إردوغان غاضب: اتّهمه “لودريان” بممارسة “ألاعيب سياسية” في قضية خاشقجي

0
لحسن الحظ أن “جان إيف لو دريان” هو وزير خارجية فرنسا في عهد الرئيس ماكرون، بعد أن كان وزير الدفاع في عهد فرنسوا أولاند. أثناء زيارته لطهران، حذّر السيد “لودريان” رئيسَ مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، بأنه مستعد لقطع زيارته والعودة إلى باريس إذا واصل “شمخاني” تكتيكاته العدائية. بعكس الرئيس ماكرون، فإن وزير خارجيته يعرف جيّداً أكاذيب النظام الإيراني ومخططاته الإرهابية في أوروبا، وحتى في فرنسا نفسها. “لم يقصّر” السيد “لودريان” في حق رجب طيب إردوغان: الرجل الذي حوّل تركيا إلى “أكبر سجن للصحفيين في العالم”، قبل الصين وقبل إيران (حسب كل المنظمات الحقوقية) ليس مؤهلاً لإعطاء دروس لأحد!

الشفاف

*

نددت تركيا بشدة باتهام وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الرئيس رجب طيب إردوغان بانه “يمارس لعبة سياسية” بشأن قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، واصفة إياها بأنها “غير مقبولة”.

وأعلن إردوغان السبت أن بلاده أطلعت الرياض وباريس وبرلين ولندن وواشنطن وغيرها على التسجيلات المرتبطة بجريمة قتل الصحافي السعودي في قنصلية بلاده في اسطنبول الشهر الماضي، دون أن يقدم تفاصيل بشأن فحوى هذه المواد.

وصرح لودريان الاثنين لقناة “فرانس 2” التلفزيونية بأن “لا علم” له بأي معلومات قدمتها تركيا في هذه القضية.

وردا على سؤال حول احتمال كذب إردوغان بهذا الشأن، قال الوزير الفرنسي إن الرئيس التركي يمارس “لعبة سياسية خاصة في هذه القضية”.

وأثارت تصريحاته حفيظة أنقرة، وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو إن “وزير الخارجية الفرنسي تجاوز الحدود. عليه ان يتعلم كيفية مخاطبة رئيس دولة. إن اتهام رئيسنا بممارسة لعبة سياسية هو وقاحة كبيرة”.

وأضاف تشاوش اوغلو الاثنين “أعلم بان استخباراتنا سلمت في 24 تشرين الاول/اكتوبر كل العناصر، بما فيها تسجيل صوتي، للاستخبارات الفرنسية بناء على طلبها”.

وتابع أن “وقاحة وزير الخارجية الفرنسي واتهاماته تحض على التفكير. ماذا وراء ذلك؟ هل يسعون الى طمس هذه الجريمة؟. قريبا سيمضي هؤلاء الناس وصولا الى نفي (وقوع) جريمة خاشقجي التي أقرت بها السعودية”.

وفي وقت سابق، قال مدير الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين التون لفرانس برس “نعتبر أنه من غير المقبول اتهام الرئيس اردوغان +بممارسة لعبة سياسية+”.

وأضاف “علينا ألا ننسى أنه كان تم التستر على هذه القضية لولا جهود تركيا الحثيثة”.

واختفى خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة “واشنطن بوست” ينتقد فيها السلطات السعودية، بعد دخوله قنصلية بلاده في 2 تشرين الأول/اكتوبر للحصول على أوراق للزواج من خطيبته التركية.

وأعلن النائب العام في تركيا أن الصحافي خُنق وتم تقطيع جثته كجزء من خطة معدة مسبقا. وصرح مستشار إردوغان هذا الشهر أن جثة خاشقجي “تم تذويبها” بالحمض بعد قتله.

 

– مشكلة فرنسيّة لا تركيّة –

وبعدما نفت مرارا، أقرت الرياض أخيرا أن الصحافي البالغ من العمر 59 عاما قتل في القنصلية في عملية نفذها “عناصر خارج إطار صلاحياتهم” ولم تكن السلطات على علم بها.

إلا أن إردوغان أشار إلى أن الأمر بقتل الصحافي صدر من “أعلى المستويات” في الحكومة السعودية دون أن يشير بأصابع الاتهام مباشرة إلى ولي العهد النافذ الأمير محمد بن سلمان.

وشدّد في الوقت نفسه على أنّ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز هو فوق أي شبهة في هذه الجريمة.

بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لولي العهد في اتصال هاتفي الأحد أن الولايات المتحدة ستحاسب جميع المتورطين في العملية.

وتشكل قضية خاشقجي إلى جانب الحرب في اليمن مصدر توتر رئيسي في وجه التحالف التاريخي بين واشنطن والرياض.

وأكد التون أن تصريحات لودريان بشأن التحقيق “لا تعكس الواقع”.

وأضاف أن أنقرة تقاسمت الأدلة بشأن العملية مع مسؤولين من عدة دول وأن فرنسا “لم تكن استثناء”.

وقال “اؤكد ان أدلة على صلة بمقتل خاشقجي تم تقاسمها مع المؤسسات المعنية في الحكومة الفرنسية. وفي 24 تشرين الاول/أكتوبر استمع ممثل عن المخابرات الفرنسية الى تسجيل صوتي” وتم اطلاعه على “معلومات مفصلة”.

وتابع التون “اذا كانت هناك مشكلة تواصل بين مختلف مؤسسات الحكومة الفرنسية، فإن حل هذه المشلكة يعود للسلطات الفرنسية وليس لتركيا”.

– كندا اطلعت “بشكل كامل” –

من جهته، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الاثنين أن حكومته “اطلعت بشكل كامل” على التسجيلات التي قدمتها أنقرة.

وقال ترودو خلال مؤتمر صحافي في باريس إن “كندا اطلعت بشكل كامل على (المعلومات) التي تقاسمتها تركيا” مع بلاده.

وذكر أنه تواصل بشكل مقتضب مع اردوغان خلال نهاية الأسبوع في باريس حيث يحضر قادة العالم مراسم إحياء الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى.

وقال ترودو “شكرته (لاردوغان) على صلابته في التعامل مع قضية خاشقجي”.

ولدى سؤاله إن كان استمع هو شخصيا للتسجيلات، رد ترودو بالقول “كلا، لم أقم بذلك”.

أما شتيفن سايبرت، المتحدث باسم المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، فأفاد أن أجهزة الاستخبارات التركية والألمانية “تواصلت” بشأن ملف خاشقجي، لكنه رفض الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

وقال في إيجاز صحافي “يمكنني إخباركم بأنه تم التواصل بين أجهزة الاستخبارات في هذه المرحلة”.

وفي هذه الأثناء، أجرى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت في الرياض الإثنين محادثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في زيارة قالت لندن إنها تهدف لبحث النزاع اليمني وقضية مقتل خاشقجي.

وقال هانت في تصريحات أدلى بها قبيل التوجه إلى الرياض “من غير المقبول أن تبقى ملابسات جريمة القتل هذه غير واضحة”، مؤكدا “نشجع السلطات السعودية على التعاون الكامل مع التحقيق التركي بشأن مقتله”.

اترك رد

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading