خاص بـ”الشفاف”
قلب تنظيم الدولة في العراق والشام “داعش” الطاولة على صفقة مفاوضات كانت تجُرى في الخفاء مع أطراف ممثلة للأردن لأجل اطلاق سراح الطيار معاذ الكساسبة، لتختلط أوراق الأردن باليابان التي فقدت أحد مواطنيها إعداماً وبقاء الثاني في انتظار صفقة جديدة.
الكفة التي حوّلتها “داعش” لصالحها، ربطت اطلاق سراح الرهينة الصحفي “كينجي غوتو” فيما وصفت الخطوة بالضربة القاسية للأردن باعتبار أن جميع جهوده راحت سدُى أمام مطالبة داعش لإطلاق الرهينة الياباني بـ”ساجدة الريشاوي”، السجينة السابقة في الأردن.
الطيار الأردني في التحالف الدولي “معاذ الكساسبة”، خرج من ورقة تفاوض أولى، والمعلومات تشير إلى إمكانية الدخول إلى مفاوضات أخرى وانتظار مقايضة ثانية مع مطالب أخرى لم تُحدد بعد من قبل ما بات يسمى “إعلام داعش” الإلكتروني.
عن أي مفاوضات يمكن البدء، يقول ناشط أردني فضل عدم ذكر اسمه، فالطرف الأردني لا يملك أدوات قوة غير ساجدة الريشاوي أو الكربولي المتهمين بتدبير عمليات إرهابية في الأردن قبل سنوات، والمحسوبين على “القاعدة”، وتحديدا شخص أبو مصعب الزرقاوي. غير ذلك، فالمتوقع أن تكون هناك مطالب إستثنائية للأردن من نوع “الضغط على حكومة بغداد لأجل اطلاق سراح عراقيين محسوبين على داعش”.
“لا مفاوضات ناجحة”، يقول الناشط ويعتبر أن اليابان التي تربطها علاقة قوية مع الأردن ربما قد تدخل في جانب “مالي” من المعادلة، خاصة وأن الأردن منح تسهيلات كبيرة لليابان في تأسيس غرفة عمليات لمتابعة قضية مواطنيها اللذين قُتل أحدهما قبل يوم. فيما تشهد العاصمة الأردني إقبالا مكثفا بين الإعلاميين ووسائل إعلام يابانية توافدت إلى الأردن لرصد وقائع الحدث عن قرب.
عضو البرلمان الأردني، عاطف قعوار، في تعليقه لموقع “الشفاف” عبر عن تفاؤل النواب الأردنيين تجاه مسار التفاوض، مقللا من تأثر الأردن، معتبرا أن دخول الأردن واليابان على خط التفاوض سوف “لن يعقد المسألة كما يرى البعض إنما مسعى جديد للوصول إلى الحل”.
والحل بالنسبة لقعوار هو “ساجدة الريشاوي” السجينة العراقية السابقة لدى الأردن منذ سنوات “المتوقع أن يكونا سوية؛ الصحفي الياباني والكساسبة أمام مقايضة مالية والريشاوي”.
العراقية الريشاوي كانت قد حُكمت بتهمتي “المؤامرة بقصد القيام باعمال ارهابية وحيازة مواد مفرقعة بدون ترخيص قانوني بقصد استخدامها على وجه غير مشروع” في قضية تفجيرات فنادق عمان العام 2005 التي أدت إلى مقتل قرابة ستين أردنياً.
حاولت “داعش” اللعب على تقاطع العلاقة الأردنية اليابانية في مسعى لتحقيق نصر تفاوضي لصالحها لكن تبقى المسألة مناطة في الأيام القليلة المقبلة بـ”إطلاق سراح الصحفي الياباني” فيما يدخل الأردن كلاعب قوي في إعطاء الحل لليابان في نفق مفاوضات أخرى.
لا يعتقد النائب قعوار أن “منهجية داعش سوية”، ويرى أن حصولها على “تفاوض” هو بحد ذاته “هدف هام بالنسبة لدولة مجاورة لسورية والعراق”.
وكان مكتب إعلام قيادة الجيش والأمن العام حذر وسائل إعلام محلية بتوخي الدقة في نشر الأخبار المتعلقة بالكساسبة وإحالة الذين ينشرون أخبارا دقيقة إلى القضاء. لذلك بات المواطن الأردني يعتمد بشكل دائم على وسائل إعلام دولية، فيما كان ملفتا أن جريدة “الغد” اليومية نشرت استطلاعا للرأي على موقعها الإلكتروني تسأل فيه: هل تؤيد موافقة الأردن على مبادلة الرهينة الياباني بساجدة الريشاوي؟ فيما تباينت ردود القراء بين رافضين لإي صفقة تعاون على حساب الكساسبة أو مؤيدين لصفقة أخرى بعيدا عن الكساسبة لصالح معاونة اليابان التي ينظر لها كحليف مالي معين للأردن التي تعاني من ديون كبيرة جراء الوضع الاقتصادي التي تعانيه المنطقة العربية منذ ما يزيد عن 4 سنوات.
كانت اليابان قدمت للأردن في السنوات الماضية مساعدات على شكل منح وقروض ميسرة للأردن لأجل تنفيذ عدة مشاريع تنموية، بحجم وصل منذ العام 2007 إلى ما يزيد عن 335 مليون دولار أمريكي، فضلا عن مساعدات فنية مباشرة من خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي المعروفة بــ”جايكا”.
change.shamma@gmail.com
عمّان