المركزية- بعيدا من الموعد المفترض الا يكون بعيدا وبغض النظر عن التكهنات والتحليلات السياسية ازاء التاريخ المتوقع للخطوة، وما اذا كان قبل او بعد انجاز التسوية السياسية للازمة السورية، تبقى عودة اسراب مقاتلي حزب الله من سوريا الشغل الشاغل ليس لأهل السياسة واربابها فحسب، بل للمسؤولين الامنيين الذين لا يتوانون عن السؤال عن مصير السلاح الثقيل الذي عرضه الحزب في القصير عشية ذكرى الاستقلال، متضمناً دبابات ومصفحات وصواريخ، وما اذا كان سيعيد كامل عتاده الى الداخل حيث تنتفي الحاجة اليه، الا اذا وقعت الحرب مع اسرائيل حيث كثرت التأويلات والتوقعات في شأنها، ام تنقل الى ايران مصدرها الاساس؟
ازاء تضارب المعلومات في هذا الشأن، بعدما زادتها غموضا مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الداعمة للمقاومة، وقد زاره اليوم وفد من كتلة “الوفاء للمقاومة” شكره على الدعم وثمّن مواقفه الوطنية، تفيد اوساط شيعية من خارج فلك حزب الله “المركزية” ان مقاتلي الحزب سيعودون حكما الى لبنان، فهم جميعا لبنانيون. الا ان هذه العودة دونها مخاطر وتداعيات كبيرة على اكثر من صعيد، ليس اقلها فائض القوة الذي يشعر به هؤلاء، فكيف السبيل والحال هذه الى ضبطهم واعادة دمجهم في المجتمع كمواطنين عاديين وانتظامهم في الدولة واحترام قوانينها. وتشير الى ان حزب الله هو فصيل في الحرس الثوري الايراني يعمل وفق اجندته، بعيدا من المصلحة اللبنانية الوطنية، خصوصا بعدما سقطت ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة بالانخراط في الحرب السورية، وترك الشعب والجيش من دون استشارتهم في الخطوة.الا ان اوساطا سياسية قريبة من الضاحية تخالف هؤلاء الرأي، وتقول لـ”المركزية” ان وجهة نظرهم هذه لا تعني سواهم وتنطلق من اعتبارات شخصية وسياسية منبثقة من مناصبة العداء للحزب والمقاومة. وتضيف ان احدا لا يعرف موعد العودة الا رأس الهرم، بيد ان الحزب يقترب من انجاز مهمته في سوريا، فالنظام باق والرئيس بشار الاسد في رأس السلطة ايضا، على رغم تهويل الغرب والمواعيد الوهمية التي يضربها بعض القادة الغربيين والعرب. وتؤكد ان تنظيم “داعش” ودولته الى انحسار بعد الحرب الاستباقية التي شنها الحزب لمنع عناصره من دخول لبنان واستخدام ساحته للجهاد على غرار ما فعل في دول الجوار. اما المهمة الميدانية فأنجزت بدورها بنجاح استنادا الى سلسلة الانتصارات العسكرية وآخرها استعادة حلب بعد دحر المعارضة. وللذين يتهمون المقاومة بانحرافها عن دورها الاساس في محاربة اسرائيل، تقول الاوساط لـ “المركزية” ان انشغال مقاتلي المقاومة في محاربة داعش والارهاب والتطرف وحماية النظام السوري بعد استهدافه من جهات عربية وغربية لم يحل دون استمرار الحزب في حماية لبنان ومواصلة مهامه الهادفة الى تحرير كامل اراضيه المحتلة، وليس ادلّ الى ذلك من مواقف الامين العام السيد حسن نصر الله الاخيرة التي لا يشكّنّ احد في جديتها بمن فيهم العدو الاسرائيلي نفسه.
وليس بعيدا من هذا المناخ، تتحدث جهات امنية عن ان اسرائيل قد تستغل الموقف الاميركي المتصاعد ضد ايران والموقف الغربي المناهض للحزب والعربي الذي اعتبره منظمة ارهابية، لتشن حربا على حزب الله وعبره على لبنان، اذ ان مجموع هذه العوامل والمواقف قد لا يتكرر، وتاليا الظرف قد لا يكون اكثر ملاءمة لتسديد ضربة للحزب، تعيد للكيان الصهيوني اعتباره بعد الهزيمة التي مني بها عام 2006، حينما فشل في تحقيق اهداف حربه على لبنان بالقضاء على المقاومة الاسلامية.