إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
الصورة أعلاه تُجسّم الهيئةُ الحقيقية لتلسكوب (مِقراب) جيمس ويب الفضائي James Webb Space Telescope JWST وهو مرصد فضائي مشترك بين وكالة “ناسا”، و”وكالة الفضاء الأوروبية” و”وكالة الفضاء الكندية”، أنشئ بتكلفة ١٠ مليار دولار امريكي تم اطلاقه في ٢٥ ديسمبر ٢٠٢١. المِقراب سيعمل على ارتفاع مليون ونصف المليون كيلومتراً عن الأرض ما يعني اربعة اضعاف مسافة الارض عن القمر، ولاول مرة سنتمكّن من رصد الأشعة الحمراء المنبعثة من المجرّات القديمة البعيدة التي تكونت قبل 13 مليار سنة في بدايات نشوء الكون.
يدعَّي المؤمنون بالمسيحية ان السيد المسيح هو “سيد الأكوان”! وهناك ترنيمة تقول (سيد الأكوان، نجثو وننحني عند الصليب…). ويقول المؤمنون بالإسلام ان محمداً هو “سيد الأكوان” او “سيد الكونين”! بل ذهب المسلمون الى أبعد من ذلك واطلقوا على محمد إسم “سيد البشر وأفضل الخلق”، بالرغم من إصرار القرآن بأنه بشر كبقية البشر (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ) سورة الكهف 110.”
لا أدري ما هي المَعَايِيرُالمستخدمة لتتويج الرسول والمسيح سادة الأكوان والبشر! بالتأكيد ليست مَعَاييرَ علمية او انسانية او أخلاقية. ولم يتم اجراء استفتاء او تصويتٍ عالمي على هذا التتويج. كيف يتم ذلك واكثر من 80% من سكان العالم، ومنهم جزء كبير من المسلمين، لا تتوفر لديهم ايُ معلومة عن محمد او المسيح! وهل يجوزفرضُ محمدأً سيداً على اناس لا يعرفونه، رغما عن انوفهم..؟!
أنها طبيعة المجتمعات الإسلامية. مجتمعات تجد الإنسان فيها ليس فقط يقدس الله والقرآن ومحمد.. لا بل يريد ان يفرض هذا الحب والتقديس عنوةً على سكان الكرة الأرضية، ويشتطُ غضباً ويقتل ويدمر اذا تعرض احد (الأقانيم) او العناصر الثلاثة (الله، القرآن، محمد) الى انتقاد سطحي!!.. لأنها مجتمعات جماعية، والإنسان فيها، المتعلم والجاهل، عندما يتخذ قراراً يجب أن يراعي فيه مصلحة المجموعة المحيطة به قبل مصلحته أو قناعته الشخصية، وإِن كانت مجموعة متخلفة وأميّة! واذا إنفرد برأيٌ مُغاير واستثنائي يصبح منبوذاً مذموماً يتجنبهُ الناس. في حين ان المجتمع الأوروبي تتغلب عليه صفة الإنفرادية. فالأنسان الغربي لديه القدرة على إعلان امتعاضه من الغلوّ الديني وعلى انتقاد الأساطيروالخرافات اللاهوتية، ولدية الشجاعة ان ينفرد بفكرةٌ أستثنائية. والافكار الإستثنائية هي التي جعلت الأنسان في اوروبا يُبدع ويخترع: كوبرنيكس وغاليليو ونيوتن وأينشتاين تحّدوا رأيُ الجماعة والمتفق عليه فصَنعوا وابتكروا واكتشفوا.
في المجتمعات الغربية يتم تقييم وتمجيد الإنسان حسب إنجازاته وعطائه للبشرية. جامعات ومعاهد ومراكز أبحاث وشوارع في اوروبا وامريكا تحمل إسم “باستور” (Louis Pasteur) الذي توفي في 1895. وهو عالم كيميائي فرنسي وأحد أهم مؤسسي علم الأحياء الدقيقة والمجهرية في الطب، يُعرف لدى عامة الناس بسبب اختراعه طريقة “البَسترة” لمعالجة الحليب والنبيذ لمنعها من التسبب في المرض. وكان له دور مميز في بحث أسباب الأمراض الجرثومية وسبل الوقاية منها. ساهمت اكتشافاته الطبية بتخفيض معدل وفيات « حمى النفاس » وإعداد لقاحات مضادة لداء الكلَب والجمرة الخبيثة.
“لوي باستور” مخترع عملية « البَسترة » وأحد أهم مؤسسي علم الأحياء الدقيقة في الطب
كيف اصبح الأنسان سيداً لهذا الكون الشاسع..؟
منذ فجر البشرية يحاول الإنسان فهم السماء والنجوم…
الملاحة، التقويم، قياس الوقت في 24 ساعة هي نتاج خوض الانسان قديماً غمار علم الفلك. في البداية، تطلّع القدماء نحو الفضاء، وكان واضحاً ان كل شيء كان يدور حولنا. يرى الشمس تشرق من الشرق وتغيب في الغرب، يرى القمر والنجوم تتحرك في السماء، فاعتقد أنه في مركز الكون! ثم جاء كوبرنيكس في 1500ميلادية وقال: حسب قوانين الفيزياء في حركة الاجسام من الأسهل ان نضع الشمس في الوسط ونجعل الارض وبقية الكواكب تدور حولها، ولكن لم يكن لديه طريقه لإثبات نظريته. وخوفاً من ان يتضارب مع الكنيسة وفلكيين آخرين، نشرَ أفكاره وهو على فراش الموت. بعد خمسين عاماً، في 1609م، سمع عالم ايطالي يُدعى غاليليو عن اختراعٍٍ هولندي يجعل من الأشياء البعيده تبدو أقرب. وخلال أيام يبني “غاليليو” التلسكوب الخاص به وينظر الى القمر، فيراه غير منتظم في الشكل وفيه جبال وحُفر على شكل فوهات. أهم ملاحظة دوّنها، وكانت بحق ثورية، انه نظر الى كوكب “المشتري”، رأى 4 نقاط مضيئة تتحرك وتُغير مكانها كل ليلة وأحياناً تختفي نقطة مضيئة لتصبح 3 فقط، فاستنتج انها ليست نجوماً بل أقماراً تدور حول “المشتري”. وكان هذا إثباتاً يناقض الإعتقاد السائد انذاك بأن كل شيء مفترض ان يدور حول الأرض. وخلص أن القدماء والكنيسة على خطأ وان “كوبرنيكُس” على حق، ونحن من يدور حول الشمس بكل بساطة!
على مدى الآف السنين بقيت العين المجردة الأداة الرئيسية لمعرفة ما يراه لا متناهياً او صعب البلوغ في السماء. شكّل اختراع “التلسكوب” (المنظار او المقراب) قبل 400 سنة ولادةَ علم الفلك الحديث حيثُ غَيّر نظرتنا الى هذا الكون بصورة متكررة، وبتطورها أصبحنا في كل مرحلة زمنية نرى ابعد وأعمق. فالتلسكوب ينقلنا من موقعنا على سطح الأرض الى كواكب ونجوم ومجرّات لم نكن نصلها الا في الخيال.
ما هو التلسكوب (المنظار المقرب)؟
التلسكوب هو مستوعب للضوء يتكون من انبوب اسطواني رفيع وطويل مزود في طرفيه بعدستين زجاجيتين مصقولتين تضخم الاجسام حين تنظر من خلالها, هذا الجهاز البسيط غَيّرفكرناعن الكون, وجعل علم الفلك أهم المجالات العلمية وأكثرها تشويقاً.
وهكذا, حين نقوم بدراسة النجوم, نقوم بتوجيه التلسكوب الى السماء لتجميع الضوء الخافت, وكلما جمعنا ضوءً اكثر كلما ازداد درجة الوضوح, ولجمع ضوء اكثر, لا نستخدم عدسات غاليليو, بل تقنية عبقري آخر, نيوتن… عندما بلغ سن 26 في 1668م كان قد اخترع حساب التفاضل والتكامل وقانون الجاذبية, كما طور نوعا جديداً من المنظار سمى بالتلسكوب العاكس, استخدم مرآة وليس عدسة لجمع اكثر كمية من الحزمات الضوئية مما يسمح لنا في النهاية من صناعة تلسكوبات اكبر واكبر والتي ستأخذ كميه اكثر فأكثر من الاشعة الضوئية لنتمكن من الرؤيه ابعد وابعد في الفضاء, ومن ذلك الحين, اقوى انواع التلسكوبات العاكسة قد صُنعت وأُستخدمت.
(في اللوحة للفنان برتيني) يعرض غاليليو على دوق (حاكم) البندقية كيفية استخدام التلسكوب في 1609م. اختراعه شكّل ولادة علم الفلك الحديث. لقد استخدم غاليليو تلسكوبه للقيام برصد الأفلاك فأكتشف أقمار كوكب المشتري وشاهد التلال والوديان على سطح القمر. صنع غاليليو تلسكوبه من عدسة محدّبة في المقدمة هي (الشيئية) ومن عدسة أخرى مقعّرة هي (العينية).
كان تلسكوب غاليليو (كاسراً للضوء) يُعاني من تلون حواف الصور فيه نتيجة لتفاوت نسبة انكسار مكوّنات الضوء اللونية في عدستها وهو ما يعرف بـ(الزيغ اللوني) ويُعالَج هذا الزيغ في التلسكوبات الكاسرة الحديثة باستخدام عدسات لا لونية (أكروماتك)
مِقراب (تلسكوب) نيوتن، الذي قدمه للجمعية الملكية. نوع من التلسكوب اخترعه العالم البريطاني إسحاق نيوتن في 1668م مستخدمًا مرآة مقعرة بَدّلَ العدسة الشيئية المحدبة للتلسكوب الفلكي، فاستحدث بذلك نمطا اخر من التلسكوبات وهو نمط “التلسكوبات العاكسة”. ويتميز التلسكوب العاكس بسهولة امكانية صنع مرآة كبيرة مقعرة لتستقبل كمّا هائلا من الاشعة الضوئية وبذلك تتضاعف درجة وضوح الصورة وقوة التكبير ايضا. ويوصف التلسكوب بقطر مرآته المقعّرة، فيقال “التلسكوب 100 بوصة” مثلاً (2,5متر).
(في الصورة) هابل Edwin Hubble في 1923م في مرصد مونت ولسن قرب لوس انجلوس، يستخدم تلسكوب (هوكر) 100 بوصه (2,5متر)، أقوى تلسكوب في وقته، اتبت حقيقتان كانت بمثابة ثورة علمية في الفلك هما:
- ان الفضاء يمتلئ بمجرّات أُخرى كثيره جداً. لم نكن نعلم ان هناك مجرّات أُخرى غير مجرّتنا (“درب التبانة”). فخلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ظنّ معظم علماء الفضاء ان (“درب التبانة”) هي الكون بحاله. لكن (“إدون هابل”) وعلى مدى أربعة سنوات من استخدامه تلسكوب (هوكر) ليلتقط الشرائح الصورية ليلة بعد ليلة ويُقارنها، لاحظ ان هناك مجموعة نجمية تُغّيرُ وهَجُها كل شهر فيما بقيت النجوم الأُخرى على حالها، فاستنتج أن هذه المجموعة النجمية المتوهجة المسمى (“أندروميدا”) لا يمكن ان تكون جزءأً من (“درب التبانة”) وانها بعيدة مليوناً ونصف المليون سنة ضوئية، فاقتنع أن هناك مجرّات كثيرة جداً غير مجرّتنا، وان الكون اكبر بكثير مما كنا نظن.
- جعلنا ندرك ان الكون يتمدد، وان المجرات تطير مُبتَعدة. كانت تلك فكرةٌ عبقرية لأن أينشتاين قال في البدايات عكسَ ذلك وانه كون ثابت مستقر، ثم اعترف فيما بعد بأنه كان اكبر اخفاق له.
الكون المتوسع كان اكتشافاً هاماً، لأنه يعني أن المجرات قبل بلايين السنين كانت متقاربة، ما يعني ان “الإنفجار العظيم” كان السبب.
مُشكلة التلسكوبات البصرية في المراصد بقاؤها على الأرض، والغلاف الجوي المُحَمّل بالهواء والغبار والغيوم يجعل من الصور التي نتلقاها من الفضاء ضبابية. لذا اقترح (ليمان سبتزر) Lyman Spitzer في 1948م أخذ تلسكوب ضخم ووضعه في الفضاء الصافي خارج الغلاف الجوي، فكرةٌ كانت آنذاك ضرباً من الخيال، حيث اطلاق الصواريخ كان في بداياته ولم ينجح بالكامل.
واستغرق الأمر 40 سنة لتحقيق حلم (سبتزر) فأصبح حقيقه في24 ابريل 1990م، عندما أُرسِلَ تلسكوب هابل بواسطة « مكّوك ديسكفري الفضائي »، ولا يَزَالُ قَيدَ التَّشغيل حتَّى الآن، هذا المَرصَدُ مزود بعدسة قَطرها 100 بوصه (2.4 متر). سُمِّي التلسكوب على اسم الفَلَكي (إدوين هابل) تقديراً لاكتشافاته في علم الفلك.
تلسكوب أو مرصد هابل الفضائي Hubble Space Telescope صنعته وكالة الفضاء الامريكية (ناسا) بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية، بتكلفة تراكمية بلغت 10 مليار دولار امريكي حتى عام 2010م. وهو المرصد الوحيد الذي تتم صيانته في الفضاء من قبل رواد الفضاء. مرصد فضائي يدور حول الأرض منذ عام 1990 (31 سنة)، على ارتفاع 600 كم دورة كاملة كل 97 دقيقة. هنا بدأت رحلة تلسكوب (هابل) في تغيير نظرتنا لهذا الكون الشاسع: أمدَّنا بأوضح وأفضل رؤية على الإطلاق للأرض وتفاصيل القمر وعمق النجوم والمجرات. اكتشفنا « الثقوب السوداء » في مركز المجرات، قياس عمر الكون، إثبات وجود المادة المظلمة والطاقة المظلمة، تحديد بُعد وعمق الأشياء والذي كان يُعتَبر اكبر تحدٍ في علم الفضاء. يُعد تلسكوب (هابل) الفضائي أحد أعظم الأدوات العلمية في التاريخ، والمرجع الأساسي لرواد الفضاء وعلماء الفلك.
علماء وفلاسفة ومكتشفون على سطح القمر!!
بفضلِ تلسكوب (هابل) وجدنا ان سطح القمر يمتلئ بالحفر او الفوهات الصدمية، التي تشكلت عن طريق تصادم الكويكبات والمذنّبات بسطح القمر قبل أربعة مليارات عام. يُقدر أن هناك 300,000 فوهة تقريباً قطرها يتراوح ما بين 10 كيلومتر الى 200 كيلومتر، وقد يصل عمقها الى 4 كيلومتر. إن افتقار القمر إلى غلاف جوي وطقس ونشاط جيولوجي وعوامل تعرية كالهواء والرياح والأمطار وتقلب الحرارة يجعل جميع هذه الفوهات محفوظة جيداً منذ نشأتها، تُستخذم كمعالم جغرافية لتحديد المواقع على القمر، معظمها مسمّاة نسبة إلى أكاديميين وعلماء وفنانين ومستكشفين. ويُعتَبر الاتحاد الفلكي الدولي International Astronomical Union) IAU) ومقره باريس (فرنسا) الجهة المسؤولة عن تسمية هذه الفوهات. واكبر حفرة على سطح القمر تحمل اسم العالم كوبرنيكس قطرها 107 كيلومتر وعمقها 4 كيلومتر، يمكن رؤيتها من الأرض بالمنظار البصري. وهناك حُفر قمرية تحمل اسماء عربية، كحفرة الخليفة العباسي (المأمون) مُؤسس جامعة بيت الحكمة في بغداد، وحفرة ثابت بن قُرة الصابئي (توفي 288 هجرية) وهو عالم اشتهر بعمله في الفلك والرياضيات والهندسة والموسيقى وعيّنه المأمون مترجماً في بيت الحكمة، وحفرة ابن رشد وابن سينا وعمر الخيام عالم الفلك والرياضيات والشاعر.
حفرة كوبرنيكس فوق سطح القمر في الجانب الجنوبي حجمها (107x 4 كم) وبجانبها حفرة الفيلسوف اليوناني بيثياس (Pytheas): صورة التقطها رحلة ابولو 17، وهي آخر رحلة ناجحة في سلسلة رحلات ابولو، قام بها ثلاثة رواد امريكان في 1972 بقي احدهم على سطح القمر 22 ساعة. تم جمع كميات كبيرة من الأدلة والعينات والشواهد.
فوهة (نيوتن) في القطب الجنوبي للقمر ومجموعة فوهات للعالم الألماني (كلافيوس) وفوهة الفلكي الدنماركي (تيكو). هذا، وللعالم البريطاني نيوتن حفرة أُخرى ضخمة (79ْΧ 6كم) على سطح كوكب المريخ
فوهات اصطدامية على سطح القمر تحمل اسماء علماء عرب: (من اليسار الى اليمين) حُفرة ثابت بن قرة الصابئي (توفي 288 هـ) عالم عربي اشتهر بعمله في الفلك والرياضيات والهندسة والموسيقى والترجمة. وحفرة الخليفة العباسي المأمون مُؤسس جامعة بيت الحكمة في بغداد، واول من قام بترجمة التراث العلمي والفلسفى اليوناني والروماني والفارسي والهندي، وإلى اليمين حُفرة عُمَر الخيام، عالم الفلك والرياضيات والشاعر ومؤسس التقويم الجلالي (راجع بحث اشكاليات التقويم الهجري)
حُفرة جابر بن حيان المعروف عند الغرب بـ (Geber) أول من استخدم الكيمياء عمليًا في التاريخ، وحُفرة ابن عزرا وهو واحد من أكثر علماء وأدباء اليهود شهرةً خلال فترة الدولة الأموية في الأندلس
مجال (هابل) العميق The Hubble Deep Field
تُوجَّه عدسة تلسكوب (هابل) لفترة طويلة نحو منطقة صغيرة سوداء خالية في الفضاء بحجم كُرة المضرب (التنس) للحصول على أضواء المجرات البعيدة في الماضي عند بداية تكوين الكون قبل 13 مليار سنة، وتصويرها بكاميرا فائقة التقنية، واليكم النتائج المذهلة: في الصورة الأولى، إلى اليسار، البقعة الصغيرة بحجم كرة المضرب(التنس) في السماء حدقت فيها عدسة (هابل) الفضائي. في الصورة الثانية، الأضواء التي التقطها العدسة بعد مرور عشرة أيام من مراقبة البقعة الصغيرة الخالية، وظهور عشرة آلاف مجرة من الماضي السحيق في تلك النقطة من السماء.
تلسكوب المستقبل(جيمس ويب) James Webb Space Telescope
تصميم يجسّم الحجمَ الحقيقي للتلسكوب الفضائي (جيمس ويب) الذي تم أطلاقه في 25 ديسمبر 2021، في مركز (ناسا غودارد) بالقرب من واشنطن العاصمة، بمرآة مجزأة ذات قطر 6.5 متر،(قُطر مرآة تلسكوب هابل الفضائي 2,4 متر) وفي الصورة تحت العدسة خمس الواح تعمل كدرع تحجب ضوء وحرارة الشمس، لإبقاء المرآة ومعداتها العلمية في درجة الحرارة المطلوبة لعملها وهي 220 درجة مئوية تحت الصفر.
مقارنة بين مرآة جيمس ويب ومرآة هابل
مهمة تلسكوب جيمس ويب
-
تلسكوب (هابل) غيّر معلومتنا عن الكون، ولكن لم نتمكن من دراسة أوائل النجوم والمجرّات التي شكلت الكون قبل 13 مليار سنة لأننا بكل بساطة لم نستطع إيجاد ضوئها. ففي هذا الكون، الذي يتمدد ويكبر في تسارع وتزايد، ضوءُ المجرات الأولى في الجزء القديم من الكون يخفتُ، وهي بعيدة جداً جداً لدرجة ان ضوءها يصلنا فقط بموجات الأشعة تحت الحمراء، لا يستطيع تلسكوب هابل ان يلتقطها. سيمكّننا “تلسكوب جيمس ويب” من رؤيتها، وسنرى وندرس ونُحَلِل قسماً من الكون لم نكن نراه من قبل.
-
تلسكوب (غاليليو) جمع كمية من الضوء اكثر من العين المجردة بمئة مرة، تلسكوب (جيمس ويب) اقوى من (هابل) بمئة مرة، وسيجمع كمية من الضوء بمليون مرة اكثر من العين المجردة.
يمكننا القول بأن التلسكوب هو جهاز سفر عبر الزمن، لأن عينيك هما آلة سفر عبر الزمن، لأنه عبر التلسكوب يمكنك رؤية النجوم والمجرات كما كانت في الماضي. ترى الشمس كما كانت قبل 8 دقائق، لان ضوءها يستغرق 8 دقائق ليصل اليك، نجوم نراها بالتلسكوب كما كانت قبل ملايين السنين، لم تعد موجودة الان وانما تحولت الى أشياء أُخرى! مع منظار جيمس ويب الفضائي يمكننا الرجوع عبر الزمن مليارات السنوات الضوئية في الفضاء.
خاتمــــــــــــــة
- كشف لنا تلسكوب هابل الفضائي وجود اكثر من 100 مليار مجرة في الكون، وأعطانا فكرة عن نشأتنا وعن مستقبلنا. سنرى بتلسكوب جيمس ويب أبعد عمق في الفضاء اكثر من أى تلسكوب آخر في التاريخ.
- ذُهل الجميع حقاَ عندما أصبحت لدينا معدات لحساب المسافات الكونية.
- نحن على وشك الاجابة عن أسئلة تشكل هاجساً لنا منذ ايام الإغريق القدامى..! هل نحن وحدنا في هذا الكون..؟ وهل هناك كوكب آخر شبيه بالأرض..؟ نستطيع بتلسكوب جيمس ويب معرفة مؤشرات وجود الحياة على كواكب اخرى من مياه ومحيطات.
- حقق (الذين كفروا) في وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية باختراعهم التلسكوب مرحلة مميزة في تاريخ البشرية، وجعلها تعيش العصر الذهبي لاكتشاف الكون وبالأخص العشر سنوات الماضية، بوسع الأنسان الأن ان يرى الجو الكوني كله.
- مسبار(كِبلر) Kepler mission يسبح خارج مجموعتنا الشمسية منذ 2009م من أجل استكشاف إذا ما كانت هناك حياة في مجرة درب التبانة. منظارسبيتزر الفضائي هو مرصد فضائي يلتقط الأشعة تحت الحمراء، والرابع من بين المراصد العظمى التي اطلقتها ناسا في 2003م, صَوّرَ لنا الإندماج النووي في مركز الشمس حيث درجة الحرارة 15 مليون درجة مئوية.
-
بهذه الإنجازات المذهلة يستحق الأنسان الغربي وبجدارة ان يكون سيد هذا الكون.
- بفضل التلسكوبات التى بناها والتي سيبنيها الغرب الكافر استطاع الانسانُ ان يهبط على سطح القمر ويتجول فيه أكثر من مرة، و سيبدأ اولادهم اولاً، ثم اولادنا، بالرحلة العظيمة بين النجوم.
-
اما نحن، فهناك جسم عملاق من الدين وأصول الفقه والشريعة يحجب عنا رؤية المستقبل ويجعلنا مهمومين في حياة الآخرة، حائرين في المتفق عليه والحلال والحرام، مشغولين في التذكير قياماً وقعودا وأحكام الطهارة وفوائدالصلاة الوسطى وزيارة المعصومين وكيفية رمي الجمرات واهوال عذاب القبر والجن والحسد والدعاء ثم الدعاء ثم البكاء لكشف الغُمة عن هذه الأُمة المتخلفة.
-
نعيش في خوف وهلع لأن العالم من حولنا يتآمر علينا ولأننا مستهدفون في وطننا وعقيدتنا بالرغم من افلاسنا. لذا يجب الدعوة بالهلاك على الغرب الكافر الذي يُثرينا يومياً بإنجازاته وأختراعاته وابداعاته العظيمة.
*نشر الشفاف هذا المقال قبل ٥ سنوات، في ٤ آب/أغسطس ٢٠١٦ ونعيد نشره اليوم مع تعديل المقطع الأول فقط، حيث أنه تم إطلاق مقراب جيمس ويب الفضائي في ٢٥ ديسمبر ٢٠٢١!
بحث جميل ومفهوم
انت سيد
سلام عليكم
ياللي تتكلم عن رسولنا محمد الحبيب الكريم صل الله عليه وسلم انت شنو دينك لابد أن لك دين تعتنقه يهودي أو نصراني اليهوديه لهم رسول و النصرانيه لهم رسول كما أن المسلمين لهم رسول و كلهم رسل و أنبياء أرسلهم الله للناس و كلنا من ابونا آدم هل تنكر هذا لا تستطيع إنكاره الا إذا أنت بلا دين و هذا مستحيل كل إنسان على وجه الأرض له دين منهم من يعبد البقر اذا انت منهم دعها تبول و تبرز على رأسك و منهم من يعبد النار اذا انت منهم هي من سيحرقك و اذا كنت تعبد الاصنام و التماثيل فلتدافع… قراءة المزيد ..
ربما يجدر بالقارئ “الصافي” أن يقرأ مقالاً آخر لمحمد الهاشمي بعنوان “أنا.. مسلم شـيعي إثني عشـري”
http://wp.me/p6sGh8-2nv
يلعمى! لهون وصلت الحيونه والغباء، لك يا غبي شو الضامن انو في جنه ونار وآخره . كل هالتقدم العلمي ولسا بتتبع إنسان عاش من الف وأربعمئة سنه وسخر اغلب وقتو للنكاح، وبتعتبرو افهم منك. ولك اديش انتو اغبياء. يخرب بيوتكن اكتر ماهي مخروبه، نجستو ثوره الحريه السوريه بنجاسه دين متخلف دموي وخليتو مجرم سفاح يستقطب كل كلب حقير ليحارب ضدكن، ليش؟ لانكن مافيكن مخ… تضرب انت وهالدين المنحط اللي بتعتنقو…
08ز08ز2016 السيد محمد الهاشمي ~ [ المفروض تستبدل اسمك وإختار انت ماتشاء ] وما فائدة هذه المخترعات والتطور العلمي إلا انها زادت من تعاسة الانسان وحولته من إنسان أراده الاسلام ونبينا محمد سيد الكون بإعتراف الغرب الفاسق بأنه أفضل خلق الله , وما هذا التطر التكنولوجي إلا ان زاد البشر جشعا وإجراما كما ان الكاتب لم يتطرق الى الخترعين للاسلحة والقنابل الذرية , الهدروجينيه ’ الجرثوميه الخ هل كان هدفهم إسعاد البشريه كلا جميعهم بضمنهم الذي ذكرهم المقال كان هدفهم مايلي : الجشع , التسلط على الاقوام الاخرى , القتل , الاحتكار , الحقد ’ نهب ثروات الاخرين , إستعباد… قراءة المزيد ..
ان الذين يلحدون فيءاياتنا لا يخفون علينا ….
الكواكب والنجوم ماهي الا زينة للسماء وحفظ من كل شيطان مريد والحمد لله على نعمة الاسلام وباذن الله لن نندم على ذلك فالحياة الدنيا جنة الكاافر وماله في الاخرة من خلاق وانت اسأل الله ان يحشرك معهم في عذااب جهنم مخلد في النار يا الله يا خالق السماوات والارض والله ما خلقت هذا عبثا سبحانك والحمد لله ربي العالمين