ترجمة “الشفاف”
يضيف مقال “الواشنطن بوست”، وهي مرجع في الصحافة الجدية، تفاصيل جديدة غير معروفة عن عملية اغتيال عماد مغنية قبل 7 سنوات. أوّلها، وأهمّها، الدور الأميركي “المباشر” في العملية التي كان معظم الناس يعتقد أن الإسرائيليين نفّذوها.. وحدهم! ويبدو من التقرير أنه رغم سجله الإرهابي الدولي “الحافل”، فإن “ملف العراق” هو الذي أدى لاغتيال عماد مغنية.
ويكشف التقرير أنه أتيحت للإسرائيليين والأميركيين فرصة اغتيال مغنية ورئيسه قاسم سليماني بضربة واحدة في دمشق، ولكنهم امتنعوا عن قتل سليماني “لعدم وجود أمر رئاسي أميركي”!
كما امتنع العميل “شوربا” عن قتل حسن نصرالله، مع أنه كان مسؤولاً عن “أمن نصرالله الشخصي”؟
ولكن التقرير، على أهميته البالغة، لا يجيب على أسئلة تظل مطروحة: كيف حدّد الإسرائيليون والأميركيون، وكيف تـأكدوا، من وجود مغنية في دمشق. هل ساعدتهم لبنانية؟ أو جهات سورية؟ أو جهات إيرانية؟ وهل لعب العميل “شوربا”، الذي كلّفه نصرالله (وهنا “سخرية الأقدار”!) ب”الإنتقام” لمغنية، دوراً في كشف إقامة مغنية في دمشق بصورة دائمة؟
وكيف نجحت “السي آي أي” في إقامة شبكات سرية “راسخة” في دمشق، وكيف لم تنكشف أثناء مراقبتها لعماد مغنية طوال سنة أو أكثر؟ وهذا في حين كان نظام بشّار الأسد يرسل “المجاهدين” بالمئات لمقاتلة “الأميركيين” في العراق!
بكلمات أخرى، هل كانت الشبكة السرية الأميريكية تتمتع بـ”حماية” جهة ما في النظام السوري؟ آصف شوكت (الذي يُقال أن للإيرانيين “يداً” أطول من يد “المعارضة” في اغتياله لاحقاً مع عدد من كبار مسؤولي النظام)، أو حتى بشار الأسد نفسه (مما يعني “علي المملوك” حتما)، كما تردّد في أوساط حزب الله مباشرةً بعد الإغتيال؟
وحيث أن باب “الإسئلة” مفتوح، فما مدى مصداقية تحليل لمطّلعين على “الشؤون الإيرانية” مفاده أن النظام الإيراني نفسه أراد أن “يُقفل ملف عماد مغنية” في سياق مفاوضاته مع الأميركيين. بكلام آخر، “عماد مغنية قُتِل، هذا ملفّ أُقفِل، دعونا نبحث الأمور المهمة الآن”!
في النهاية، عماد مغنية قُتِل ولكن ملفّه لم يُغلق بعد! باب المفاجآت ما زال مفتوحاً..!
الشفاف
*
كيف قتلت “السي آي أي” و”الموساد” عماد مغنية
آدم غولدمان وإلين ناكاشيما في “الواشنطن بوست”
Adam Goldman and Ellen Nakashima
في 12 شباط/فبراير 2008، مشى عماد مغنية، مسؤول العمليات الدولية في حزب الله، في شارع هادئ في ليل دمشق بعد أن تناول العشاء في مطعم مجاور. ومن موقع غير بعيد، كان فريق من “كشّافة” السي آي يرصد تحركاته. وحينما اقترب مغنية من سيارته الرياضية انفجرت قنبلة كانت مزروعة في العجلة الإحتياطية وأرسلت موجة من الشظايا المعدنية في قطر انفجار ضيّق جداً. فقُتِل على الفور.
قام ضباط “موساد” بتفجير العبوة عن بُعد، من تل أبيب، بناءً على اتصالاتهم مع عملاء موجودين في مسرح العملية في دمشق. ويقول مسؤول استخبارات أميركي سابق أن “طريقة تخطيط العملية هي أنه كان ممكناً للأميركيين أن يُبدوا اعتراضات أو أن يقوموا بإلغاء العملية، ولكن لم يكن دورهم تنفيذها (أي الضغط على الزر”)!
ولعبت الولايات المتحدة دوراً في صنع القنبلة وقامت باختبارها في مرفق تابع لـ”السي آي أي” في “نورث كارولينا” للتأكد من أن مساحة العصف الإنفجاري ستكون محدودة وأنه لن تنجم عن الإنفجار خسائر(مدنية) غير مقصودة، حسب مسؤول استخبارات أميركي سابق. ويضيف: “على الأرجح، فإننا قمنا بتفجير 25 قنبلة من نفس النوع للتأكد من صحة تقديراتنا”!
كان هذا التعاون الإستثنائي الوثيق بين الأجهزة الأميركية والإسرائيلية مرتبطاً بأهمية الهدف: الرجل الذي تورّط على مدى سنوات في بعض أبرز هجمات حزب الله الإرهابية- بما فيها الهجمات ضد سفارة أميركا في بيروت وضد سفارة إسرائيل في الأرجنتين.
إن الولايات المتحدة لم تُصرّح يوماً بمشاركتها في قتل مغنية، الذي يتّهم حزب الله إسرائيل بتنفيذه. وحتى الآن، لم تنكشف تفاصيل كثيرة حول العملية المشتركة بين “السي آي أي” و”الموساد” لاغتياله، وحول كيفية تخطيط تفخيخ السيارة، وحول الدور المحدد الذي لعبه أميركيون فيها. وباستثناء عملية تصفية أسامة بن لادن في 2011، فإن عملية مغنية كانت واحدة من أخطر العمليات السرية التي قامت بها أميركا في السنوات الأخيرة.
“القتل الغادر” خرق للقانون الدولي!
ولا بد من ملاحظة أن مشاركة الولايات المتحدة في قتل مغنية، التي أكدها 5 مسؤولو استخبارات أميركيون سابقون، أعطت تأويلاً أوسع لضوابط القانون الأميركي.
فقد تم استهداف مغنية في دولة لم تكن في حالة حرب مع الولايات المتحدة. ثم أنه قُتِل في سيارة مفخخة، وهي طريقة يعتبر بعض الخبراء القانونيين أنها تمثّل خرقاً للقانون الدولي الذي يحظر “القتل الغادر”، أي استخدام طرق غادرة لقتل عدو أو إصابته.
وتقول أستاذة القانون الدولي في “جامعة نوتردام” الأميركية أن “هذه طريقة للقتل يستخدمها الإرهابيون ورجال العصابات. وهي تخرق واحدة من أقدم قواعد الحرب”.
ويقول مسؤولو استخبارات أميركيون، تحدثوا جميعاً إلى “الواشنطن بوست” شرط عدم كشف هوياتهم، أن مغنية، مع أنه كان يتخذ سوريا مقرّا له، كان مرتبطاً مباشرةً بعمليات تسليح وتدريب الميليشيات الشيعية في العراق التي كانت تستهدف القوات الأميركية. ويقولون أنه لم يحدث نقاش كبير داخل إدارة بوش حول نقطة استخدام سيارة مفخخة بدلاً من أساليب أخرى.
“أمر رئاسي” أميركي لاغتيال مغنية
وقال أحد مسؤولي الإستخبارات السابقين: “تذّكر أن تلك الميليشيات كانت تقوم بعمليات تفجير بواسطة انتحاريين وبهجمات بواسطة متفجرات بدائية الصنع” في العراق.
كان أمر اغتيال مغنية عبارة عن “أمر رئاسي” وقّعه الرئيس جورج بوش الإبن. وصادق على العملية كل من “النائب العام” الأميركي، ومدير الإستخبارات الوطنية، و”مستشار الأمن القومي” في البيت الأبيض، و”مكتب الإستشارات القانونية” في وزارة العدل، حسب أحد مسؤولي الإستخبارات السابقين.
وأضاف أن الحصول على تخويل بقتل مغنية كان عملية “شاقة ومضنية”. وقال: “كان علينا أن نثبت أنه ما يزال يشكل تهديداً للأميركيين”، مع الإشارة إلى أنه بدأ باستهداف الأميركيين منذ التخطيط لعملية تفجير سفارة الولايات المتحدة ببيروت في العام 1983.
وقال: “كان القرار مبنياً على التأكد المطلق بأننا نقوم بعملية دفاع عن النفس”.
لقد كانت هنالك تخمينات منذ سنوات بأن الولايات المتحدة لعبت دوراً في اغتيال مغنية. ففي كتاب “الجاسوس الطيب“، وهو سيرة لـ”روبرت أيمز” الذي قضى كل حياته المهنية في “السي آي أي”، نقل المؤلف “كاي بيرد” عن مسؤول استخبارات سابق أن عملية مغنية “كانت خاضعة لإشراف قيادة السي آي أي في لانغلي مباشرةً” وأن “فريقاً من السي آي أي متخصصاً بعمليات الإغتيال هو الذي نفذ عملية اغتيال مغنية”.
وفي كتاب جديد بعنوان “عملية القتل المثالية: 21 قانوناً للقَتَلة“، كتب ضابط “السي آي أي” السابق “روبرت ب. بيرد” أنه كان قد فكّر باغتيال مغنية ولكن يبدو أن الفرصة لم تُتَح له. وأضاف أن “الرقباء” في “السي آي أي”- أي هيئة مراجعة كتب الضباط السابقين قبل نشرها- منعوا نشر بعض المقاطع “ولسوء الحظ، فلم أتمكن من الكتابة حول المخطط الحقيقي لاغتيال مغنية”!
وقد امتنعت “السي آي أي” عن إبداء أي تعليق.
أما “مارك ريغيف”، الناطق الرسمي بلسان رئيس وزراء إسرائيل فقال: “ليس لدينا أي تعليق حالياً”.
نظرية الدفاع عن النفس
سلطت عملية دمشق الضوء على تطوّر فلسفي ضمن أجهزة الإستخبارات الأميركية بعد هجمات 11 سبتمبر. فحتى ذلك التاريخ، كانت الحكومة الأميركية تأخذ موقفاً متحفظا من عمليات الإغتيال الإسرائيلية، وبرز ذلك بصورة خاصة في محاولات إسرائيل الفاشلة لاغتيال خالد مشعل بالسم في عمّان، بالأردن، في العام 1997. وانتهت تلك الحادثة باعتقال عملاء الموساد وبتدخّل إدارة كلينتون التي أجبرت إسرائيل على تقديم الحقنة المضادة للسمّ التي أنقذت حياة خالد مشعل.
ويشير قتل مغنية، بعد ذلك بعشر سنوات، إلى أن التحفّظ الأميركي تضاءل مع اتساع عمليات “السي آي أي” إلى ما يتجاوز مناطق الحروب المعلنة ليشمل مناطق غير خاضعة للحكم المركزي في باكستان واليمن والصومال، حيث تستخدم “السي آي أي” أو الجيش الأميركي طائرات بدون طيار ضد “القاعدة” وحلفائها.
ويقول مسؤول استخبارات أميركي سابق أن إدارة بوش استخدمت نظرية “الدفاع عن النفس” في قتل مغنية، زاعمةً أنه هدف مشروع لأنه يخطط فعلياً لعمليات ضد الولايات المتحدة أو قواتها في العراق، مما يجعل منه مصدر تهديد وشيك يتعذر اعتقاله أو أسره. إن أهمية هذا التأويل القانوني هو أنه سمح لـ”السي آي أي” بالقيام بالعملية دون خرق “الأمر الرئاسي رقم 12333”.
لقد عملت “السي آي أي” و”الموساد” معاً لمراقبة تحركات مغنية طوال أشهر سبقت اغتياله، ولتعيين نوع القنبلة التي ينبغي زرعها، حسب مسؤولين سابقين.
وتمهيداً للعملية، أكّد مسؤولون في الإستخبارات الأميركية، لأعضاء في الكونغرس في شهادات أحيطت بالسرّية أنه لن تحدث “خسائر جانبية” (أي أنه لن يقع ضحايا بين مدنيين أبرياء).
اعترافات “دقدوق” كشفت دور مغنية!
وبعد فترة قصيرة من خطاب الرئيس جورج بوش في يناير 2007، الذي وجه فيه اتهامات لسوريا وإيران بدعم الإرهاب في العراق. بدأت علاقة حزب الله بالإرهاب العراقي تتأكد أكثر. ففي 20 يناير 2007، قُتِل 5 جنود أميركيين في “كربلاء”. وفي شهر مارس، أسرت القوات البريطانية المدعو “علي موسى دقدوق”، وهو ضابط كبير في حزب الله يقيم صلات مباشرة مع مغنيةـ وسلّمته للقوات الأميركية.
وأثناء سجنه، اعترف “دقدوق” بأنه لعب دوراً رئيسياً في قتل الجنود الأميركيين الخمسة ووفّر للمحققين الأميركيين فهماً أعمق لشبكات حزب الله- حسب أقوال “بيتر منصور”، وهو كولونيل متقاعد في الجيش الأميركي، عمل كمساعد تنفيذي للجنرال بيترايوس، قائد القوات الأميركية في العراق.
وأضاف منصور: “من خلال استجواب أولئك الأشخاص، اكتشفنا أخيراً الطبيعة الكاملة لتدخل إيران وحزب الله في العراق”، واكتشفنا أن إيران “كانت قد أوكلت الدور الإستشاري لحزب الله”. ويقول منصور أنه لا يعرف شيئاً عن عملية اغتيال مغنية.
يقول مسؤولون أميركيين أن مغنية لعب دوراً محوراً في ربط حزب الله بالميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق. ولكن ليس واضحاً ما إذا كان مغنية زار العراق. ويقول ضابط أميركي سابق كبير أنه كانت هنالك معلومات بأن مغنية زار البصرة، في جنوب العراق، في العام 2006، ولكن لم يتم التحقق من صحتها.
اجتماع عسكري أميركي- إسرائيلي
يصف مسؤول أميركي سابق اجتماعاً سرّياً في اسرائيل في العام 2002 شارك فيه ضباط كبار في “القيادة المشتركة للقوات الخاصة” الأميركية ومدير الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية. وأثناء نقاش قضايا مكافحة الإرهاب، طرح الزائرون الأميركيون إمكانية قتل مغنية بطريقة عارضة إلى درجة أذهلت المضيفين الإسرائيليين.
ويقول مسؤول أميركي سابق: “حينما قلنا للإسرائيليين أننا مستعدون لبحث فرص استهداف مغنية، كادوا يقعون عن كراسيهم”. ويضيف أن “القيادة المشتركة للقوات الخاصة” لم تكن قد وضعت خطة محددة بل كانت تستطلع السيناريوهات الممكنة ضد أهداف من الإرهابيين وكانت تسعى لمعرفة مدى استعداد الإسرائيليين للمساعدة في إخلاء فرق كوماندوس أميركية تقوم بعمليات خاصة.
“فرصة مناسبة”
ليس معروفاً متى أدركت “السي آي أي” أن مغنية كان يقيم في دمشق، مع أن تحركاته كانت معروفة قبل مقتله بسنة واحدة على الأقل. وقال ضابط استخبارات أميركي سابق أن الإسرائيليين هم من بادروا للإتصال بـ”السي آي أي” لاقتراح عملية مشتركة لقتله في دمشق.
علماً بأن “السي آي أي” كانت تملك مرافق سرّية راسخة في دمشق يمكن للإسرائيليين الإستفادة منها!
وقال المسؤولون السابقون أن الإسرائيليين أصرّوا على أن يكونوا هم من يضغطون على الزناد تعبيراً عن رغبتهم في “الإنتقام”. ولم يكترث الأميركيون بذلك طالما أن مغنية سيُقتَل. كما لم يتخوّف الأميركيون من العواقب لأنهم كانوا يتوقعون أن حزب الله سيتّهم الإسرائيليين على الأرجح.
ويقول “أموس يادلين”، الذي شغل منصب مدير الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية حتى العام 2010، أن مغنية كان الرجل الثاني في حزب الله بعد حسن نصرالله مباشرة.
ويضيف: “كان قائد ومسؤول كل العمليات العسكرية والإرهابية. كان “وكيل” الإيرانيين”.
وجاءت عملية مغنية في وقت شهد تعاوناً وثيقاً بين “السي آي أي” و”الموساد” لإحباط الطموحات النووية لسوريا وإيران. وساعدت “السي آي أي” جهاز “الموساد” للتحقق من أن السوريين كانوا بصدد بناء مفاعل نووي، الأمر الذي أدى إلى ضربة جوية إسرائيلية للمفاعل في العام 2007. كما كانت إسرائيل والولايات المتحدة تعمل بنشاط لتخريب البرنامج النووي الإيراني.
وللعودة إلى عملية الإغتيال، فحالما تم التأكد من وجود مغنية في دمشق، فقد بدأ الجهازان الأميركي والإسرائيلي برسم “نمط حياة” لمغنية، بما فيه “الروتين” الذي يسهّل انكشافه.
واقترح مسؤولو “الموساد” النزهات سيراً على الأقدام التي كان مغنية يقوم بها في المساء- وبدون مرافقين- التي تمثل فرصة مناسبة. من جهتهم، قام ضباط “سي آي أي” يملكون تجربة مديدة في العمل السرّي باستئجار “بيت آمن” في مبنى يقع قرب شقة مغنية.
وتم تخطيط العملية بدقة كبيرة. ولم تتم الموافقة على اقتراح إسرائيلي بوضع قنبلة على دراجة أو دراجة نارية لأن العصف الإنفجاري يمكن أن يتوجّه في الإتجاه المطلوب. وتطلب الأمر اختبار القنبلة عدة مرات، واعادة تصميمها من أجل حصر مساحة الإنفجار. فالمكان الذي تم فيه اغتيال مغنية كان قريباً من مدرسة بنات.
وقال مسؤول سابق أنه تم اختبار القنبلة عدة مرات في “هارفي بوينت”، وهو مرفق يقع في “نورث كارولينا” استخدمته “السي آي أي” لاحقاً لبناء مجسّم للمبنى الذي كان أسامة بن لادن يقيم فيه في “أبوت آباد”. وفي النهاية، خلص المعنيون إلى أنه بات ممكنا استخدام القنبلة بدون تعريض آخرين للقتل أو للإصابة.
فرصة لاغتيال قاسم سليماني!
ولم يكن مغنية الوحيد الذي كان يشعر بالثقة بأن بوسعه أن يعمل بكل حرّية في دمشق. فخلال العملية، أتيحت لـ”السي آي أي” و”الموساد” فرصة قتل قائد قوة القدس الإيرانية، “قاسم سليماني”، حينما كان يسير على الأقدام مع عماد مغنية. إن سليماني عدو رئيسي لإسرائيل، كما أنه كان مسؤولاً عن تدريب الميليشيات الشيعية في العراق.
وقال مسؤول سابق: “حدث مرة واحدة على الأقل أن الرجلين كانا يقفان معاً، في نفس المكان، وفي نفس الشارع. وكل ما كان عليهم هو أن يضغطوا على الزر”!
ولكن العملاء الموجودين في الميدان لم يكونوا يملكون تفويضاً قانونياً بقتل قاسم سليماني، حسب المسؤول السابق. ولم يكن هنالك “أمر رئاسي” أميركي بخصوص سليماني.
وحينما انفجرت القنبلة التي أودت بعماد مغنية، فإن “مساحة القَتل”، لم تتجاوز 20 قدماً. ويقول ضابط استخبارات سابق أن القنبلة كانت “مصممة بشكل خاص وبشحنة قوية جداً”.
ولم تقع أية خسائر جانبية، على الإطلاق.
ويكشف مسؤول استخبارات سابق أنه تم استخدام “تكنولوجيا التعرّف على الوجوه” للتأكد من هوية مغنية بعد خروجه من المطعم في الحيّ الذي كان يقيم فيه، وذلك قبل لحظات من تفجير القنبلة.
وبعد الهجوم، أنحى حسن نصرالله بالمسؤولية على الإسرائيليين وأقسم بالإنتقام لمغنية.
والواقع أن الأذى الذي لحق بحزب الله كان مضاعفاً لأن الرجل الذي كلّفه نصرالله بالإنتقام لمغنية ربما كان عميلاً للموساد. وأفادت تقارير قبل أسابيع أنه كان يُحاكم أمام محكمة أقامها حزب الله في لبنان، مع أن نصرالله قلّل من أهمية دوره.
إقرأ أيضاً:
من هم جواسيس “الموساد” في طهران؟: “محمد شوربا” باع “عماد مغنية” للموساد!
كيف قتلت “السي آي أي” و”الموساد” عماد مغنية
أذكر حينها أن الصحفي العتيد محمد حسنين هيكل حمل المخابرات العربية و دون تحديد جنسيات معينة، ثلاثة أرباع دم مغنية، و ذلك في برنامجه مع محمد كريشان على الجزيرة.