إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
قبل أيام ( في ١٢ أغسطس) كتب لنا الصديق العزيز “وليد” من وطنه الثاني النروج ما يلي:
”
بيار، العراق يغلي بالتناقضات، والتغييرات متسارعة، ورئيس جمهورية ورئيس وزراء جديد، ولا اشعر أنّ الشفاف تعلم بذلك، كنا نعايش الأحداث من خلال صفحات الشفاف. الأن تدهور الوضع؟ غريبة.. تقبل نقدي يا حبيبنا، واحذف هذا المقطع الشخصي.ودمت.” انتهت رسالة “وليد”، وليعذرنا إذا امتنعنا عن حذف “المقطع الشخصي” لأنه يهم قراء “الشفاف”.
وقبله بشهرين، في ١٢ يونيو، كتب لنا العزيز “ساب” (ولا نعرف إسمه أو بلده) ما يلي:
عزيزي الشفاف، تركيزكم في هذا الموقع اصبح فقط حول لبنان وايران، وكأن ما عداهما هي أمور ثانوية، الدنيا كلها من يومين للآن مستنفرة بسبب داعش والموصل، والشفاف لم يجد في الامر ما يستحق بعد يومين اكثر من مقال قصير نسبيا عاد بعدها لسيرة ايران.
فكروا بروية واعيدو ترتيب اولوياتكم إذا كنتم تريدون لموقعكم الانتشار، هل مشاحنات اللبنانيين الطفولية الأبدية واخبار ايران الداخلية التي لا تهم أحدا، تهم بقية العرب؟
ورد عليه “وليد”، في ١٨ يونيو قائلاً:
اخبار ايران ايها الاخ sab هي اخبار عالمنا العربي. ايران الان في العراق ولبنان وسوريا ولها مشروع هيمنة وتتعاون مع امريكا والغرب .. كيف تظن ان الامر لا يعنينا؟
لكن بنفس الوقت لو اهتمت الشفاف بموضوعات اخرى فهذا امر جيد ايضا بلا شك..
وقبل سنوات، كتبت لنا قارئة من البحرين: “تهتمون كثيراً بوجيهة الحويدر وتنسون شيعة البحرين”!
وبعدها، كتب قارئ يمني “يتهمنا” بأننا بتنا “نُهمل” أخبار اليمن لأننا ربما “قبضنا” من السلطة اليمنية، وكان رئيسها في حينه علي عبدالله صالح.
وقصة “رشوة الشفاف” بفلوس علي عبدالله صالح ذكّرتني بما كتبته لي قارئة “شيعية لبنانية” (حسب تعريفها هي!) رائعة الصراحة من جنوب إفريقيا بأنها تتابع “الشفاف” باستمرار وتعجبها مواضيعه ولكن “أصدقاءها” يقولون لها أن “الشفاف” مموّل من “الموساد”… فاقترحت عليها أن تستخدم عقلها وتقرّر إذا كان “الشفاف” تابعاً لـ”الموساد” أم لا!
ماذا نجيب العزيزين “وليد” و”ساب” وغيرهما من القراء الذين سجّلوا علينا ملاحظات في محلها؟
أولاً، الصديقان، والقراء المتذمرين الآخرين، على حق في نقص تغطية “الشفاف” للأزمة العراقية، ولأزمات ومواضيع أخرى كثيرة في مشرق بلاد العرب ومغربها. وقراء “الشفاف” على حق في أن هذا الموقع لم يشرك قرّاءه في الأسباب التي حالت دون التغطية الكافية. وربما كان جديراً بنا أن نخصّص زاوية دائمة لمخاطبة القراء باعتبارهم هم من صنعوا هذا الموقع، أي من جعلوه موقعاً مقروءاً جيّداً في بلاد العرب، وإيران، وتركيا، وأميركا وكندا، وأيضاً في أوروبا حيث يُعتبر “الشفاف”، حسب المواقع الفرنسية مثلا، “الموقع الليبرالي” العربي (مع التشديد على “أل”!). وهذا تقصير نعترف به.
ثانياً، سعى “الشفاف” منذ انطلاقته قبل ١١ سنة، في كانون الأول/ديسمبر ٢٠٠٣، لأن يكون موقعاً “مستقلاً” عن أي نظام عربي. وهذا طموح “غير مألوف” في الصحافة العربية عموماً، وحتى في مواقع الإنترنيت. والمشكلة في هذا الطموح هو أنه قد يستحق “الثناء”، ولكنه يطرح مشكلة التمويل، وخصوصاً تمويل العدد الكافي من المراسلين لتغطية الأحداث.
ولأن تمويل “الشفاف” يقتصر على أفراد متموّلين وعلى هيئات أوروبية داعمة لحرية التعبير، وعلى تبرّعات القراء التي ترد عبر إيقونة:
إدعم الشفاف
في أعلى عامود اليمين
فهذا يعني بالضرورة أن قدرات الموقع المالية تظلّ محدودة ومتقلبة وغير كافية. وحول تبرّعات القراء، فالمدهش، والمؤسف، أن معظمها كان من قراء الصفحتين الإنكليزية والفرنسية، من كندا وألمانيا مثلاً! لماذا لا يدعم القراء العرب الموقع إلا في ما ندر؟ الأرجح أن القارئ العربي لم يألف بعد فكرة أنه “قادر” على صنع التغيير. “الفرد” الغربي اعتاد الفكرة، وباتت جزءاً من عقليته.
وللمقارنة فقط (وليس للتشهير)، فإن موقعاً عربياً مشهوراً حصل على تمويل من رئيس دولة بقيمة ٨ مليون دولار دفعة واحدة (حسب معلومات رسمية وموثوقة)، في حين حصل موقع آخر على ما بين ١ و ٢ مليون دولار للإنطلاق! مبالغ مغرية، ولكننا كنا مضطرين (بكل أسف.. ولوعة!) لعدم قبول مثل هذه العروض (وقد وردت) لأنها تفقد الموقع ميّزة الإستقلالية. (كنا سنقبل لو وردت للموقع عروض استثمار من متموّلين يسعون للربح فقط).
ماذا عن الإعلانات؟ يبدو أن سوق الإعلان العربي ما يزال مرتبطاً بالسلطات العربية بشكل أو بآخر: من يعلن في موقع غالباً ما يتبع سياسة “تأبط شراً” تجاه أنظمة وحركات عديدة؟ وهذا عدا أن سوق الإعلان العربي، في ما يبدو لنا، ما زال سوقاً “ورقياً”، ولم يدخل بعد عالم الإنترنيت إلى درجة كافية.
رابعاً، لكن لماذا كانت تغطية “الشفاف” للثورة الليبية ممتازة، إذا؟ فنحن نزعم أن “الشفاف” كان أفضل موقع عربي في تغطية الإنتفاضة ضد القذافي، يوماً بيوم، وأحياناً ساعة بساعة؟ السبب هو أن قرّاء “الشفاف”، بما فيهم بعض من كانوا مقرّبين من سلطته وسلطة إبنه، لعبوا دوراً مهماً جداً (ونحن ممتنّون لهم) في تزويد “الشفاف” بما كان يحدث. وهذا.. مجاناً!
وقبل ذلك كله، وقبل سنوات من انطلاقة الثورة السورية، كان “الشفاف” موقع “المعارضة السورية” الأول، بشهادات أهل سوريا، وبشهادات “حكامها” و”أجهزة الأمن” فيها، وهي كثيرة. إلى درجة أن غير المغفور له آصف شوكت سأل السلطات الفرنسية مباشرةً إذا كانت هي من يموّل ”الشفّاف”! (للأسف، فرنسا لا تدعمنا).
خامساً، وينطبق ما سبق على الإسهامات الأساسية لكتّاب رائعين من مصر وسوريا والكويت والسعودية واليمن والبحرين ولبنان والمغرب وفلسطين و,,, “استولوا” على “الشفاف” منذ بداياته وأعطوه نكهته الخاصة بدون أن يتقاضوا فلساً واحداً عن كتاباتهم! لهؤلاء جميعاً إمتناننا الدائم، فهم يمتلكون “الشفاف” مثلما يمتلكه قراؤه. وهذه مناسبة للتذكير بأن “الشفاف” خسر خلال الأشهر القليلة ثلاثة من أفضل “المصلحين” العرب ومن دعاة الإصلاح الإٍسلامي، ونقصد طبعاً “العفيف الأخضر” والمستشار العزيز محمد سعيد العشماوي، وشيخ “الشفاف” جمال البنّا، شقيق مؤسس “الإخوان” الذي قال لشقيقه حينما دعاه للإنضمام لأن “شجرة الإخوان أينعت وبدأت تعطي ثماراً”: “أنا لا آكل من هذه الثمار”!
باب ”الشفّاف” مفتوح للمراسلات والإسهامات بدون شروط، سوى شروط النوعية! ولو توفّرت الإمكانات المالية فستنتقل إدارة “الشفاف” إلى هيئة إشراف مكوّنة من نخبة كتّابه، ليتحول الموقع عملياً إلى مشروع “جماعي”!
ولنعد إلى العزيزين “وليد” و”ساب”، والقراء الآخرين:
وهذه هي النقطة السادسة: لم يعمل “الشفاف” يوماً، بسبب قدراته المالية المحدودة، لأن يكون “جريدة إلكترونية”! ولكنه حرص، ضمن إمكاناته، على توفير تغطية خاصة للأحداث تميّزت دائماً، وهذه نقطة نفخر بها، بدقتها البالغة. فلا أذكر أن “الشفاف” نشر أخباراً، أو خلفية لأخبار، تبيّن لاحقاً عدم دقتها. وأعتقد أن قارئ “الشفاف” يدرك ذلك.
ومن جهتنا، فنحن لنا مطلب على القراء وهو أن تكون تعليقاتهم “فاتحة لنقاش مفيد”، وليس مجرّد تأييد أو رفض لمقال أو فكرة.
هل حقّق ”الشفّاف” هدفه الأساسي، وهو أن يكون موقعاً نقدياً، وتنويرياً، وعلمانياً، ليبرالياً، يأتي معظم كتّابه وكاتباته من المنطقة العربية وليس من المهاجر؟ جزئياً، على الأرجح، فالجوانب الثقافية والفنّية والجنسية واستطلاعات لا تحظى بما تستحق من تغطية..! وهذا موضوع طويل. ونترك التقييم للقراء.
أما عن العراق العزيز، والأهوال التي تحصل فيه كل يوم، وهي امتداد ”عضوي” للأهوال الحاصلة في سوريا، فهذا سيكون موضوع مقال قادم، بعد يومين.
pierreakel@gmail.com
لماذا قصّر “الشفاف” في تغطية أحداث العراق.. وغيره! (ردّ على “وليد” و”ساب”!)شكرا على التفصيل أستاذ بيار. أنا أشعر وهذا تقييمي من موقع عربي علماني ليبرالي أن الشفاف عادلة في ما تنشره وتطمح اليه. مشكلة التمويل من أصعب المشاكل. ولو ضعت اجورا او أشتراكاً على من يريد أن يدخل على الشفاف ويقرئها لطفش القراء العرب من الموقع. ولدي ملاحظة استاذ بيار، المتابعات اليومية للأحداث في عالمنا العربي و الأخبار، نستطيع ان نجدها في الصحف المحلية. ولكن تحليلات المفكرين العرب والكتاب ذوي الكفاءة والتي يطرحون فيها وجهات نظر عربية هي التي ابحث عنها في الشفاف. أي أبحث عن الرأي والأجتهاد والتحليل من… قراءة المزيد ..
لماذا قصّر “الشفاف” في تغطية أحداث العراق.. وغيره! (ردّ على “وليد” و”ساب”!عزيزي بيار “شفافيتك” في توضيح المصاعب التي تمرون بها موضع تقدير كبير، ولعل التذمر يتحول بذلك إلى تفهم ومساندة. أيضا لك وافر الشكر على توقفك عند ملاحظات القراء، في الحقيقة لم اتوقع الكثير من مشاركتي المذكورة، ولكني مسرور انني كنت مخطئا. انا لم ارجع مرة أخرى للمشاركة المذكورة تلك لأر رد الاخ وليد، لكني استطيع ان ارد الآن بأنني كنت منفعلا للغاية، ولو كان لردي صوت وقتها لكان صراخا، لذلك جاءت الملاحظة مخطئة في مبالغتها ولكن ليست في مضمونها، فما اثار اعصابي هو عدم التوازن الشديد، من ناحية هناك… قراءة المزيد ..