لماذا قرّرت موسكو أن تكشف، الآن، كما يظهر من الفيديو المرفق، أن عماد مغنية، مسؤول ما كان يسمّى “الجهاد الإسلامي” في حزب الله كان هو خاطف الديبلوماسيين السوفييت الأربعة في بيروت في ١٩٨٥، وليس جماعة “سنّية جهادية”؟ هل هنالك “رسالة” ما تريد موسكو توجيهها، الآن، إلى الميليشيا الإيرانية؟ أو إلى طهران؟
ولماذا قرّرت موسكو أن تكشف، الآن، تحت عنوان “عرفات وفضل الله والاختطاف في بيروت. تفاصيل أكبر عملية للكي جي بي في الشرق الأوسط” أن السيد محمد حسين فضل الله كان، هو الآخر، متورّطاً في عملية الخطف؟
ولماذا قرّرت موسكو أن تكشف، الآن، أن أحد شروط إطلاق سراح الديبلوماسيين الثلاثة الذين بقوا على قيد الحياة كان يشمل “عدم التعرّض للخاطفين”، أي لعماد مغنية ومن معه و”الإكتفاء بمراقبتهم عن بُعد”؟ (والأقل أهمية الآن، ربما) لماذا قرّرت موسكو أن تكشف الآن أن ياسر عرفات شخصياً كان متورّطاً في عملية الإختطاف؟ ولماذا تشدّد “روسيا اليوم” على المساعدة الكبيرة التي قدّمها الحزب التقدمي الإشتراكي بقيادة وليد جنبلاط للسفارة السوفياتية في بيروت؟ وأسئلة أخرى ربما..
للتذكير، كان “الشفاف” قد نشر في ١٤ ايار/مايو ٢٠١٦ مقالاً كتبه حسن فحص بعنوان “بدر الدين، هل قتله الرفاق الروس؟“. وتكهّن المقال بأن الأجهزة “الروسية” الآن انتقمت متأخرة (بعد ٣٠ سنة) لعملية خطف ومقتل ديبلوماسيين “سوفيات” في ثمانينات القرن الماضي!
وفي ٧ حزيران/يونيو، نشر “الشفاف” مقالاً بعنوان “بدر الدين: اغتاله الروس ردّاً على اغتيال الجنرال « إيغور سيرغون » في بيروت“، جاء فيه أن “غتيال مصطفى بدر الدين كان ردّاً على اغتيال مسؤول المخابرات العسكرية الروسية، الجنرال « إيغور سيرغون » في بيته، في بيروت، في أول يوم من السنة الحالية. ومع أن روسيا أعلنت رسمياً أن الجنرال « سيرغون » مات بذبحة قلبية في موسكو، فقد نقلت عدة مصادر أنه تم « اغتياله » في بيروت”!
نقترح على القارئ مشاهدة الحلقة المنقولة عن تلفزيون “روسيا اليوم” كاملة، لأن الملخّص الوارد أدناه، لا يغطي سوى قسم منها. وطبعاً، باب التعليقات والمعلومات والإضافات مفتوح!
ملخص الفيديو كما أورده موقع “روسيا اليوم”:
في الثلاثين من سبتمبر عام 1985 شهدت بيروت حادثة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البعثات الدبلوماسية السوفيتية في الشرق الأوسط. فعلى مقربة من السفارة السوفيتية تم اختطاف أربعة من المواطنين السوفيت كرهائن، هم أوليغ سبيرين وفاليري ميريكوف من كوادر لجنة أمن الدولة (الكي جي بي) عملا تحت غطاء ديبلوماسي، وأركادي كاتكوف الموظف في القنصلية، والطبيب نيقولاي سفيرسكي.
تبنت عملية الاختطاف منظمةٌ غير معروفة سابقا، أطلقت على نفسها اسم “قوات خالد بن الوليد”. وأصدر الخاطفون بيانا جاء فيه، إن الروس الكفرة، أعداء الإسلام الأشرار يتحملون المسؤولية عن فظائع حليفتهم سوريا، التي شنت الحرب على أشقائنا المسلمين في محيط مدينة طرابلس، في شمال لبنان. وعلى موسكو أن تضغط على دمشق لوقف العملية العسكرية السورية. إن السفارة السوفيتية – بؤرة العداء للإسلام، يجب إخلاؤها، وإلا سيتم اقتحامها يوم الجمعة القادم بعد صلاة الفجر.
وتأكيدا على جدية نواياهم، أقدم الخاطفون على قتل أركادي كاتكوف الذي جُرح أثناء الاختطاف، وألقوا جثته في ملعب بيروت. أما نتائج التحقيقات فقد أصابت الاستخبارات السوفيتية بصدمة حقيقية، إذ تبين أن الرهائن السوفيت محتجزون لدى تنظيم آخر تماما… كيف حدث ذلك؟ ولماذا؟
عن هذه الحادثة الاستثنائية والمأساوية.. وعن تفاصيلِ أضخم عملية قامت بها (الكي جي بي) لتحرير رهائن سوفيت في الشرق الأوسط، يحدثنا الشاهد المطلع على تلك الأحداث، فياتشيسلاف لاشكول.
*
وليد غانم: كلنا شركاء
أعادت قناةٌ روسيةُ شبه رسمية نشر تفاصيل عملية أمنية قامت بها الاستخبارات الروسية عام 1985 في لبنان، حين اختطف (حزب الله) أربعة دبلوماسيين روس وادعى أن جماعة إسلامية معادية لسوريا هي من اختطفتهم، وبثّ بياناً تفاوضياً بهذا الخصوص.
وفي التفاصيل، يذكر برنامج “رحلة في الذاكرة” الذي تبثّه قناة “روسيا اليوم” شبه الرسمية، أنه ثلاثين من أيلول/سبتمبر عام 1985 شهدت بيروت حادثة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البعثات الدبلوماسية السوفيتية في الشرق الأوسط.
على مقربة من السفارة السوفيتية تم اختطاف أربعة من المواطنين السوفييت كرهائن، هم أوليغ سبيرين وفاليري ميريكوف من كوادر لجنة أمن الدولة (الكي جي بي) عملا تحت غطاء ديبلوماسي، وأركادي كاتكوف الموظف في القنصلية، والطبيب نيقولاي سفيرسكي.
تبنت عملية الاختطاف منظمةٌ غير معروفة سابقا، أطلقت على نفسها اسم “قوات خالد بن الوليد”. وأصدر الخاطفون بيانا جاء فيه، “إن الروس الكفرة، أعداء الإسلام الأشرار يتحملون المسؤولية عن فظائع حليفتهم سوريا، التي شنت الحرب على أشقائنا المسلمين في محيط مدينة طرابلس، في شمال لبنان. وعلى موسكو أن تضغط على دمشق لوقف العملية العسكرية السورية. إن السفارة السوفيتية – بؤرة العداء للإسلام، يجب إخلاؤها، وإلا سيتم اقتحامها يوم الجمعة القادم بعد صلاة الفجر”.
وتأكيداً على جدية نواياهم، أقدم الخاطفون على قتل أركادي كاتكوف الذي جُرح أثناء الاختطاف، وألقوا جثته في ملعب بيروت.
أما نتائج التحقيقات فقد أصابت الاستخبارات السوفيتية بصدمة حقيقية، بحسب القناة، إذ تبين أن الرهائن السوفييت محتجزون لدى تنظيم آخر تماما، هو (حزب الله).
وقال الشاهد المطلع على تلك الأحداث، فياتشيسلاف لاشكول، والذي كان ضيف الحلقة، إن من نفذ عملية اختطاف الروس كانوا شباناً فلسطينيين نسقوا مع “حزب الله” الذي تسلّم منهم الرهائن، بحسب تحقيقات الاستخبارات السوفييتية. وأكد أيضاً أن منظمة “خالد بن الوليد” المزعومة هي منظمة وهمية لا وجود لها، وكان الحزب يتستر خلف اسمها.
وأضاف الشاهد “لاشكول” إنهم أجبروا (حزب الله) على إطلاق الرهائن بعد تهديد زعيمه في ذلك الوقت “محمد فضل الله” بقصف مدينتي قم ومشهد الإيرانيتين وذواتا القداسة الخاصة لدى الشيعة في العموم.