تتزايد التساؤلات المطروحة في الساحة الأوروبية، حول أسباب تحول بعض معتنقي الإسلام الجدد إلى التطرف، وانجذابهم إلى فكر داعش العدواني وتجنيد أنفسهم لمخططاته الإرهابية!
أثيرت هذه التساؤلات في الإعلام البريطاني بعد أن قام خالد مسعود، بدعس المارة على جسر ويستمنستر، وسط لندن، فقتل 4 أبرياء وأصاب 50 شخصاً، وطعن أحد حراس البرلمان البريطاني بسكين، قبل أن تتمكن الشرطة من قتله! من هو خالد مسعود؟! هو أدريان المز، ولد في كنت في الجنوب الشرقي من لندن، تزوج من سيدة أعمال ثرية عام 1991 وعاش معها في منزلها الفخم في قرية نورثيام، وعمل في شركاتها، وخلف منها بنتين، ودخل السجن عام 2000 بسبب جنحة طعن وألفاظ عنصرية، ليخرج من السجن، ويعتنق الإسلام، ويغير اسمه إلى خالد مسعود، ويقرر أن يعيش حياة إسلامية لا علاقة لها بحياته الماضية، فطلق زوجته، وتزوج مسلمة، وطلقها ليتزوج الأخيرة الآسيوية، وينتقل إلى مدينة لوتون، معقل المتطرفين، حيث تأثر بالواعظ المتشدد أنجم تشودري، وتحول إلى متطرف، وفرض على ابنته الكبرى، التطرف الديني وارتداء البرقع، والرحيل معه إلى بيرمنغهام!
وطبقاً لسيرته الذاتية على الإنترنت، كتب مسعود أنه عمل معلماً للإنجليزية في السعودية، فترتين، ويقول جيرانه عنه: إنه كان يبدو لطيفاً وهادئاً، يحب الاعتناء بالحديقة والزهور وكمال الأجسام!
والغريب: أن منفذ هجوم ويستمنستر، كان معروفاً لدى الأجهزة والاستخبارات البريطانية بسجله الإجرامي الطويل، منذ وقت طويل، ومع ذلك لم يكن خاضعاً للرقابة، لأن مراقبته ليست أولوية! وهذا وهن قديم في الأجهزة الأمنية الأوروبية كلها، بحجة أن القانون يقف عائقا!
أثار هذا الهجوم الإرهابي حالة من الذعر في لندن، كما أثار موجة من التساؤلات في أوروبا، حول تطرف معتنقي الإسلام الجدد، وبخاصة بعد تزايد أعدادهم بما يشكل ظاهرة لافتة، مقارنة بالغالبية العظمى من المسلمين الأصليين، والذين هم مواطنون محترمون وملتزمون بالقانون: لماذا نجد هذه الأقلية منجذبة لدعايات داعش من الخارج، ولطروحات أئمة التطرف في الداخل؟! هناك قائمة طويلة بالمسلمين الجدد المتطرفين، ترى ما دوافعهم، وما دوافع مسعود؟
شرطة اسكوتلنديارد، وهي التي عانت مشاكل مسعود الإجرامية، سرعان ما فضت يدها وصرحت: لا نعرف الدوافع، علينا أن نقبل أن هناك احتمالاً ألا نفهم أبداً لماذا فعل هذا، قد يكون هذا الفهم مات معه!
أما رئيس مجلس علماء الشريعة، الشيخ رباني، فحمّل الفقر والبطالة، ووجود خطاب ديني (مسيس) ومتطرف ينشره بعض الوسطاء في المجتمع، يحض على الإرهاب والعنف، مسؤولية تشدد معتنقي الإسلام الجدد.
وفِي رأي بعض خبراء مكافحة الإرهاب البريطانيين: إن تطرف معتنقي الإسلام الجدد تم، في داخل السجون الشديدة الحراسة مثل بيل مارش، وإمكانية تأثر المسجون الجديد بالمتطرف القديم.
أخيراً: لا أتصور أن الفقر أو البطالة أو التهميش، عامل للتطرف في أوروبا، فكافة المتطرفين الجدد من المسلمين، يعيشون حالة اقتصادية ميسورة، إن تطرف هؤلاء راجع إلى أن مناخ الحريات، أتاح لأئمة الفكر المتطرف، وما أكثرهم! الاستحواذ على عقول وقلوب معتنقي الإسلام الجدد، يقابله عجز الهيئات الدينية المعتدلة عن منافستهم، إضافة إلى تساهل الأنظمة الأمنية الغربية وتقاعسها أو غفلتها، بحيث تحولت أوروبا إلى جنة المتطرفين.