إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
غلوبال جستس سيريا نيوز – واشنطن – خاص:
كشف موقع “غلوبال جستس سيريا نيوز” بالتزامن مع صحيفة نيويورك تايمز اليوم السبت، عن جريمة جديدة تضاف إلى سجل نظام الأسد الإجرامي، وفقاً لما أعلنته منظمة فريق الطوارئ السوري (SETF) وعائلة المواطن الأميركي الذي اعتقل في سورية وجرى تعذيبه حتى الموت داخل سجون الأسد.
وأدانت المنظمة السورية للطوارئ اغتيال المعالج النفسي الأمريكي مجد كم ألماز على يد نظام الأسد، وقالت في بيان صدر في العاصمة واشنطن إنها تُدين بشدة التعذيب والاغتيال الوحشي الذي تعرّض له مجد كم ألماز على يد نظام الأسد، والذي اعتُقل في سوريا عام 2017، وأضافت أنها تُعلن وقوفها إلى جانب عائلته في هذا الوقت العصيب. بكونها منظمة عملت عن قرب مع عائلة كم ألماز منذ اعتقاله للمطالبة بإطلاق سراحه وتحقيق العدالة، تؤكد SETF التزامها الثابت بالمطالبة بمحاسبة نظام الأسد عن هذا الفعل المشين وكل انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.
وقالت مريم كم ألماز، ابنة مجد كم ألماز: “ببالغ الحزن نعلن وفاة مجد كم ألماز. كان الابن المحب، والزوج الرائع، والأب ذو القلب الطيب. ورغم أن هذه كلمات بسيطة لوصفه، فإن ما ميّزه حقًا عن غيره هو تعاطفه وحبه العميق للآخرين. على مدى السنوات السبع الماضية، كافحنا لتجاوز غيابه، وكانت آمالنا معلقة بخبر عودته. ولكن اليوم، نتقبل بحزنٍ مرير أن الفراغ الذي تركه لن يملأه وجوده مجددًا.”
مجد كم ألماز، المعالج النفسي الأمريكي والناشط الإنساني، سافر حول العالم لمساعدة الجرحى في الشفاء، من الناجين من إعصار كاترينا في نيو أورليانز إلى الناجين من الإبادة الجماعية في البوسنة وكوسوفو، وصولاً إلى سوريا، بلده الأم. كان مجد يقدم الرعاية للاجئين في جميع أنحاء العالم حتى تم اعتقاله في دمشق بعد يوم واحد فقط من وصوله. بعد أن تم توقيفه عند نقطة تفتيش تابعة لنظام الأسد، ومنذ ذلك الحين لم يُرَ أو يُسمع عنه شيء. وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها عائلته ومجموعات المناصرة والمجتمع الدولي، بما في ذلك جهود منظمة (SETF)، لتأمين إطلاق سراحه وضمان سلامته، ظل مجد محتجزًا ظلمًا لسنوات، تعرّض خلالها لتعذيب لا يمكن تصوّره.
وللأسف، تلقت عائلة كم ألماز مؤخرًا تأكيدًا بأن مجد كم ألماز تعرّض للتعذيب حتى الموت على يد نظام الأسد.
ويشكل خبر اغتيال مجد كم ألماز على يد نظام الأسد ضربة مدمّرة لعائلته وأصدقائه وجميع الذين ناضلوا بلا كلل من أجل حريته. إن التزام مجد الراسخ بالعمل الإنساني يجسد قيم الرحمة والتعاطف ونكران الذات. تتقدم المنظمة السورية للطوارئ بأحر تعازيها لعائلة كم ألماز خلال هذا الوقت العصيب للغاية. قلوبنا مثقلة بالحزن والغضب والشعور العميق بالظلم ونحن نحزن على خسارة هذا الإنسان النبيل. إن رحيله يترك فراغًا مريرًا لا يمكن ملؤه، لكن ذكراه ستبقى رمزًا للإنسانية التي تتحدى الظلم والاستبداد.
مطالبة بمحاكمة الأسد
وقال بيان (SETF) إن هذا العمل العنيف والجبان، يؤكد الطبيعة الوحشية والقمعية لنظام الأسد، الذي يواصل ارتكاب الفظائع ضد المدنيين الأبرياء من جميع الجنسيات، مع الإفلات من العقاب، بينما يستمر فشل المجتمع الدولي في حمايتهم. يجب محاسبة نظام الأسد على جرائمه، ويجب تقديم المسؤولين عن الاعتقال غير القانوني واغتيال مجد كم ألماز إلى العدالة دون تأخير.
معاذ مصطفى المدير التنفيذي لـمنظمة فريق الطوارئ السوري (SETF) قال إن منظمته بالتعاون مع عائلة كم ألماز في الولايات المتحدة، تُعلنان اليوم أنهما ستعملان على إنشاء محكمة مدنية خاصة خلال الأسابيع القليلة القادمة، للنظر في قضية الشهيد مجد كم ألماز ومحاسبة المسؤولين عن اغتياله.
يذكر أن منظمة فريق الطوارئ السوري (SETF) كانت قد عملت جنباً إلى جنب مع عائلة كم ألماز للكشف عن ظروف اعتقاله وتعذيبه، حتى ورود خبر مفارقته للحياة، وستواصل العمل مع العائلة على تشكيل محكمة مدنية للنظر في قضية قتل المواطن الأميركي عن عمد، والتي يتحمل مسؤوليتها نظام بشار الأسد.
وكان الإبلاغ عن قضية كم ألماز قم تم لأول مرة عبر صحيفة وول ستريت جورنال، فيما تابعت صحيفة نيويورك تايمز قضيته خلال سنوات اعتقاله، ونشرت تقريراً في 20 من يناير/ كانون الثاني عام 2019 بتوقيع فيفيان يي ورد فيه إن عائلته في الولايات المتحدة لا تعرف مكان وجوده، ومن الذي يحتجزه، وما إذا كان لديه دواء مرض السكري الذي يحتاجه، أو حتى ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة. ولم يتحدثوا معه منذ أن أخبرهم أنه كان يقوم برحلة سريعة إلى دمشق من لبنان لزيارة أقاربه في فبراير/شباط 2017، ولم يكن يحمل سوى ملابس النوم في حقيبته الليلية.
وأضافت الصحيفة “كان مجد كم ألماز، البالغ من العمر الآن 61 عامًا، في دمشق لمدة أقل من يوم عندما تم إيقافه عند نقطة تفتيش حكومية، وفقًا لسائق التاكسي الذي كان يقوده حول العاصمة السورية. وكانت تلك آخر مرة سمع فيها أحد منه”.
وقد اختارت عائلة كم ألماز في البداية عدم التحدث علنًا عن اختفائه أثناء محاولتهم الضغط من أجل إطلاق سراحه. لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي. ووزارة الخارجية، التي نصحتهم بإبقاء القضية طي الكتمان، لم تحرزان تقدمًا كبيرًا في العثور عليه، وقالت الصحيفة حينها، إن عائلة كم ألماز تريد الآن إثارة القضية، على أمل لفت انتباه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وتشجيعه على إلقاء ثقله على عاتقه. مكتب وراء الجهود المبذولة لإطلاق سراح السيد كم ألماز.
الأسد يقتل المواطن الأميركي ويكرّم الوسيط الدبلوماسي
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الرئيس ترامب جعل إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين في الخارج أولوية شخصية، وساعدت إدارته في تأمين إطلاق سراح عدد من السجناء والرهائن، بما في ذلك آية حجازي، عاملة الإغاثة المصرية الأمريكية المحتجزة في القاهرة؛ جوشوا هولت، المبشر المورموني الذي سُجن في فنزويلا؛ وأندرو برونسون، القس الأمريكي الذي احتُجز في أحد السجون التركية لمدة عامين.
وقالت مريم كم ألماز، إحدى أبناء مجد الخمسة: “أليس رئيس الولايات المتحدة من أقوى الأشخاص في العالم؟، نحن نعتقد أنه يستطيع فعل ذلك”. وأضافت آنذاك “آمل أن يتمكن الرئيس ترامب من إلقاء نظرة على عائلتنا ويدرك أننا أمريكيون، نحن مواطنون أمريكيون، وأبي أمريكي، ويجب إعادته إلى الوطن”.
لكن التفاوض بشأن إطلاق سراح السيد كم ألماز كان يطرح تحديات كبيرة، فقد قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد، بعد اندلاع الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف من السوريين وشرّدت أعدادا أكبر من اللاجئين.
وكانت القناة شبه الرسمية الوحيدة لواشنطن مع نظام الأسد، في مثل هذه الأمور هي سفيرة جمهورية التشيك في دمشق إيفا فيلبي، التي تعمل كوسيط دبلوماسي.
تعاملت الولايات المتحدة مع بشار الأسد باعتباره منبوذًا على المستوى الدولي، واتهمت حكومته بارتكاب فظائع، وطالبته بالتنحي، وأصدرت بحقه العديد من القوانين، كان أحدثها “قانون مناهضة التطبيع مع الأسد” الذي رفضت إدارة الرئيس بايدن ضمه لحزمة قوانين الدفاع التي اعتمدتها مؤخراً.
بعد فترة وجيزة من اختفاء كم ألماز، أبلغت الحكومة السورية السفيرة التشيكية في البداية أن السيد كم ألماز محتجز لدى الحكومة، وهو ما أُبلغت العائلة به. وبعد ذلك سمعوا من أصدقائه وعائلته في دمشق أنه محتجز في سجن المزة العسكري بالعاصمة السورية، وهو المكان الذي من المعروف أن السجناء يواجهون فيه التعذيب والإعدام.
ثم أبلغت الحكومة السورية السفيرة التشيكية فيلبي أن كم ألماز ليس بحوزتها. ومنذ ذلك الحين، لم ترد أي كلمة أخرى من نظام الأسد. ويذكر أن بشار الأسد قام بتكريم السفيرة فيلبي في العام الماضي ومنحها وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة، وبرّرت وكالة أنباء النظام السوري منح السفيرة التشيكية الوسام إن ذلك جاء “تكريماً لجهودها في تنمية وتطوير العلاقات السورية التشيكية، وتقديراً لتفانيها في أداء مهامها سفيرة لبلادها في سورية”.
كانت عائلة كم ألماز تحصل على القليل من المعلومات من الأصدقاء أو العائلة في دمشق، خلال سنوات اعتقال مجد، وطالبت العائلة المسؤولين الأمريكيين بالمزيد، مضيفة أنهم، على الرغم من تهذيبهم، لم يحققوا أي تقدم. وكان الرئيس السابق ترامب في إحدى تصريحاته أنه سيعمل على ملف المعالج النفسي مجد كم ألماز، وغيره من المعتقلين الأمريكيين، وأوفد بالفعل مسؤولا أمريكيا كبيرا إلى النظام، وتباحث معه بشأن المحتجزين الأمريكيين، ومنهم “كم الماز”، ولكن دون نتيجة.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الإدارة الأميركية على اتصال منتظم مع عائلة كم ألماز، لكنه امتنع منذ ذلك الوقت، عن الإدلاء بمزيد من التعليقات.
وعلى مدى سنوات، استمرّت حالة الغموض والتقصير الرسمي الأميركي في المطالبة بكم ألماز، “إن عدم معرفة أي شيء عن حالته هو الجزء الأصعب”، وفقًا لمريم كم ألماز، التي قالت إن والدها كان يحب قضاء الوقت مع أحفاده الثلاثة عشر، لكن في النهاية تم إبلاغ عائلة كم ألماز أن والدها قد فارق الحياة تحت التعذيب في سجون الأسد، ليضاف إلى مئات آلاف المعتقلين السوريين الذين فارقوا الحياة جراء وحشية وعنف أجهزة الأسد، كما برهنت صور الشاهد قيصر الذي قادته منظمة فريق الطوارئ السوري للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس والمؤسسات الأميركية، ونتج عن ذلك استصدار قانون قيصر لحماية المدنيين.