إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
كان “ّابراهيم رئيسي” ناتجاً صافياً للنظام الديني والثوري، وكان يخلو من الجاذبية، سوى أنه كان مخلصاً للمرشد الأعلى. وكان « رئيسي » يبدو خليفةً محتملاً لعلي خامنئي الذي بلغ سن الـ85، وصحته ليست في أفضل أحوالها. ومع أنه وصل إلى رتبة « آية الله »، فإن « رئيسي» كان سيصبح مرشداً أعلى ضعيفاً إلى حد ما، الأمر الذي يُناسب حرس الثورة. وبناءً عليه، فإن موته سوف يُفسِدُ سيناريو تعيين مرشدٍ مُقبِل للنظام الذي تَصَلّبَ بعد انسحاب دونالد ترامب من الإتفاق النووي في 2018 حول نُواةٍ مُتشددة مُحافظة جداً وذات عقلية أمنية.
ويضيف مراسل “الفيغارو” جورج مالبرونو في مقال نشرته الجريدة أمس الثلاثاء:
كان النظام الإيراني الذي شعر بالذُعر من قرار دونالد ترامب، الذي فرض عقوبات قاسية جداً على إيران، قد رتَّبَ انتخاب « ابراهيم رئيسي » المحافظ جداً لمنصب رئاسة الجمهورية من أجل ضبط الفترة التي ستشهد اختيار خليفة المرشد خامنئي. ومن هنا، فإن موت « رئيسي » يمكن أن يعزِّزَ فرصَ « مُجتَبى خامنئي »، وعمره 54 سنة، في خلافة والده.
ويقول الباحث « ولي نصر » أن « المشكلة هي أن علي خامنئي كان قد أعلن مؤخراً أنه يُفضِّل أحداً آخر » غير إبنه كي لا يعطي إنطباعاً بأن إيران تخضع لأسرة حاكمة. » مضيفاً أنه « بعد موت « رئيسي »، لم يعد هنالك مرشّح آخر لخلافة علي خامنئي ».
قاليباف رئيساً للجمهورية؟
لكن ثمة تَحدٍّ مُباشر أكثر: وهو يتعلق بقدرة المعسكر المحافظ، الذي أبعد كل خصومه الإصلاحيين في عهد « رئيسي »، على الإتفاق على مرشح لخلافته على الفور. وعدا ذلك، فاختفاء « رئيسي » يزعجُ سلطةً لا تُحِبُّ صناديقَ الإقتراع، لأن أغلبية الإيرانيين تعتبرها سلطةً غير شرعية، وتُعبِّر عن ذلك بالإمتناع عن التصويت، كما شهِدنا في الإنتخابات النيابية الأخيرة.
ويقول خبير في شؤون إيران عادَ من طهران قبل أيام « سنشهدُ تجاذبات بين حرس الثورة، ورجال الدين، والمحافظين ». ويلاحظ أن الإنتخابات الرئاسية الإيرانية ستجري هذه المرة قبل الإنتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري في نوفمبر. وفي العادة، كان النظام الإيراني ينتظر نتائج الإنتخابات الأميركية لكي يقرّر موقفه، عير انتخاب معتدلٍ مقابل رئيس أميركي ديمقراطي (حسن روحاني مقابل باراك أوباما)، أو مُتشدد (رئيسي) مقابل جمهوري (ترامب).
وفي هذه المعركة المقبلة التي سوف تُخاضُ في صفوف المحافظين ـ باعتبار أنه لا يُتَوقّع أن يسمح النظام لأي إصلاحي بدخول السباق في فترة صعبة ـ فإن عدة أسماء برزت بالفعل. وبينها إسم «محمد مُخبِر» (68 سنة)، ورئيس البرلمان « محمد باقر قاليباف » (63 سنة-. ويقول خبير يعرف « محمد مُخبِِر جيداً أن « موت « رئيسي » يفتح حيِّزاً لدى المحافظين، ولكن النظام سيرفضُ عدداً كبيراً منهم، الأمر الذي سيتسبَب باستياء البعض ».
ويضيف أن « مُخبر يتمتع بثقة المرشد، لأنه قام بتطوير صندوق « ستاد » للإستثمار المُربِح جدا، عبر إدراج الحرس الثوري ضمن عقود كبرى عديدة. إن “مُخبِر”، الذي سبق له أن زار فرنسا وبريطانيا، أقل مُحافَظةً من “رئيسي”. وهو، بدوره، لا يملك جاذبية. هل يملكُ شبكاتٍ ضمن المؤسسة الدينية تسمح له بالوصول إلى رئاسة الجمهورية؟ هذا ليس مؤكداً. فسيسعى رجالُ الدين لترشيح شخصٍٍ آخر. هل يملك “مُخبر” شعبيةً بين الإيرانيين؟ كلا، على الإطلاق ».
يبقى « محمد باقر قاليباف » وهو « حَرَسي صافٍ. ويمكن أن تؤدي مجابهة الحرسيين إلى تمزّقات داخل النظام.
هل يمكن أن ينجح خصوم النظام في تنظيم مظاهرات ضخمة الآن؟ يشك الخبير بذلك بسبب تعزيز الأمن في طهران منذ يوم الأحد.
ويقول طهراني تحدث بالهاتف أن المناخ العام في إيران كئيب. وكان النظام يُفاخر بأنه هاجم إسرائيل بالمسيّرات، ولكن الوقائع تظل عنيدة: فالتضخم ما زال مرتفعاً جداً، ولا تملك عائلات كثيرة مداخل كافية ».
إقرأ أيضاً:
كتيبة “حبيب بن مظاهر”، أو فريق “مُجتبى خامنئي”!
خامنئي مريض جداً: هل يفرض “الحرس” إبنه “مُجتبى” خليفةً له؟
“مجتبى” خامنئي: الشارع الطهراني هتف ضدّه ولكنه يمسك مفاتيح العسكر والمال والملفّ النووي
مرشحو الرئاسة الايرانية وكسر “تابوهات” النظام
مجتبى خامنئي لموسوي: “جئتك طلباً للمشورة لأن البلاد في وضع دقيق”!