تشهد مدينة جونية انقسامات منذ ما قبل الانتخابات البلدية. ومع انها تقع تحت شرفة الصرح البطريركي ولها رمزيتها المسيحية، فلم يحرك البطريرك ساكنا، لا سابقا ولا لاحقا، لرأب الصدع وتجنيب المدينة المزيد من الانقاسمات، وكان يؤمل ان يقف غبطته على الحياد بين الطرفين، خصوصا أن أحد طرفي النزاع هو رجل الاعمال نعمة إفرام، والطرف الثاني بلدية جونيه التي يرأسهاالعوني جوان حبيش.
نعمة افرام تاريخيا احد أبناء بكركي، وهو رئيس المؤسسة البطريركية المسماة المؤسسة المارونية للانتشار. أسس ابن افرام وبعد طول إهمال للمدينة جمعية غير ربحية أنشات مهرجانات جونية الدولية منذ سبع سنوات، وضعت جونية على خارطة المهرجانات السياحية الدولية.
غبطة البطريرك الراعي مستمعاً إلى المطرب علي الديك
مع تسلم حبيش رئاسة البلدية وضع السياسة في صلب عمل البلدية وأراد إقصاء الجمعية السياحية التي أنشأها إفرام عن مهرجانات المدينة ووضع يد البلدية على المهرجانات، فرفض ابن حبيش ان يؤجر الملعب البلدي هذه السنة لاقامة المهرجان بحجة انه يقتل عشب الملعب.
وإزاء رفض حبيش اضطر المنظمون الى تغيير المكان.
وكانت المفاجأة ان جوان حبيش قرر إقامة مهرجان ثان، على ارض الملعب، وان يقلد بالتمام والكمال مهرجانات جونية الدولية في برامجها حتى بالالعاب النارية التي كان يقول عنها “صرف مصاري عالفاضي”.
اما غبطة الاب البطريرك الذي لم يحرك ساكنا في السابق، ولم يحاول ان يجمع ويصالح أبناء رعيته. قام غبطته ليل امس بجولة على ارض مجمع فؤاد شهاب الرياضي ليحضر بروفا مسرحية بعنوان عنتر وعبلا وهي ضمن برنامج مهرجانات حبيش.
وابى غبطته الا ان يصلي أيضا على الماء ويرش الملعب بالماء المقدس.!!!
*
يوسف القس – الشفاف
ليتني لم أعلم ولم أشهد
الراعي مشاركا في العروض التمهيدية لمهرجانات جونية
لم أكن أرغبْ أن أعلمْ. كنت أتمنّى ألاّ أشهد ولو على طريقة النعامة.
صرْحٌ، بوجدانه وأشخاصه مؤتمنٌ على الكثير الكثير. على تاريخ أمّة. على شعب ووطن. على شهادة رسل وقديسين كثر. وقبل كل ذلك، على تعليم يسوع.
صرْحٌ، افترش أهله الصخر والوديان.
واجهوا الاضطهاد والويلات والمجازر،أقوياء في الإيمان والمحبّة،متضامنين متحلقّين حولبطريركهم عنوان وحدتهم.
صرْحٌ، بجغرافيتّه، يستظلّ سيّدة لبنان وأم كل اللبنانيين. ويظلّل بدوره منطقة عزيزة ومجتمعاً أهليّاً مسالماً محبّاً.
صرْحٌ، يدرك ان رعيّته يوم كانت واحدة، تشاركت وانصهرت، وفي اتّحادها تجلّى ما حقّقه المسيحيون الأولون في كنيسة أورشليم، كنيسة تنبت قديسين على مدى الأجيال ولا تمل. ويوم تباعدوا،تفكّكت الرعيّة ومعها لبنان.
صرْحٌ، يعلم باليقين ان الضعف البشريّ يعمل في معظم رعيّته. وإذ يتقارب بعضهم من بعض،تبثّ الفرقة في مجموعهم ليعودوا يتفرّقون جماعات وشيعاً. وها هي شياطين الأمجاد والأحقاد تغوي أكثريّتهم.
صرْحٌ، لم يفعل شيئاً تجاه الواقع ولا يفعل. كان الواحد منّا يتمنّى لو يقفل على الاساءات والاهانات العلنيّة. أن يستنكر عَرَضاً استعمال السيّدة الرابضة على تلة دهريّة لأغراض زمنيّة. لكنّه لم يبادر. لم يجمع. لم يصالح.
كان الأمر ممكن بلعه بصعوبة في إقباله السلبيّ على النأي بالنفس عن أبسط قواعد الرعاية. لكن، أن يقوم ليلاً بتلك الزيارة…؟!
لا أريد الدخول في متاهات تعزيز وضعيّة أقرباء للصرح سهّلوا مسار التوقيع على عقد مسرحيّ. لا أناقش الشكل ولا ما أحاط ويحيط بسابقة إقامة مهرجان من هنا ومهرجان من هناك في البيت الواحد.أسأل فقط:
- من يحضر عادة عرضاً أوليّاً أو بروفا مسرحيّة؟
- أين تقام عادة الصلاة ومناسباتها؟
- وعلى من ترش الماء المصلّى عليها؟
ليتني لم أعلم ولم أشهد.