كيف اكتشف الإسرائيليون وجود قياديين اثنين من حزب الله، أحدهما يحمل إسم “مغنية” الرمزي، ضمن مجموعة عسكرية صغيرة في الجولان، في حين تقول المعلومات أن الثاني هو أعلى مسؤول لحزب الله في سوريا والعراق؟ هل استفادوا من “البيئة الحاضنة” للموساد داخل الحزب، أم أن نظام دمشق، أو طرفاً، “باعهم” لإسرائيل؟
العملية موجعة لحزب الله، ولمعلّمه “قاسم سليماني”، الذي نُشِرت له صورة عديدة مع جهاد مغنية، إبن عماد مغنية.
سيكون صعباً جداً ألا يقوم حزب الله، و”فيلق القدس” الإيراني، بردّ ما على هذه العملية الإسرائيلية الموجعة. مما يعني أن أبواب الجحيم قد تُفتَح على لبنان خلال الأيام المقبلة! كما حدث في حرب ٢٠٠٦ حينما امر نصرالله بخطف جنود إسرائيليين “ولو كان يعلم بالنتائج لما فعلها”!
وسيكون عدم ردّ حزب الله صعباً جداً بعد أن تبجّح نصرالله مساء الخميس بقدرات حزبه الصاروخية التي تتجاوز صاروخ “الفاتح”، واستعداد “الحزب” لاقتحام “الجليل وما بعد الجليل”!
إلا إذا قرّرت إيران أن “الحكمة” تدعوها لفتح جبهة أخرى، قد تكون جبهة غزّة بعد استئناف العلاقات بين إيران وخالد مشعل!
*
قتل ستة من عناصر حزب الله بينهم مسؤول عسكري ينشط في سوريا والعراق، اضافة الى نجل القائد العسكري للحزب عماد مغنية الذي قتل عام 2008، في غارة جوية شنتها مروحية اسرائيلية على منطقة في هضبة الجولان السورية الاحد، بحسب مصدر مقرب من الحزب.
واوضح المصدر لوكالة فرانس برس ان “ستة من عناصر حزب الله، بينهم القائد العسكري البارز محمد عيسى، احد مسؤولي ملفي العراق وسوريا، ونجل الحاج عماد مغنية، جهاد، استشهدوا في الغارة الاسرائيلية اليوم”.
واغتيل مغنية عام 2008 في دمشق بتفجير سيارة. وحمل حزب الله اسرائيل مسؤولية الاغتيال.
من جهته اعلن التلفزيون السوري الرسمي انه “في اطار دعم المجموعات الارهابية، قامت مروحية اسرائيلية ظهر اليوم باطلاق صاروخين من داخل الاراضي المحتلة باتجاه مزارع الامل في القنيطرة ما ادى الى ارتقاء ستة شهداء”.
واكد حزب الله في وقت سابق مقتل عدد من عناصره في هذه الغارة.
واوضح الحزب في بيان انه “اثناء قيام مجموعة من مجاهدي حزب الله في تفقد ميداني لبلدة مزرعة الامل في القنيطرة السورية تعرضت لقصف صاروخي من مروحيات العدو الصهيوني ما ادى الى استشهاد عدد من الاخوة المجاهدين”.
وكان مصدر امني اسرائيلي اعلن لفرانس برس ان اسرائيل شنت الاحد غارة جوية بواسطة مروحية على “عناصر ارهابية” اتهموا بانهم كانوا يعدون لشن هجمات على القسم الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان.
ونفذت الغارة بواسطة مروحية قرب مدينة القنيطرة على مقربة من خط الفصل بين القسم السوري من هضبة الجولان والقسم الذي تحتله اسرائيل، حسب ما اوضح المصدر نفسه.
ولم يوضح المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لا هوية الاشخاص الذين استهدفهم القصف ولا طبيعة الهجوم الذي كانوا يعدون للقيام به.
ولم يصدر بعد اي تعليق من الجيش الاسرائيلي على الحادث.
واضاف المصدر نفسه ان طائرات اسرائيلية من دون طيار كانت تحلق في المنطقة ايضا خلال الغارة.
وتدور اشتباكات منذ فترة طويلة بين الجيش السوري ومعارضين مسلحين على مقربة من خط الفصل في الجولان وتتساقط احيانا قذائف داخل القسم الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان.
ورد الجيش الاسرائيلي مرارا بقصف قواعد عسكرية سورية.
وتحتل اسرائيل 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية منذ العام 1967 واعلنت ضمها اليها، في حين لا يزال 510 كيلومترات مربعة من هضبة الجولان تحت سلطة الدولة السورية.
ويقاتل حزب الله في سوريا الى جانب النظام السوري.
وجاءت الغارة الجوية الاحد بعد تاكيد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في مقابلة تلفزيونية بثت مساء الخميس ان الغارات الاسرائيلية على اهداف عدة في سوريا خلال السنوات الاخيرة، هي “استهداف لمحور المقاومة” والرد عليها “امر مفتوح” و”قد يحصل في اي وقت”.
وخاض الجيش الاسرائيلي وحزب الله حربا مدمرة في صيف 2006 احدثت دمارا هائلا في لبنان واوقعت 1200 قتيل في الجانب اللبناني و160 في الجانب الاسرائيلي.
وقال نصرالله في المقابلة التلفزيونية “اذا كانت حسابات الاسرائيلي تقوم على ان المقاومة اصابها وهن او ضعف او انها مستنزفة او انه تم المس بقدراتها وجهوزيتها وامكاناتها وعزمها (نتيجة الحرب في سوريا)، فهو مشتبه تماما وسيكتشف انه لو بنى على هذه الحسابات، يرتكب حماقة وليس خطأ كبيرا”.
وتعليقا على الغارة، قالت قناة المنار التابعة للحزب في افتتاحية نشرتها الاخبارية الرئيسية مساء “هل هو تجاوز للخطوط الحمراء، ام لكل الخطوط؟”، مضيفة ان الغارة توحي “بان جنون العدو الاسرائيلي من تطور قدرات حزب الله العسكرية قد يدفعه الى مغامرة مكلفة تجعل امن الشرق الاوسط برمته على المحك”.
في موازاة ذلك، اعلنت الوكالة الوطنية للاعلام انه بعيد الغارة “كثف الطيران الحربي والاستطلاعي الاسرائيلي من طلعاته الاستكشافية فوق مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين”.
واضافن ان تكثيف الطيران “تزامن مع تحركات غير عادية لقوات الاحتلال الاسرائيلية في مواقعها الامامية، المتاخمة للمناطق المحررة، وعلى طول جبهة مزارع شبعا المحتلة”.
شرارة حرب جديدة؟: ٦ قتلى لحزب الله بالجولان بينهم جهاد مغنية ومحمد عيسى
فصل من فصول الحرب على الإرهاب.