إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
بقلم/ داريوش معمار (اينديبندنت فارسي)
ترجمة – “شفاف”:
الظاهرة الاجتماعية المتمثلة في “دعارة الشباب” في المدن الكبرى، وخاصة في طهران، هي إحدى القضايا التي نُشرت حولها العديدُ من الأخبار والتقارير خلال النصف الثاني من العقد الماضي.
كان لدى المشتغلين في الدعارة، من الذكور والإناث، نقاط تجمّع محددة في شوارع طهران حتى سنوات قليلة مضت، حيث كان يأتي الزبائن.
لكن وسائل التواصل الاجتماعي نقلت شروط العرض مع طالبي هذه الخدمات من الشارع إلى صفحات التواصل المختلفة.
وقد قَسَّم علماء الاجتماع ظاهرة “دعارة الشباب” الإيرانيين إلى قسمين، خدمات جنسية لنفس الجنس، وأخرى لمقدمي الطلبات من الإناث.
ولكن ما لوحظ أكثر فيما يتعلق بدعارة الشباب هو تقديم الخدمات الجنسية للنساء المسنّات. يطلب الرجال الوسيمون ذوو الأجسام الجميلة أموالاً أكثر من العاهرات لتقديم الخدمات الجنسية في هذا السوق.
وبطبيعة الحال، بسبب حظر وتجريم الدعارة للرجال والنساء في إيران، لا توجد معلومات دقيقة عن إحصائيات الناشطين في هذه التجارة الجنسية المربحة ظاهرياً.
النقطة المهمة في الفرق بين دعارة الشباب والبنات هي توفير المزيد من الأمان للشباب العاملين في هذه الوظائف. بالإضافة إلى ذلك، عادة لا يحتاج الشباب إلى تغيير مظهرهم، ولهذا السبب يصعب التعرّف عليهم في المدن.
وبحسب خبراء في المسائل الاجتماعية، فإن زيادة الرغبة في خدمات المساج والتدليك في إيران هي إحدى الفرص التي يُقدّم الشباب من خلالها خدماتهم الجنسية.
ويعتقد بعض علماء الاجتماع أن الرغبة في عدم الزواج والإحصائيات المرتبطة بالعزوبية هي أحد الأسباب التي جعلت الأشخاص المسنّين يفضلون استخدام هذا السوق، بدلا من العلاقات الرسمية وشبه الرسمية لتلبية احتياجاتهم الجنسية.
وفي السنوات الأخيرة، استمَعَت بعض وسائل الإعلام الإيرانية إلى كلام مقدمي هذه الخدمات الجنسية، وقالوا إنهم يعتبرون أنفسهم شركاء جنسيين مؤقتين، وليسوا عاملين في الدعارة.
ويعتبر أحد هؤلاء الأشخاص أن امتلاكه لجسم رشيق ورياضي عامل مهم للعمل في هذه الوظيفة، ويعتقد أن وظيفته هي علاقة جنسية مؤقتة مع المتقدمين ولا تعني الدعارة.
وتُنشَر تقارير عن احتياجات ورغبات جنسية “غير عادية”، حيث أُطلِق عليها اسم “العبودية الجنسية”.
وبحسب أحد مديري فريق تقديم الخدمات الجنسية للنساء والرجال، فإن هذه الخدمات تحوّلت إلى أشكال أخرى، مثل الإقبال على “الجنس الجماعي”.
وقال هذا الشخص: “في السنوات القليلة الماضية، تم التخلّي عن أساليب الماضي، وأصبحنا نستقبل الزوج وزوجته حيث يسعى الاثنان للحصول على الجنس، ونحن ندرّب الشباب والبنات الصغار على مثل هذه الأمور”.
وبحسب كلام بعض الناشطين في هذه الوظيفة فإن الدخل المرتفع هو العامل الأهم في اهتمام الشباب بتقديم هذه الخدمات. ويعتقد كثير من هؤلاء الأشخاص أنهم لا يحتاجون إلى العمل في هذه الوظائف لفترة طويلة. ويُعَد العثور على شريكٍ جنسيٍ ثري يرغب في تغطية نفقات هؤلاء الشباب الصغار، أحد الطرق للبقاء خارج دائرة تقديم الخدمات اليومية لأشخاص مختلفين.
ووفقا للنمط الشائع لمواعدة الفتيات الصغيرات مع رجال في منتصف العمر وكبار السن والذين يطلق عليهم في الثقافة الشعبية مصطلح “Sugar Daddy”، فإن ظاهرة العثور على نساء بفارق عمري كبير تحت اسم “Sugar Mummy” ليست بالأمر السيء هذه الأيام.
كما أن نظرة هؤلاء الشباب إلى عملهم والاختلاف في تحديد نشاطهم مع النساء، أمر مثير للاهتمام. وكما ذكرنا، يعتقد هؤلاء الأشخاص أن مفهوم الدعارة يستخدم فقط للنساء، أما الرجال الذين يقدّمون مثل هذه الخدمات فهم شركاء جنسيّون مؤقّتون.
في هذه الأثناء، يُعتَبَر ارتفاع عدد المتزوجين الباحثين عن خدمات جنسية في إيران، أمراً مثيرا للقلق بالنسبة للخبراء الاجتماعيين.
وبحسب استطلاع أُجرِيَ على موقع “دادَهاي باز” (البيانات المفتوحة)، فإن 40% من الأشخاص المشاركين في هذا الاستطلاع استفادوا من تلقي خدمات جنسية مقابل المال مرة واحدة على الأقل. ووفقا للاستطلاع، فإن 30% من المتزوجين قدّموا خدمات جنسية مقابل المال، ومعظم المتقدمين كانوا من العزّاب والمطلِّقين والمتزوجين.
النقطة المهمة في هذا التقرير هي ارتفاع نِسَب الرغبة في طلب واستخدام العاهرات حتى بين النساء، ولم يكن واضحا ما إذا كانت هذه الرغبة بسبب الميول المثلية أو بسبب سهولة الوصول إلى العاهرات.
وبطبيعة الحال، يعتبر سوق الدعارة عملاً محفوفًا بالمخاطر بالنسبة للنساء، بسبب القيود القانونية والعواقب القضائية في الجمهورية الإسلامية. لكن الذكور، حتى من الناحية الدينية، يواجهون مخاطر أقل فيما يتعلق بتقديم الخدمات الجنسية.
ونظرًا لأن بعض هؤلاء الأشخاص يخوضون علاقات جنسية مختلفة مقابل المال، فقد يكون خطر انتشار الأمراض الناتج عن الجنس مصدرا للقلق.
وفي مجتمع انخفض فيه عدد حالات الزواج بسبب المشاكل الاقتصادية والمخاوف بشأن عواقب العيش بصورة مشتركة، على عكس العقود السابقة، لم تَعُد تُعتَبر العلاقات الجنسية المفتوحة من المحرمات الاجتماعية، فقد تحولت وظائف مثل دعارة الذكور إلى فرصة لكسب المال.