إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
“خاص بالشفاف”: ليس هنالك شك في “تواطؤ” إدارة أوباما مع نظام خامنئي أثناء المفاوضات النووية. وما لا يعرفه كثيرون هو أن فرنسا بالذات، رغم موقفها “المعتدل” من إيران، أفشَلَت أول “مسوَدّة” للإتفاق النووي لأن الولايات “المتحدة ممثلة بـ”جون كيري”، “تجاهلت” مواقع نووية إيرانية غير معلنة. وقد اعترض على “المسودة الأولى وزير خارجية فرنسا “لوران فابيوس”، واضطر الأميركيون للتراجع عنها. وحسب معلومات خاصة ومؤكدة، كان الرئيس الفرنسي “فرنسوا أولاند”، ووزير خارجيته “لوران فابيوس” غير موافقين حتى على الإتفاقية النووية التي تم توقيعها في 2015 ولكنهما وافقا عليها، “في نهاية المطاف”، أمام “الإصرار الأميركي” الذي لم يعد بوسع الفرنسيين مجابهته! وبعد أسابيع من توقيع الإتفاقية، نشر” الشفّاف” معلومات سرّبها مسؤول فرنسي كان فحواها أن “الإتفاقية النووية” مع إيران ستودّي إلى تفجير الشرق الأوسط”! وهذا ما حدث فعلاً!
وفي الإطار نفسه، ينبغي وضع سياسة الرئيس أوباما تجاه الثورة السورية، والتي كان أوباما يمارسها عبرَ “صديق بشّار الأسد الشخصي”، “جون كيري” نفسه! وبعد ذلك، سياسة العداء المطلق لولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، التي مارسها الرئيس بايدن في بداية عهده.. قبل أن تضطره الأحداث للتراجع!
أما اللبنانيون فقد شهدوا نتائج “كارثة” التفاهم الأميركي ـ الإيراني (استسلام “القوات اللبنانية” لمرشّح إيران) بانتخاب “ميشال عون” رئيساً للجمهورية التي قام “عون” بتسليمها للحزب الإيراني!
ليس بالصدفة، بعد ذلك كله، أن لا يعترض حزب الله على “الوساطة” التي يقوم بها ضابط الدبابات الإسرائيلي السابق، السيد “هوكشتاين”، الذي كان أحد مساعدي الرئيس أوباما قبل أن يصبح ممثلاً شخصياً للرئيس بايدن!
بيار عقل
*
نقلت صحيفة “واشنطن تايمز”، الخميس 29 أغسطس (آب)، عن مسؤول سابق في مكافحة التجسس في وكالة الأمن القومي الأميركية قوله إن المخابرات المركزية الأميركية “CIA”، أخفت بعض المعلومات السرية المتعلقة بنطاق البرنامج النووي الإيراني خلال فترة رئاسة باراك أوباما.
وبحسب هذه الصحيفة، أظهرت هذه المعلومات أن جهود النظام الإيراني لإنتاج أسلحة نووية كانت أكثر تقدما مما كان يعتقد.
وقال جون شندلر، مسؤول مكافحة التجسس السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية، لصحيفة “واشنطن تايمز” إن هذه المعلومات لم يتم الكشف عنها في ذلك الوقت حتى لا تُقوض جهود إدارة أوباما والقوى العالمية الأخرى للتوصل إلى تفاهم بشأن البرنامج النووي الإيراني (خطة العمل الشاملة المشتركة) .
وأضاف شندلر أن جهاز استخبارات يدعم الولايات المتحدة قام بتجنيد منشق عن الحرس الثوري الإيراني قبل أكثر من عقد من الزمن. وكان هذا الشخص قد حصل على معلومات مهمة حول برنامج طهران النووي.
وقد تم التوقيع على الاتفاق النووي في عام 2015 خلال رئاسة أوباما. ومع ذلك، خلال إقامته في البيت الأبيض، اتبع دونالد ترامب سياسة الضغط الأقصى ضد إيران، وانسحب أخيرًا من الاتفاق في عام 2018.
وتابعت صحيفة “واشنطن تايمز” أن جون شندلر، خلال لقاء مع خبراء أمنيين واستخباراتيين في أوروبا قبل 12 عاما، قال إنه تلقى حزمة من الوثائق من عميل مؤثر في الحرس الثوري.
وكانت هذه الوثائق عبارة عن مجموعة من المعلومات السرية للغاية الخاصة بالحرس الثوري الإيراني، وتضمنت بيانات فنية تتعلق ببرنامج الطرد المركزي الإيراني.
وبحسب قول شندلر، لم يتم تحديد الدولة التي وظفت عميل الحرس الثوري الإيراني، لكن بحسب المعلومات المتوفرة، فإن هذه الدولة ليست إسرائيل.
ووصف هذا المسؤول السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية متسلل الحرس الثوري الإيراني بأنه “مصدر ذهبي حقيقي”، وأضاف: “لقد كان مسؤولا كبيرا لديه إمكانية الوصول إلى المعلومات النووية. وكان لديه الكثير من المعلومات حول الوضع الحقيقي لبرنامج إيران لصنع قنبلة نووية”.
وفي السنوات الأخيرة، نُشر العديد من التقارير حول تسلل عملاء أجهزة استخبارات الدول الأجنبية لوقف البرنامج النووي الإيراني.
وفي إحدى أبرز الحالات، كتبت صحيفة “فولكس كرانت” الهولندية في يناير (كانون الثاني) 2024، أن الشخص المسؤول عن نقل فيروس “ستوكسنت” إلى منشآت “نطنز” النووية في إيران، كان متسللاً تابعاً لجهاز التجسس الهولندي.
وذكرت “واشنطن تايمز” أيضًا في تقريرها نقلاً عن جون شيندلر أن وثائق العميل في الحرس الثوري أظهرت أن برنامج إيران لإنتاج الأسلحة النووية كان أوسع بكثير مما قيمته الأجهزة الاستخباراتية الأميركية، وأكثر تقدمًا مما أعلنته إدارة أوباما علنًا في ذلك الوقت.
وأضافت الصحيفة أن إدارة أوباما لم ترحب بهذه المعلومات الجديدة، لأن هدف واشنطن في ذلك الوقت كان الترويج للاتفاق النووي في الكونغرس والرأي العام والمجتمع الدولي.
وتابع شيندلر تصريحاته بالقول إن ضابطًا استخباراتيًا التقى شخصيًا مع أحد رؤساء وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” لتسليم الوثائق التي تم الحصول عليها من عميل الحرس الثوري، لكن هذا المسؤول الكبير في وكالة المخابرات المركزية رفض قبول الوثائق.
ووفقًا لقول شيندلر، أوضح هذا المسؤول في “سي آي إيه” ضمنياً أن الأوامر جاءت من “القيادات العليا” بتجنب الحصول على أسرار نووية من الحرس الثوري الإيراني.
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في 17 يونيو (حزيران) 2024، أنه منذ التوقيع على الاتفاق النووي في عام 2015، تطور برنامج طهران النووي بشكل ملحوظ.
وبحسب قول غروسي، فإن إيران قادرة على إنتاج أحدث جيل من أجهزة الطرد المركزي، وإنشاء منشآت جديدة، والقيام بأشياء “أبعد من ذلك بكثير”.