بين الحكومة واللاحكومة حملت الذكرى التاسعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، اكثر من رسالة في غير اتجاه.
المعلومات أشارت الى ان ابرز الرسائل كانت التأكيد غير المباشر ان التيار العوني، وبعد ان قطع “مون جنرال ” بطاقة سفر في اتجاه واحد من دون رجعة للرئيس الحريري، قرر فتح صفحة جديدة مع تيار المستقبل. ويُقال أنه حصلت ٨ لقاءات غير معلنة بين قادة من “التيار”، من بينهم الوزير جبران باسيل، وقادة من “المستقبل”، من بينهم الرئيس الحريري، في باريس وروما والمملكة العربية السعودية.
وتضيف ان اللقاءات العونية مع المستقبل، جاءت تلبية لحاجة عونية في الاصل، كانت ملامحها بدأت تتظهر في اعقاب رفض حزب الله تعيين الجنرال شامل روكز، الصهر الثاني للعماد عون، قائدا للجيش، والسير في التمديد للعماد جان قهوجي. فقد أدرك “مون جنرال”، ان مسألة تبني حزب الله ترشيحه للرئاسة امرا ليس محسوما. فإذا كان الرفض طال صهر الجنرال قائدا للجيش، فكيف بالجنرال رئيسا للجمهورية؟
وتشير المعلومات الى ان عون المكبل بـ”ورقة التفاهم” مع الحزب الالهي لن يستطيع إعلان خروجه على الـ”ورقة”، بل إن تعاطيه مع حليفه “حزب الله” سيكون “على القطعة”، من الآن. فالموقف الذي يلبي مصالح عون، يؤيده، والموقف الذي يتعارض مع مصالحه، يرفضه، مع إبداء الاستعداد للمساومة، حتى مع من كان يتهمهم عون بالفساد وبأنهم “بيئة حاضنة” للارهاب التكفيري.
وتشير المعلومات الى انه في سياق عدم حصول فراغ رئاسي، يريده عون على قياسه، ويريده المستقبل كما حدده رئيسه امس، حصل تقاطع مصالح بين التيار العوني والمستقبل، من دون ان يعني ذلك نشوء تحالفات جديدة.
وتضيف المعلومات الى ان عون يسعى لتسويق نفسه مرشحا رئاسيا مسيحيا قويا، لدى جميع الفرقاء، مستندا الى انه رئيس اكبر تكتل نيابي مسيحي، في حين ان نظرة تيار المستقبل كما حددها امس الرئيس الحريري تشير الى رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع كمرشح لقوى 14 آذار، وإن كان الحريري لم يسمه مباشرة.
فالمعلومات تشير الى ان الحريري حدد مواصفات الرئيس بالمسيحي الذي يخرج عن سيطرة نظام الوصاية السوري، والمعبر عن إرادة المسيحيين، مشددا على ان الرئيس المقبل، يجب ان يخضع لإملاءات الدستور اللبناني دون سواه.
وفي المقارنة بين عون وجعجع، فإن عون، ما زال على تحالفه مع الرئيس السوري بشار الاسد، وهو يخضع لاملاءات إيرانية بالواسطة. وإن كان يمثل إرادة مسيحية، ، فهو يربح مقاعده النيابية بأصوات سواه، خصوصا من الناخبين الشيعة الذين يجيرهم حزب الله لصالح مرشحيه، كنواب جزين وجبيل، واصوات ارمن الطاشناق، في دائرة المتن، وتاليا فإن تمثيله المسيحي مشوب.
اما بالنسبة للدكتور جعجع، فهو لم يهادن نظام الوصاية السوري لا أثناء وجوده في لبنان، ولا بعده. وهو منذ خروجه من الاسر، لم ينفك يطالب قولا وفعلا بالالتزام بمندرجات الدستور اللبناني، ولم يلجأ حتى في أصعب الظروف، حين حاولوا إغتياله، وهم مستمرون، الى تدابير امن ذاتي تقيه شر الاغتيال. بل على العكس من ذلك، سلم أمر امنه الشخصي، وامن مقراته للجيش اللبناني.
اما بالنسبة لتمثيله إرادة المسيحيين، فحزب القوات، من دون شك، تعبير عن إرادة مسيحية، منفتحة على الربيع العربي، وعلى الشريك المعتدل في لبنان وخارجه.
وإذا كانت مناورة “قانون الانتخاب الارثوذكسي” قد أرخت بظلالها على علاقة “القوات” بـ”المستقبل”، وعلى نظرة جمهور واسع لـ”القوات”، فإن العلاقة بين الحليفين لم تتأثر. كما ان حوار “عون”- “المستقبل”، لن يفسد تحالف “المستقبل”- “القوات”.