5 من قانون الجنسية الذي يشترط أن يكون طالب الجنسية مسلمَ الديانة! وذكر في تصريح له يعود إلى ما قبل عام أن شرط الإسلام يتعارض مع المفهوم القانوني للجنسية، وحكر الجنسية على المسلمين عيب جوهري.
وأضاف أن الدين علاقة بين الإنسان وربه، وموضوع المواطنة يختلف لأن الدين لله والوطن للجميع، لافتاً إلى أن المجتمع الكويتي متسامح دينياً. وأن من المهم إزالة الوصمة التي يُنعت بها قانون الجنسية بأن به شبهة تمييز ديني. كما أن هذا الحظر غير المبرر يحرم البلاد من الكفاءات النادرة التي يمكن أن تشكل إضافة حقيقية لمقدرات البلاد في المجالات الاقتصادية والعلمية والمهنية وغيرها. ويذكر أن هناك نوعين من الجنسية الكويتية «بالتأسيس أو بالتجنُّس»، والأخيرة تتطلب من طالبها أن يكون مقيمًا في البلاد إقامة طويلة ومشروعة، وأن لديه مصدر رزق مشروعا، وصاحب سلوك حسن، ويعرف «العربية»، ويؤدي خدمات تحتاجها البلاد.
كتبت الفقرة أعلاه في ضوء الأحداث التي مررنا بها مؤخرًا، ومنها الموهبة والحضور الجميل الذي أبدته الآنسة الموهوبة سارة أبو شعر أمام آلاف الحضور وعلى رأسهم رؤساء دول، في الحفل الختامي لمنتدى الشباب العالمي 2018 الذي أقيم في القاهرة قبل أيام، وبحضور ممثلين من أكثر من 160 دولة. فهذه الفتاة التي ولدت في الكويت وتعلمت في مدارسها وشربت من مائها، ومنها انطلقت إلى العالمية بعد تخرجها في جامعة هارفارد ستلتقطها حتماً دولة غربية وتمنحها جنسيتها، في الوقت الذي لا تسمح فيه قوانيننا بمنحها جنسية الكويت، في الوقت الذي سمحت فيه هذه القوانين نفسها بإعطاء الجنسية لعدد هائل من غير المتعلمين والمزدوجين، الذين يمثلون عالة اجتماعية وصحية. ومؤخرًا منحت الجنسية لمن سبق وأدين وحكم عليه بالسجن لتسببه في قتل مواطن ضرباً، لتسحب منه تاليًا بسبب تهم خطيرة أخرى، ثم تعاد إليه الجنسية بضغوط ربما كانت سياسية.
لا أطالب هنا بمنح الجنسية لكل من هبَّ ودبَّ، فمواد منحها أعلاه واضحة، ولا تنطبق حتمًا على بعض من أعيدت إليهم الجنسية، ولا على الكثيرين ممن جُنِّسوا في السنوات السابقة. وعليه نعيد ونكرر مطالبتنا بضرورة إلغاء المادة التي تمنع تجنيس غير المسلم، فهي مخجلة ولا حضارية، وهو التعديل الذي وقفتْ خلفَه القوى الأصولية، والذي يقطّر عنصرية وتخلّفاً. فالمسيحيون كانوا دوماً أشقاءنا، كويتيين وغيرهم، فكيف أصبحوا وغيرهم من غير المسلمين «كُخَّة»؟!
وكيف نحرم المسيحيين بالذات من الجنسية ونطلب منهم حمايتنا والاهتمام بأمننا ورفاهيتنا، وأن يقوموا بإنشاء قواعدهم العسكرية على أراضينا، ونرسل فلذات أكبادنا إلى الدراسة في جامعاتهم، ونحصل على العلاج على أيدي اخصائييهم، وبعد كل ذلك نقول لأفضلهم إنهم أقل مستوى من أن ينالوا شرف حمل جنسيتنا؟!
لقد فقدنا بالفعل في الماضي كفاءاتٍ خدمت الكويت وأهلها لعشرات السنين، ومن بينهم الجراح الشهير والمهندس الكبير والمصرفي الخبير.. وغيرهم الكثير. وبقرارها المعيب، فقدت الكويت أهم أسس العدالة والحسّ السليم والتعامل مع كلّ الخلق بضمير.
ملاحظة: سنتواجد يوم غد الجمعة من السادسة وحتى الثامنة مساءً، على منصة توقيع الكتب في لوبي صالة رقم 5 بأرض المعارض لتوقيع نسخ رواية «عبداللطيف الأرمني»، وكتاب «كلام الناس».
habibi.enta1@gmail.com
www.kalamanas.com