دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — كشف خبير ومحلل لشؤون الإرهاب عن الأسباب التي تدفع تنظيم الدولة الإسلامية، المعروف بـ”داعش” إلى التطلع لمد نفوذه نحو ليبيا، قائلا إن التنظيم يبحث عن “دولة فاشلة” فيها وفرة من السلاح والرجال وسواحل واسعة تتيح له تهريب ما يرغب به، مضيفا أن كتاب القيادي المتشدد المصري، خليل الحكايمة، الذي أريد منه تنظيم عمليات العنف التي كانت القاعدة تنفدها بالعراق كان له آثار عكسية ساعدت داعش على تبرير جرائمه.
وقال أيمن دين، الذي قاتل مع الجهاديين في البوسنة لفترة ثم تسلل إلى القاعدة وعمل لصالح المخابرات البريطانية وهو اليوم يدير شركة لإدارة المخاطر مركزها في دبي ولكن علاقاته ظلت قوية مع الذين يخوضون الحروب الجهادية، إن استراتيجية داعش تقوم على “التركيز على الشرق الأوسط والعالم الإسلامي برمته.”
ولفت دين إلى الفوارق بين عمل داعش والقاعدة بالقول: “القاعدة حاولت في السابق الاحتفاظ بحضور مفكك في الدول العربية والإسلامية، ولكن داعش يرفض تلك الطريقة ويصر على حضور قوي ومتماسك ومستمر في الدول الإسلامية ويركز على استغلال الأوضاع في الدول الفاشلة بالشرق الأوسط، وخاصة العراق وسوريا واليوم ليبيا.”
وحول طريقة مد التنظيم نفوذه إلى ليبيا التي ذبح فيها مؤخرا 21 مصريا قبطيا رد دين بالقول، في مقابلة مع CNN، إن داعش عمد إلى إرسال أحد قادته وهو تركي البنعلي، المعروف لأنصاره باسم “أبوسفيان السلمي”، هو بحريني يبلغ من العمر 30 سنة وقد كان رجل دين في البحرين وهاجر منضما إلى داعش قبل عامين ونصف، وكان قبل ذلك من المعروف بمواقفهم المتشددة والتكفيرية وقبل ثمانية أعوام كان يدرس الشريعة في دبي قبل طرده بسبب أرائه المتطرفة، أي أنه كان معروفا لدى السلطات بالأفكار المتشددة.
وحول أسباب تطلع داعش إلى دخول ليبيا قال دين: “ليبيا دولة فاشلة، ولكن لديها مؤهلات تجعل داعش تتطلع لإيجاد حضور فيها ومنها وجود كميات كبيرة من الأسلحة خارج سلطة الدولة، كما أن فيها إمكانيات كبيرة لتجنيد المقاتلين، بالإضافة إلى سواحلها الكبيرة التي تسمح لداعش بتهريب السلاح والأموال بسهولة فإذا كانت هناك أسلحة يحتاجها التنظيم في سوريا فسيرسلها من ليبيا والعكس صحيح.”
وأضاف: “هم يؤمنون بأنهم سيقيمون الخلافة الإسلامية وليبيا هي من بين الدول الإسلامية ولذلك هم بحاجة للوجود فيها.”
وحول أبحاثه المتعلقة بكتاب يعود لأحد قادة تنظيم القاعدة، ويحمل عنوان “إدارة التوحش” كان من المفترض أن يخفف من العنف ولكنه ساعد على تشدد داعش أوضح دين قائلا: “الكتاب كان من المفترض أن ينشر من أجل مساعدة عناصر القاعدة على تجاوز حالات العنف الشديدة التي كان التنظيم ينفذها في العراق ويحد من الأضرار التي تسبب بها الزرقاوي في العراق ومشاهد الذبح والقتل، ولذلك كان هناك محاولة لدفع عناصر القاعدة بعيدا عن تلك الممارسات التي كانت تتسبب في وقف الدعم الشعبي لهم.”
وأضاف: “النتيجة كانت عكسية لأن المؤلف، خليل الحكايمة، مات عام 2009 وكان أحد قادة الجماعة الإسلامية المصرية، كان يعتقد أن العنف موجود ولا يمكننا تجاوزه، ولكن يمكننا إدارته، ولو كان حيا اليوم لألف جزءا ثانيا أسماه سوء إدارة العنف.”