طهران – اعتبر أحد مستشاري الرئيس الايراني ان بلاده أصبحت “إمبراطورية عاصمتها بغداد”، داعيا مواطنيه والسياسيين في بلاده الى التفكير “قوميا” للهيمنة على الشرق الأوسط.
وتتمتع ايران الشيعية بنفوذ سياسي وعسكري واسع في العراق منذ الاجتياح الأميركي لهذا البلد في 2003، فضلا عن الميليشيات المدعومة من طهران في لبنان وسوريا واليمن.
وقال علي يونسي، وزير الاستخبارات السابق (2000-2005) ومستشار روحاني لشؤون الأقليات الدينية والإثنية، الاحد إن “إيران اليوم أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي”.
ونقلت وكالة أنباء “ايسنا” للطلبة الإيرانيين عن يونسي تصريحاته خلال منتدى “الهوية الإيرانية” بطهران الأحد حيث قال إن “جغرافية إيران والعراق غير قابلة للتجزئة وثقافتنا غير قابلة للتفكيك، لذا إما أن نقاتل معا أو نتحد”، في إشارة إلى التواجد العسكري الإيراني المكثف في العراق تحت غطاء التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية.
وهاجم يونسي الذي شغل منصب وزير الاستخبارات في حكومة الرئيس محمد خاتمي، كل معارضي النفوذ الإيراني في المنطقة، معتبرا أن “كل منطقة الشرق الأوسط إيرانية”، قائلا “سندافع عن كل شعوب المنطقة، لأننا نعتبرهم جزءا من إيران، وسنقف بوجه التطرف الإسلامي والتكفير والإلحاد والعثمانيين الجدد والوهابيين والغرب والصهيونية”.
وأشار يونسي في كلمته إلى أن بلاده تنوي تأسيس “اتحاد إيراني” في المنطقة، قائلا “لا نقصد من الاتحاد أن نزيل الحدود، ولكن كل البلاد المجاورة للهضبة الإيرانية يجب أن تقترب من بعضها بعضا، لأن أمنهم ومصالحهم مرتبطة ببعضها بعضا”.
وأضاف “لا أقصد أننا نريد أن نفتح العالم مرة أخرى، لكننا يجب أن نستعيد مكانتنا ووعينا التاريخي، أي أن نفكر عالميا، وأن نعمل إيرانيا وقوميا”.
هنالك “متطرفون” في السلطة!
وكان يونسي، في مقابلات نُشِرت يوم الخميس، قد أعلن أن “اليوم أيضا هناك الكثير من الانتهاكات في السجون والمحاكم وأماكن أخرى حيث نشهد نفوذ عناصر متطرفة، ينبغي أن تكون الجمهورية الإسلامية قادرة على التخلص منهم”.
وإيران تواجه باستمرار انتقادات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للدفاع عن حقوق الإنسان بسبب انتهاكاتها، وخصوصا في المجال القضائي، حيال المعارضين السياسيين والصحافيين وأفراد المجتمع المدني.
وترفض طهران هذه الاتهامات معتبرة أنها منحازة ومسيسة.
وقال يونسي في مقابلة مع وكالتي الأنباء الرسمية والطلابية نشرتها الخميس صحف عدة “هناك متطرفون لا أحد يسيطر عليهم، والكثيرون منهم تسللوا إلى مراكز السلطة ويعملون وكأنهم يستمعون إليها، لكن إيران هي من يتحمل المسؤولية بالتأكيد”.
وأخذ يونسي مثال المصورة الصحافية الكندية من أصل إيراني زهرة كاظمي، التي قضت في العاشر من تموز/ يوليو 2003 جراء نزيف دماغي إثر ضربات تعرضت لها أثناء احتجازها. وأدت وفاتها إلى تدهور كبير في العلاقات الدبلوماسية بين طهران وأوتاوا.
وعوقب المسؤولون عن وفاتها، لكن “هذا الحادث وقع بإرادة شخصية لا تزال الجمهورية تدفع ثمنه اليوم“، بحسب يونسي.