قال قيادي مسيحي في قوى 14 آذار، إن تنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام” او ما بات يعرف بأ”داعش”، ينقسم، في نواته الصلبة الاساسية، الى مجموعتين : الاولى وهي تعرّف علميا وبالذين لديهم ميول فطرية نحو التدمير
).Tendence de destruction)
والثانية وهي تعرّف علميا بالذين ليهم ميل فطري للإنتحار.
)Tendance de suicide(.
وأضاف ان الدين الاسلامي براء من هذا المريض الذي أنتجه النظام العراقي بالتعاون مع النظام السوري، حين فتح رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي ابواب سجن ابو غريب فخرجت قوافل المساجين ونقلتهم حافلات الى الحدود السورية من دون ان يتعرض لهم احد، تزامنا مع إطلاق نظام الاسد لمجموعات من المساجين على دفعات.
وقال إن نظام الاسد لم يواجه هذا التنظيم منذ إندلاع الثورة السورية، في حين ان “داعش” خطط منذ البداية لاقتطاع مساحة جغرافية بعد استكمال تنظيم عديد عناصره مستفيدا من سياسية النظام السوري من جهة والثوار السوريين من جهة ثانية. حيث سعى كل من النظام والثوار السوريين على السيطرة على المدن الرئيسية، في حين كان “الدواعش” يحكمون سيطرتهم على محافظة الرقة السورية من دون ان تثير ممارساتهم في البداية ريبة الثوار.
ويشير القيادي في قوى 14 آذار، الى ان نواة تنظيم داعش” تتألف من قرابة 10 آلأف مقاتل في حين ان عدد الذين انضموا اليه بعد أن أحكم سيطرته على مدينة الموصل العراقية رفع عدد مسلحيه الى قرابة 30 الف.
وأضاف ان التنظيم الارهابي استفاد في بدايات الثورة السورية من الدعم المالي الذي كان يصل للثوار السوريين من الدول العربية. وبعد ان احكموا سيطرتهم على محافظة الرقة اتجهوا الى السيطرة على آبار النفط السورية تباعا، من اجل تأمين استقلالية مالية، ساهم نظام الاسد في تعزيزها من خلال شرائه النفط من تنظيم “داعش”، من جهة، وتركيز هجماته على “الجيش السوري الحر” من جهة ثانية، من دون تسجيل اي اشتباك بين جيش الاسد، وتنظيم “داعش”. فالمعارك الاولى بين جيش الاسد و”داعش” قبل ايام في مطار “الطبقه” العسكري! فقويت شوكة التنظيم وتعززت، وصولا الى إنتفاضة الموصل في العراق، التي بدأت إنتفاضة “سنية” في وجه عسف وجور ممارسات نوري المالكي، وانتهت بسيطرة تنظيم “داعش” على المدينة. فاصبح للتنظيم إضافة الى محافظة الرقة السورية الموصل العراقية وتعززت موارد التنظيم المالية بعد سرقة المصرف المركزي في الموصل بما يحويه من اموال وسبائك ذهبية وعملات صعبة فضلا عن ابار النفط العراقية، مقدرا ثروة التنظيم الارهابي اليوم باكثر من 3 مليارات دولار.
وأضاف القيادي الآذاري أن “داعش” وبعد ان احكم سيطرته، وأزال الحدود العراقية السورية، بدأ بممارسات عنفية لترهيب المواطنين، مشيرا الى ان هذه الممارسات لا تمت الى الدين الاسلامي بصلة، مضيفا انها ذات طبيعة مرضية وهي موجودة في كل انحاء العالم مستشهدا بأعمال الشغب التي حصلت في مدينة نيويورك الاميريكة عندما انقطعت الكهرباء لاكثر من عشر ساعات، حيث سادت اعمال الفوضى والاغتصاب وزادت نسبة الولادات قرابة عشرة أضعاف!
وأضاف ان فرنسا على سبيل المثال لا الحصر تسجل سنويا حوالى 60 الف محاولة إنتحار ينجح من بينها نسبة النصف تقريبا، مشيرا الى ان الذين يلتحقون بتنظيم “داعش” من الدول الغربية لا يفقهون شيئا من الدين الاسلامي، بل هم مرضى وجدوا في حال الفوضى في سوريا والعراق مجالا مفتوحا وأرضا سائبة للتنفيس عن مكامن الامراض النفسية التي تعصف بذواتهم، مشيرا الى انهم قتلوا 700 رجل من عشيرة الشعيطات السنية السورية لان العشيرة حاولت الانتفاض عليهم.
وقال القيادي في قوى 14 آذار، ان تنظيم “داعش” يشكل خطرا حقيقيا اليوم، إلا أنه ليس الخطر الوحيد الذي يتهدد منطقة الشرق الاوسط، مع ان التصدي له يشكل اولوية اليوم، دون ان يعني ذلك تعويما لنظام بشار الاسد، الذي حاول إستدراك التحالف الدولي-العربي الذي بدأ يتشكل للقضاء على داعش. فهاجم التنظيم في “الطبقة” للمرة الاولى، للإيحاء للمجتمع الدولي، ان الاسد يكافح الارهاب، وان بامكانه ان يكون شريكا في هذا التحالف للقضاء على التنظيم الارهابي الذي خلقه. ولاحظ ان المجتمع الدولي رفض حتى مجرد البحث في ضم الاسد الى التحالف الدولي-العربي، الذي تشكلت نواته غربيا من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على ان تنضم ايطاليا لاحقا وغيرها من الدول الغربية، وعربيا من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وإمارة قطر.