اكتشف فريق من علماء الآثار خلال عمليات تنقيب، في أحد المواقع بمدينة بندر عباس الإيرانية، كومة من جلد الغنم تحتوي على نصوص دينية إسلامية أقدم من أي نصوص تم العثور عليها سابقا.
وأكد المشرف على حملة التنقيب أنه تم العثور أيضاً على مخطوطات مكتوبة باللغة الفارسية.
والملفت في الموضوع أنه من بين تلك النصوص آيات من سورة “العلق” يعود تاريخ كتابتها إلى العقد الأول من الهجرة. وتعتبر تلك المخطوطات من بين الكتابات الناجية بأعجوبة من التدمير الذي لحق بالعديد من نسخ القرآن في زمن الخلفاء الراشدين.
وذكر موقع “نوفيل أوردر مونديال” الفرنسي أن تلك المخطوطات تحتوي على نسخة جديدة ومختلفة (قليلاً) عما ورد في سورة العلق (السورة رقم 96 في القرآن الكريم، وتعتبر تلك السورة بداية وحي القرآن الكريم).
وبحسب الموقع الفرنسي، فإن السورة تمت كتابتها في وقت سابق من صدور قرار تلاوة القرآن باللغة العربية وذلك بناءً على الأوامر التي صدرت أيام الخلفاء الراشدين والتي تعتبر في وقتها أوامر صادرة عن “أمير المؤمنين”.
أي أن التغيير الذي طرأ على سورة العلق هو كلمة (الله) التي تكررت في تلك المخطوطات المكتشفة تحت مسمى (خودا) وهي كلمة فارسية تعني (الرب) أو (السيد) وهي بالمناسبة الكلمة التي كانت مستخدمة آنذاك لتسمية الإله الزرادشتي أهورا.
وبينّت المخطوطات أن تاريخها يعود إلى مجموعة كانت من أتباع الرسول محمد الذين هاجروا إلى بلاد فارس لنقل تعاليم الإسلام إلى معتنقي الديانات الأخرى في تلك البلاد.
وتقول المعلومات التاريخية إن النبي محمد أرسل عددا من أتباعه إلى الحبشة هرباً من الظلم والاضطهاد وذلك قبل أن يهاجر هو وأتباعه إلى المدينة المنورة.
وبعض الأدلة التي تم العثور عليها في ذلك الموقع تشير إلى أن عددا ممن أرسلهم إلى بلاد فارس قاموا بتأسيس جماعة دينية تدعى (المختارين من الله) ويشار إلى أنه تم القضاء على هذه الجماعة في وقت لاحق في 651 ميلادية (سنة 29 هجرية) خلال عمليات الغزو والتوسع التي جرت أيام الخلفاء الراشدين…ومع ذلك فقد بقيت المخطوطات في أواني فخارية مزينة والحفاظ عليها في أحد المخابئ السرية لتلك الجماعة وبقيت في سلام لمدة أكثر من 1300 سنة.
يشار إلى أن فريق الباحثين الآثاريين الذين قاموا بهذا الاكتشاف يشكلون جزءا من مجموعة علماء ومؤرخين عاملين لصالح المعهد البريطاني للدراسات الفارسية الإيرانية…والذي قام بدوره بالعديد من عمليات البحث في بندر عباس لدراسة هياكل تعود للعصر الساساني.
كما أكد الباحثون من موقع عملهم أن هذه الاكتشافات تعتبر حديثة ومدهشة…وتفتح المجال أمام تقديم تصور جديد لتاريخ الإسلام الحقيقي.