قبل اقل من ثلاثة عقود انتشرت على جدران محلة الاشرفية في بيروت شعارات “السوري عدو”.
شعارات تلك الايام كان لها ما يبررها، في وجدان اهل “الأشرفية”! فهي جاءت في اعقاب ما يعرف بـ”حرب المئة يوم” حينما تعرضت الاشرفية لابشع واقسى انواع القصف بالمدفعية الثقيلة، والحصار، من قبل الجيش السوري. فسقط مئات الشهداء من اللبنانيين مدنيين ومسلحين، وتعرضت الأشرفية لخسائر مادية فادحة، ولكنها استطاعت ان تصمد في وجه بربرية جيش الاسد الاب.
يومها، اتصل رئيس جمهورية لبنان المرحوم الياس سركيس بالطاغية حافظ الأسد، وكان وقتها في زيارة لموسكو، لكي “يرجوه” وقف قصف العاصمة اللبنانية بالمدافع الثقيلة. فلم يقبل الطاغية “غير المغفور له” أن يأخذ سماعة الهاتف لكي يردّ على الرئيس اللبناني.. واستمر القصف شهراً كاملاً!
يومها، تصدت الميليشيات المسيحية بقيادة الرئيس الراحل بشير الجميل لهمجية الجيش السوري، وعبّرت عن موقفها من نظام الاسد ومن السوريين عامة، بشعارات العداوة الشاملة.
جيش الاسد الاب اورثه للاسد الابن، وهو يعيث اليوم دمارا وقتلا وتشريدا للشعب السوري، الذي لجأ آلآف المدنيين منه الى دول الجوار هربا من جحيم براميل الاسد الابن وسلاحه الكيميائي، ومن ضمنها لبنان.
وفي اعقاب خطف العسكريين في جرود عرسال، والعبء الذي تسبب به وجود اكثر من مليون وخمسمئة الف لاجيء سوري في لبنان، بدأت مشاعر العداء للسوريين تظهر من جديد. ولكن، من يؤجّجها هذه المرة هم الذين يقاتلون الشعب السوري الى جانب جيش الاسد الابن، ومن يتحالف معهم بـ”ورقة تفاهم” او بـ”سرايا المقاومة”، او بـ”تجمع لعلماء” من هنا او “تركيبة الهية” من هناك!
في الأشرفية: “السوري عدوّك” بنكهة “عونية”!سبعة واربعين سنه, يربِّي النظام المجرم, أجهزة وكوادر, كي يعيث الاجرام في مناطق, لا يقدر الوصول اليها بشكل طبيعي. سفير الارهاب لهذا النظام المجرم, يقوم بواجبه على أكمل وجه في لبنان. بمساعدة لبنانيين بالهوية فقط. عند ابتداء الثوره السوريه, التي تآكلتها غباء السياسيين وذئاب الارهاب. كانوا يدفعون السوريين في بيروت للتظاهر تأييداً لبشار, ويعتدون على اللبنانيين المارَّة بتشجيع من حزبالله والقومي وأمل والعونيِّه. في اعادة انتخابات المجرم لدورة ثالثة كي يجهز على ما تبقى من شعبه, ابتزُّوا كل سوري في لبنان للذهاب الى وكر الارهاب للانتخاب لصالح المجرم, وهم نفسهم , حزبالله, القومي السوري, وأمل… قراءة المزيد ..