إذا صحّت فرضية اغتيال عرفات بمادة بولونيوم 210، فسيكون اغتيال عرفات، في ١١ نوفمبر ٢٠٠٤، أول اغتيال سياسي بواسطة هذه المادة المشعّة قبل اغتيال “المنشقّ” الروسي ” ألكسندر ليفتيننكو” في لندن في ٢٣ نوفمبر ٢٠٠٦، الذي كان يُعتقد حتى الآن أنه أول ضحية “سياسية” لهذه المادة. إغتيال ليتفيننكو اتّهم به ضمناً فلاديمير بوتين. فهل يقف الإسرائيليون وراء اغتيال عرفات بهذه “الطريقة الروسية”؟ الحصول على مادة بولونيوم ٢١٠ يفترض امتلاك مفاعل نووي، والإسرائيليون يملكون مفاعلاً نووياً مشهوراً في “ديمونا” بصحراء النقب.
إذا صحّت فرضية “الإغتيال”، فمن الصعب تصوّر أن يقدم جهاز إسرائيلي على اغتيال عرفات بدون إذن من رئيس حكومة إسرائيل في حينه، أرييل شارون، الذي لم يستفق من “الكوما” حتى الآن!
*
“أ ف ب”
اكد خبراء سويسريون حللوا الاغراض الشخصية للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي توفي في 2004، “احتمال” تعرضه لتسميم بمادة مشعة وفقا لتقرير نشرته مجلة “ذي لانست”.
وكتب الخبراء في معهد لوزان للفيزياء الاشعاعية في المقال الذي نشرته المجلة الطبية البريطانية “اظهرت عدة عينات تحتوي على آثار سوائل جسدية (دم وبول) وجود اشعاعات اكثر ارتفاعا غير مبررة بمادة بولونيوم 210 مقارنة مع العينات المرجعية”.
وكان الخبراء انفسهم ذكروا في تموز/يوليو 2012 انهم عثروا على مستوى “كبير” من الاشعاعات بمادة البولونيوم على هذه الاغراض الشخصية في وثائقي بث على قناة الجزيرة.
وقال الخبراء السويسريون انهم ركزوا تحاليلهم على “بقع واضحة من السوائل الجسدية على اغراض شخصية محددة (الملابس الداخلية وفرشاة الاسنان وملابس الرياضة)”.
واضاف فريق الخبراء ان “هذه النتائج تدعم احتمال تسميم عرفات بمادة البولونيوم 210 ” وان المستوى الاشعاعي الموجود في هذه العينات “يتماشى مع تناول كمية قاتلة (من البولونيوم 210) في 2004”.
والتقرير الطبي المتعلق بياسر عرفات لدى وفاته لا يستثني فرضية التسمم بمادة البولونيوم 210 بحسب هؤلاء الخبراء حتى وان لم تظهر على الزعيم الفلسطيني لدى وفاته الاشارتان اللتان تدلان على التعرض لاشعاعات وهما فقدان الشعر وضعف النخاع الشوكي.
وقالت بياتريس شاد المسؤولة الاعلامية في مركز فودوا الجامعي الاستشفائي “لا شيء جديدا” بالنسبة الى ما سبق ونشر في الصحف.
وتوفي عرفات عن 75 عاما في 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 في مستشفى بيرسي دو كلامار العسكري قرب باريس الى حيث نقل في نهاية تشرين الاول/اكتوبر بعد ان عانى من الام في الامعاء من دون حرارة في مقره العام برام الله حيث كان يعيش محاصرا من الجيش الاسرائيلي منذ كانون الاول/ديسمبر 2001. ولم تطلب زوجته سهى تشريح الجثة.
والتقرير الطبي الفرنسي الذي نشر في 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2004 اشار الى التهاب في الامعاء ومشاكل “جدية” في تخثر الدم لكنه لم يكشف اسباب الوفاة.
*
البولونيوم ٢١٠ قتل الروسي “ليتفيننكو”: الجرعة القاتلة تكلّف ملايين الدولارات ومصدرها مفاعل نووي
في أعقاب قضية “ليتفيننكو”
ذكرت صحيفة “التايمز” أن محققين بريطانيين يعتقدون أن مادة البولونيوم المشعة، التي استخدمت في قتل الجاسوس الروسي السابق “ألكسندر ليتفيننكو” في ٢٣ نوفمبر ٢٠٠٦، كلفت أكثر من عشرة ملايين دولار.
ووفقًا للصحيفة البريطانية، فإن النتائج الأولية لتشريح جثة ليتفيننكو قد أوضحت أن الجاسوس الروسي السابق قد تم إعطائه الجرعة القاتلة من مادة بولونيوم- 210 أكثر من عشر مرات، وهي المادة التي وجدت بكميات كبيرة في عينات البول التي أخذت من ليتفيننكو.
وكان العديد من أصدقاء ليتفيننكو- الذي توفى في الثالث والعشرين من نوفمبر الماضي- قد ألقوا باللوم على الكرملين في قتله، إلا أن روسيا نفت أكثر من مرة أي دور لها في موت جاسوسها السابق.
ونقلت “التايمز” عن مصدر أمني بريطاني – لم تكشف عن هويته- قوله: “لا يمكنك شراء مثل تلك الكمية عن طريق الإنترنت، أو عن طريق سرقتها من أحد المعامل، دون أن يثير ذلك إنذارًا، لذا فإن التفسيرين الوحيدين المعقولين بشأن المصدر هما أن المادة تمّ الحصول عليها من مفاعل نووي، أو عن طريق مهربين على صلة كبيرة بالسوق السوداء”.
وتقول شركة “يونيتيد نيوكلير ساينتيفيك سابلايز” والتي تُعد واحدة من بين الشركات القلائل المخول لها بيع مادة بولونيوم- 210 من خلال الإنترنت، إن الأمر يتطلب 15.000 وحدة على الأقل من النظير المشع لقتل شخص ما.
وبينما تتكلف الوحدة الواحدة 69 دولارًا، فإن ذلك يعني أن الأمر سيتكلف أكثر من عشرة ملايين دولار لتوفير الجرعات القاتلة.