لم يكن ينقص النائب السابق فارس سعيد إلا اتهامه بتحقير الذات الالهية في تغريدة. يقول انه اخطأ في كتابة عبارة “حزب الله”، ومعلوم أنه بعد استقالة الرئيس سعد الحريري وعودته عنها بقي وحيدا واتهمه حلفاء وأصدقاء بأنه كان من المساهمين مع السعوديين في التحضير للاستقالة. ويرد من امانة 14 آذار في الاشرفية، والتي تفرق عشاقها: “بأي حق يعملون على محاكمتي؟ ما حصل معي هو خطأ مطبعي، وقد اعتذرت الى جمهور الحزب علناً، فما هو المطلوب أكثر؟ إن الله ليس حكرا على طائفة في البلد او على مجموعة سياسية. وعندما أتبلغ بموعد المثول أمام قاضي التحقيق فأنا جاهز وعلى كامل الاستعداد، وإذا كنت مخطئا فليحاكموني. أنا مواطن عادي وشخصية سياسية وأخضع للقانون”.
وعن تصويره بـ”اليتيم السياسي”، يرجع بأبوته السياسية الراسخة الى بشارة الخوري وفؤاد شهاب وكمال جنبلاط و”علاقتي بمكونات 14 آذار وقرنة شهوان هي علاقة صداقة ونضال مشترك، ولا يمكن أن يفرقنا أحد. كنت جزءاً من هذا الجسم وهو جزء مني”. ومع أنه اختلف و”القوات اللبنانية” و”تيار المستقبل” على موضوع التسوية الرئاسية، يردد انه لا ينفصل عن هذا الجسم.
لكن الآخرين انفصلوا عنك؟ يجيب: “عندما ذهبوا الى التسوية الرئاسية قلت لهم أنا ضدها، علما أنها أنتجت رئيس جمهورية وحكومة وقانون انتخاب بشروط حزب الله، وتعيينات ادارية وامنية، وتشكيل لبنان بشروط الحزب وليس بشروط الدستور اللبناني ووفق قاعدة موازين القوى لا على قاعدة قوة التوازن”.
قدم سعيد وجهة نظره هذه للحريري وسمير جعجع، مع تأكيد احترامه وجهة نظرهما التي تقول انهما “يحاولان انقاذ لبنان وعدم إدخاله في مواجهة مع الحزب، وإنقاذ الجمهورية من خلال هذه التسوية”.
وكان رد الحريري عليه أن “ما تطرحه هو الطلاق مع الحزب وعدم الدخول في تسوية. وان موازين القوى في المنطقة لا تسمح “وعلينا الدخول في تسوية مع الحزب”. وطلب من صديقيه أن يحترما موقفه الذي يقول ان “كلفة هذا الانقاذ وهذه التسوية أكبر بكثير من قدرتنا على التحمل. وعشت معهما على هذه المعادلة لسنة، مع “شوية زكزكة مقبولة من الثلاثة”. ويستغرب سعيد كيف أن الاتهام وجه اليه لحظة الاستقالة، وقيل انه عمل مع السعودية للاطباق على الحريري، “وهذا الكلام غير صحيح”. ويؤكد انه لم ينسق “ابداً” هو والوزير ثامر السبهان “وانا فوجئت بها مثل اي مواطن لبناني”.
ويرى انهم يريدون مخرجاً “وطلع امامهم انا وسمير جعجع واشرف ريفي ورضوان السيد. وللحقيقة، التقيت الحريري في آب 2017. وقلت له: “كي لا تعرف من الناس والاعلام، وبدافع حرصي عليك، ابلغك بمعارضتي للتسوية وحزب الله في لبنان. ولاننا لا نقدر ان نكون فقط من لون واحد يجب ان تكون المسألة عابرة للطوائف. سننظم انا ورضوان السيد جبهة هذه المعارضة”. ورد عليّ بعدم الموافقة. “والله يوفقكم”. ويجزم سعيد بأن لا علاقة له بالاستقالة لا من قريب ولا من بعيد، “ولو كنت اقدر على فعل شيء في السعودية ضد حزب الله لما قصرت في محاربته، حتى في الصين الشعبية والمريخ”.
ولم يخف أنه عندما شاهد الاستقالة من الرياض “سررت وقلت انها يجب ان تحفز الحزب في الحد الادنى وان تقلب الاوضاع في الحد الاقصى. وكانت طبيعية ولم يكن الحريري مجبراً عليها. وانا اعرف ان السعوديين مشوا بالتسوية وأيدوا طلب جعجع، وان عون رجل مؤسسسات وقائد سابق للجيش ولا يمكن ان يفرط بالسيادة والاستقلال والدستور”.
ويعتقد ان “التسوية ارتدت على جعجع اكثر لانه كان معها. وانا من الاساس ضدها وما زلت”. ولا يستبعد ان يكون وجعجع في الانتخابات معاً، ومبادرتنا تتسع للجميع”.
ويرى أن ثمة فرصة اليوم أمام البلد، “واقول للحريري انه انتزعها مع الرئيس بري وكل العالم. واريد ان أفترض حسن النية. لقد قلتم لحزب الله ان ثمة بيانا يلزم كل الحكومة النأي بالنفس، وهذا البيان هو الحد الفاصل بيننا وبينهم. اذا تم تنفيذه أصفق واعتذر لهم، واذا لم ينفذ فسنقيم القيامة عليهم. وحزب الله لن ينفذه. والمعيار الذي وضع ليس لفظيا، وهو ليس بيانا، بل قرار حكومة ملزم يجب ان يسجل في الجريدة الرسمية”. ويأسف لاتهامه بكتابة التقارير “فنحن لا نكتب عند أحد، بل نقول وجهة نظرنا، والسبهان ليس في حاجة الى نصيحة. نعم، قلت له يجب ان نتضافر ضد حزب الله”. ويضحك سعيد عند تذكيره بأنه اصبح وحيدا ومن دون حلفاء: “انا والناس بألف خير، واللبنانيون بغالبيتهم لا يرضون على ما يجري ويرفضون التفرج على الاستسلام المتكرر امام شروط حزب الله”.