تعددت الروايات بشأن إصابة النائب السابق عن طائفة العلويين أحمد حبوس بطلق ناري في رأسه. وهو، حالياً، يرقد في غرفة العناية المركزة في مستشفى هيدل في الكورة جنوب مدينة طرابلس شمال لبنان. إلا أن معظم الروايات أجمعت على ان حبوس حاول الانتحار بإطلاق النار على نفسه من مسدسه الحربي نتيجة إصابته بمرض “الاكتئاب” النفسي الناجم عن تعرضه للإفلاس المالي، بعد ان كان مصنفا في خانة ميلياردير.
إفلاس النائب السابق حبوس عزته مصادر مطلعة في جبل محسن الى مرحلة إرغامه على الترشح للانتخابات النيابية في دورة عام 1996، من قبل سلطات الوصاية السورية حينها على لبنان، والمتمثلة بحاكم لبنان”غازي كنعان” رئيس جهاز الامن والاستطلاع السوري، في لبنان.
حبوس كان مستثمرا خارج لبنان، وغير عابيء لا بالانتخابات النيابية ولا بالسياسة اللبنانية، إلا أن حظه العاثر وضعه على سكة النيابة في لبنان بضغوط مارسها عليه كنعان وجهازه الامني، حيث ان زعامة الطائفة العلوية في لبنان كانت معقودة لآل عيد (النائب السابق المطلوب للعدالة اليوم علي عيد،ونجله رفعت، وشقيقه الملقب بالسنيور)، وهؤلاء كانوا من المحسوبين على جناح رفعت الاسد داخل النظام السوري، الامر الذي أثار حفيظة شقيقه الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد فقرر ابعاد آل عيد عن المسرح السياسي اللبناني واوكل الى عامله في لبنان غازي كنعان الاهتمام بهذا الامر. فكان من كنعان ان استنبط النائب السابق احمد حبوس الذي تم استدعاؤه على عجل من كندا ليتقدم بترشحه للانتخابات في اليوم الاخير لمهلة الترشح، وفاز حبوس الذي كان مغمورا سياسيا بالانتخابات حاصدا اعلى نسبة اصوات في دائرة كانت حدودها محافظة الشمال كاملة بمسيحييها ومسلميها!!
فوز حبوس بالمنصب النيابي في دورة 1996 – 2000 كلفه الكثير من ثروته لوكيل الاسد في لبنان غازي كنعان فكانت بداية الانهيار المالي. وفي دورة الانتخابات لعام 2000 لم يترشح حبوس للانتخابات لان الوكيل السوري لم يعد له مصلحة معه وتمت ترتيب مصالحة بين آل عيد ونظام الاسد، فاستبعد حبوس الذي لم يهتم اصلا بنيابته معتبرا انها لم تضف اليه شيئا، حتى انه لم يشارك في جلسات المجلس النيابي ولم يكن فعالا في ساحة النجمة.
إلا أن النائب السابق حافظ على علاقات وثيقة مع مدينة طرابلس وكان على صلة بجميع الفعاليات العلوية ممارسا نهج الاعتدال، حتى انه لم يخاصم آل عيد مع انه ترشح ضدهم.
المعلومات تشير الى ان امبراطورية حبوس المالية تراجعت الى حدود الافلاس مؤخرا فاصيب بحال اكتئاب وبدأ يتناول العقاقير المهدئة وصولا الى اليوم الذي اطلق فيه النار على نفسه محاولا انهاء حياته، وتشير المعلومات الى ان رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي كان تعهد مساعدة النائب حبوس على القيام بأود تكاليف معاشه.