إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
يوم الأحد، 17 نوفمبر، زار عزيز نصير زاده وزير الدفاع الإيراني دمشق على رأس وفد رفيع المستوى، والتقى بالرئيس بشار الأسد. ورغم عدم إفصاح المسؤولين عن تفاصيل المحادثات، شدد الأسد في رسالة قصيرة على “أن مكافحة الإرهاب واجب إقليمي ودولي، لأن مخاطره تهدد جميع شعوب العالم.”
وفقًا لهذه التصريحات، يبدو أن الأسد أبلغ المسؤولين الإيرانيين أن الجمهورية الإسلامية لم تعد قادرة على الاستمرار في سوريا بحجة “مكافحة الإرهاب” أو الإبقاء على قواتها العسكرية هناك. وتظهر هذه التصريحات تقاربًا أكبر بين الأسد والدول العربية في المنطقة، خاصة بعد الضربات الإسرائيلية الموجعة لحزب الله وحماس، وشروط إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار في لبنان، بما في ذلك وقف هجمات حزب الله ووقف إمداد الأسلحة عبر الأراضي السورية.
جيمس جيفري، الدبلوماسي الأمريكي، أوضح أن واشنطن وتل أبيب تدعمان التقارب بين الأسد والدول العربية لإبعاد الرئيس السوري عن طهران ومنع تسليح حزب الله. وأشار إلى أن روسيا تدعم أيضًا هذا الاتجاه وترغب في وقف هجمات إيران ووكلائها على إسرائيل كجزء من تفاهمات محتملة مع واشنطن حول الأزمة الأوكرانية.
ورغم أن إيران تصف نظام الأسد بأنه جزء من “محور المقاومة” ضد إسرائيل، إلا أن الأسد امتنع عن اتخاذ موقف واضح تجاه العمليات الإسرائيلية في غزة ولبنان منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس.
ويأتي هذا التقارب السوري العربي على خلفية الضغوط الأمريكية والإسرائيلية، فضلاً عن التحولات الإقليمية، حيث يعتقد المراقبون أن دمشق لم تعد ترى في التحالف مع إيران منفعة طويلة الأمد، خصوصًا مع الوضع الاقتصادي المتدهور في طهران وتصاعد التوترات الدولية.
وجاءت زيارة وزير الدفاع الإيراني بعد أقل من يومين من زيارة علي لاريجاني، المبعوث الخاص لعلي خامنئي، إلى بيروت ودمشق. وحمل لاريجاني رسالتين من خامنئي إلى نبيه بري، رئيس البرلمان اللبناني وحليف حزب الله، وإلى الأسد. ومع ذلك، أشار محللون عرب إلى الاستقبال الفاتر الذي حظي به لاريجاني في مطار بيروت، مما يعكس تراجع نفوذ إيران في لبنان بعد انهيار الهيكل السياسي والعسكري لحزب الله.
وقد تم تفتيش أمتعة لاريجاني بشكل دقيق في مطار بيروت، ولم يحظَ باستقبال رسمي في القاعة المخصصة للشخصيات الدبلوماسية. كما لم يُسمح لعناصر الحرس الثوري الإيراني أو حزب الله باستقباله كما كان الحال سابقًا. وأفادت المصادر أن الاستقبال في دمشق كان بنفس البرودة.
ويرى المراقبون أن الأسد يدرك أن استمرار التقارب مع إيران، خاصة بعد انتخاب دونالد ترامب، لن يعود بالنفع على سوريا. كما ذكرت المصادر أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، هدد الأسد بشكل مباشر بأن مواصلة سياساته السابقة مع طهران ستؤدي إلى مصير مشابه لقيادات مثل إسماعيل هنية وحسن نصر الله.