خاص بالشفاف
تترقب العاصمة عمان “بقلق” بالغ مستجدات قضية الطيار الأردني معاذ الكساسبة في حين أعلن تنظيم الدولة في العراق والشام “داعش” عن إمكانية مقايضة “الصحفي الياباني غوتو” بـ”السجينة العراقية ساجدة الريشاوي”.
عمان التي وجهت لها رسالة عبر الرهينة الياباني بمهلة انتهت ظهر الخميس، وإلا إعدام “الكساسبة وغوتو”، حبست أنفاسها وأعلنت عبر قنوات رسمية وأخرى غير رسمية بأن “عمان غير مستعدة تسليم الريشاوي دون التأكد إن كان “الكساسبة حيا أو ميتا ليتم إجراء مفاوضات أخرى بشأنه.
صالح القلاب وزير الإعلام الأسبق عبر تصريحات إعلامية لقناة البي بي سي أمس، قال أن “الأردن لديه أوراق ضغط كثيرة غير الريشاوي وعلى التنظيم أن يعي بأن الأردن لم ينه أوراقه، وبنفس الوقت عليهم الاستفادة من خطوة الأردن باستبدال الريشاوي بالطيار الأردني وحده فلسنا معنيين بالرهينة الياباني رغم أننا مهتمون بتحريره أيضا”.
وتابع القلاب بأن الأردن رسميا وشعبيا يريد فقط “معرفة أن كان بن الأردن معاذ حيا أم ميتا” وعلى التنظيم الذي يقيم في كهوف ومدينة الرقة أن يجيب على السؤال لكي تستمر الصفقة على الأردني فقط.
لكن الملفت هو أن “داعش” التي توعدت بإعدام الرهينتين الأردني والياباني لم تنفذ وعدها حتى اللحظة ما يشي بفتح قنوات أخرى غير الطريق الذي طلبته وهو مقايضة الياباني بالريشاوي السجينة في الأردن من عام 2005 إبان تفجيرات فنادق عمان الدامية التي أودت بحياة ما يقرب 60 أردنيا وأجنبيا من بينهم المخرج السوري الشهير مصطفى العقاد مخرج فيلم “الرسالة”.
وتشهد العاصمة عمان اليوم هدوءً حذرا وصمتا مطبقا رغم مصادفة عيد ميلاد الملك الأردني عبدالله الثاني اليوم “الثالث والخمسين” والذي اعتادات المؤسسات الرسمية الاحتفاء به من خلال تزيين الطرقات وإبراز جهوده وإنجازاته في الصحف الرسمية. لكن “الديوان الملكي” كان قد أصدر تعميما الخميس يلفت إلى أن المملكة لن تحتفل بعيد الملك كما اعتادت نظرا للوضع الي تعيشه المملكة جراء اعتقال المواطن الأردني معاذ الكساسبة الذي تعود جذوره إلى مدينة الكرك الجنوبية والتي ينظر لها كأحد مدن العشائر الضارب تأثيرها في السياسة الأردنية.
محللون أردنيون لا يرون في تمدد الصفقة سوى بحث التنظيم عن طريق آخر للاستفادة من الرهينتين ولكسب مزيد من الوقت للبحث عن خيارات أخرى إلى جانب ساجدة الريشاوي التي لا يرون لها قيمة تنظيمية سوى أنها شقيقة ثامر الريشاوي أحد أذرع أبو مصعب الزرقاوي وأحد مؤسسي التنظيم. غير ذلك تبقى التوقعات تدور حول خيار “زياد الكربولي” العراقي الاخر المسجون لدى الأردن منذ 8 سنوات جراء قتله سائق أردني، لكن قيمته كانت تكمن في كونه مسؤول التموين لتنظيم القاعدة في العراق.
النخب السياسية باتت على يقين بأن “الأخبار السيئة” ستكون الاحتمال الوراد والمتوقع أمام الحال الذي أدت فيه المفاوضات عبر وسطاء من بعض العشائر العراقية مع التنظيم، خاصة أنه لا يوجد أي دليل مادي يشي بأن الطيار الرهين على قيد الحياة.
لكن إلى أن تتضح معالم أخرى من الصفقة أو ربما حتى تأكيد داعش على أن الكساسبة ما يزال على قيد الحياة يبقى الملفت بالنسبة لكثير من المراقبين هو “عدم إشهار داعش عن قتلها الكساسبة” لأنها “لم تنشر فيديوهات كما اعتادت أجهزاتها الإعلامية من بث رسائل مباشرة من الرهين نفسه وليس عن طريق رهائن آخرين”.
مؤسس التيار السلفي محمد الشلبي المعروف بأبي سياف، في تعليق “للشفاف” رجح أن يكون الكساسبة حياً من باب أنهم أي داعش “لا يقتلونه كونه عربي ومسلم سني مثلهم، وبنفس الوقت على الدولة الأردنية أن تبادلهم بالسجينة العراقية ساجدة الريشاوي”، قائلا أنهم أي التيار السلفي أرسل عدة رسائل إلى التنظيم يطالبه بإعادة الطيار الأردني وأخذ الريشاوي.
قيادة القوات المسلحة الأردنية، ومنذ إعلان التنظيم عن أسر الطيار، باتت تصدر البيانات الصحفية لوسائل الإعلام لتوخي الدقة وعدم نشر الاخبار المغلوطة أو المثيرة حول القضية مناديا الإعلام العام والخاص بضرورة “إعلاء قيمة الإنسان الأردني عن الأغراض التجارية”، فيما توعد بمحاسبة مثيري الأخبار الكاذبة وعبر مؤسسات الدولة. ويبدو أن أولى تلك التوعدات ظهرت قبل يومين عبر إغلاق موقع “سرايا نيوز”، أحد المواقع الاخبارية الإلكترونية التي تستقطب قراء لأخبارها المثيرة، وإحالة مدير الموقع والصحفي كاتب الخبر حول مصير الكساسبة إلى القضاء بتهمة نشر أخبار مغلوطة.
إلى ذلك الحدث، تظهر بعض الأصوات المنادية بعدم تكميم الأفواه وتعريض حرية الإعلام لخطر ما يصطلح على تسميته “المصلحة العامة” خاصة وأن هناك منظمات حقوقية محلية ودولية باتت تعتبر أن حرية الإعلام الأردني على المحك.
change.shamma@gmail.com