في خطوة غير مسبوقة، اعتبر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أن حركة «أمل» اللبنانية، التي يتزعمها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، جزء من القوات الإيرانية التي «تلازم حدود المناطق التي يسيطر عليها الصهاينة».
وفي لقاء مع عائلات مقاتلين قتلوا في سورية، جرى في أول ديسمبر الجاري، قال خامنئي: «من مفاخر الجمهورية الإسلامية، أنها تمتلك قوات تلازم حدود المناطق التي يسيطر عليها الصهاينة وعلى رؤوسهم، سواء قوات حزب الله أو قوات المقاومة أو قوات أمل».
ولم تنشر وسائل الإعلام الإيرانية تصريحات المرشد يوم حدوث اللقاء، بل نشرته أمس، وقام موقع خامنئي الإلكتروني بإبراز التصريحات مع صورة لمقاتلين في «حزب الله».
وقالت وسائل الإعلام الإيرانية إن خامنئي التقى عائلات «شهداء الحرم»، وهي عبارة تستخدم للإشارة إلى المقاتلين الشيعة الذين يقاتلون في سورية دون تمييز هوياتهم، إلا أن مصادر كشفت لـ «الجريدة» أن الموجودين في الاجتماع كانوا فقط من اللبنانيين، موضحة أنهم عائلات مقاتلين في «حزب الله» وحركة «أمل» والحزب «السوري القومي الاجتماعي»، زاروا طهران بترتيب من السفارة السورية، التي وجهت الدعوة إلى كل القوى اللبنانية التي تقاتل إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
ولفتت المصادر إلى أن هذا التنوع في الحضور هو الذي فرض على المرشد التمييز بين «حزب الله» وحركة «أمل» و»المقاومة»، في إشارة على ما يبدو إلى «القومي السوري»، وأضافت أن معظم الإيرانيين، بما في ذلك وسائل الإعلام، لا يميزون بين القوى اللبنانية الموالية أو المتحالفة مع إيران، ويعتبرون جميع هؤلاء «أذرعاً للجمهورية الإسلامية في الحرب مع الكيان الصهيوني». يذكر أن حركة «أمل» ترفض ولاية الفقيه، ورفض زعيمها نبيه بري إرسال مقاتلين لبنانيين إلى سورية.
وقبل التحالف بينهما في إطار ما يسمى «الثنائي الشيعي» في لبنان، خاضت حركة «أمل» و»حزب الله» الذي أسسه منشقون موالون لإيران عن الحركة معارك دامية في المناطق الشيعية.
أما الحزب السوري القومي الاجتماعي فهو حزب علماني يؤمن بـ «سورية الطبيعية»، أي التي تضم برأيه سورية ولبنان وفلسطين والأردن وقبرص وأجزاء من العراق.