بعد فترة “الحزم” التي شعرت السلطة أنه كان لا بدّ منها أمام غوغائية بعض المعارضين الذين نسوا أن في البلاد “مرجعية دستورية” لا يجادل اي كويتي في شرعيتها، لم يكن السؤال ما إذا كان الأمير سيصدر عفواً عن المدانين بالمساس بالذات الأميرية، بل “متى” يصدر العفو! والإنتخابات النيابية التي جرت قبل ٣ أيام، في ظروف طبيعية جداً، وأفرزت تمثيلاً حقيقياً للكويتيين، ومعها شهر رمضان، كانت المناسبة المثالية ليعيد أمير البلاد الوئام وليطوي صفحة الماضي القريب. وهذا، في النهاية، يتفق مع تقاليد البلاد التي يظل حاكمها دائماً قريباً من الناس، بل ويقوم فيها الحاكم بزيارات للناس في بيوتهم كما فعل الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال الأسابيع الأخيرة.
العفو الأميري حالة غير مألوفة في المجتمعات العربية، باستثناء الملك حسين الذي كثيراً ما عفا عن أشد معارضيه واصطحبهم بسيارته من السجن إلى البيت! وكذلك السلطان قابوس، الذي عفا قبل سنوات عن أشدّ معارضيه وعيّنهم مستشارين له! الحكام القادرون على العفو هم الحكام الذين يعرفون أن لهم رصيداً في قلوب الناس يغنيهم عن العصا.
الشفاف
*
الكويت – أ. ف. ب
أصدر أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح اليوم عفوا عن كل الاشخاص الذين حكم عليهم بالسجن للمساس بالذات الاميرية. وقال الامير في كلمة نقلها التلفزيون “يسعدني بمناسبة العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك ان اصدر عفوا اميريا على كل من صدرت بحقهم احكام نهائية في القضايا المتعلقة بالمساس بالذات الاميرية ويتم تنفيذها بحقهم حاليا”.
وحكم على عدد كبير من اعضاء المعارضة بالسجن ويحاكم ايضا عشرات اخرون حاليا بتهمة الادلاء بتصريحات تمس الذات الاميرية، بينهم امراتان حكم على احداهن بالسجن 11 عاما والاخرى بالسجن 20 شهرا. الا انهما ليستا في السجن. ويمضي ثلاثة ناشطين من الشبان على الاقل حاليا عقوبات مختلفة بالسجن لانهم مسوا الذات الاميرية. ولم يتضح على الفور ما اذا كان هذا العفو يطبق على كل هؤلاء المعارضين او على من هم في السجن فقط.