حرصت وسائل الاعلام الناطقة باسم حزب الله او القريبة منه، الى تنبيه من قد يلتبس عليهم الامر، ان هدوء لهجة وخطاب السيد حسن نصرالله الاخير، لم تكن نتيجة تراجع سياسي او اهتزاز في الموقف من الانخراط في الحرب السورية، بل كما قالت صوت المدى السبت في وصف الخطاب والخطيب” الرجل مرتاح (نصرالله)، الوقت “يلعب “لصالحه، ولا تبدو الاستحقاقات الداهمة مقلقة في ابعادها الاستراتيجية .”فالسلاح بخير” ، والعمليات على الجبهة السورية تسير وفقا لما هو مخطط لها، اما الجبهة الجنوبية مع اسرائيل، فلم تكن المقاومة اكثر جهوزية من يومنا هذا لمواجهة اي اعتداء”.
حزب الله بكامل قوته وتألقه العسكري، يقاتل في سورية، ويستعد لاسرائيل، ويقول بلطف بالغ لشركاء الداخل: لنتحاور، وان شئتم الا تتحاوروا، فهذا شأنكم. في المقابل وفي التحليلات العسكرية المستندة الى معلومات اميركية، ان استعانة النظام السوري بنحو 15 الف مقاتل شيعي عراقي ويمني ولبناني وغيرهم باشراف ايراني، تمت بناء على اتفاق يتيح لهذه القوى حرية الحركة والدخول والخروج الى الاراضي السورية وهو اتفاق يطرح تساؤلاً: هل ان الرئيس بشار الاسد هو من يدير المعركة في سورية؟
حزب الله يبدو انه لا يريد ولا يلائمه التوتر الامني في الداخل اللبناني، ويفضل حاليا حدّاً من الاستقرار الذي يوفر له التفرغ لمواجهات مفتوحة على امتداد بلاد الشام. ايضا التحليلات تتقاطع عند فكرة ان المشهد السوري موغل في الازمة والاستنزاف منذ علم الجميع ان الولايات المتحدة حسمت امرها حيال عدم التدخل العسكري في سورية، منعا للغرق في الوحول السورية، وتفاديا لدفع اكلاف من ارواح جنودها، وعمدت الى رسم حدود الصراع وامتداداته في سورية، وباتت اكثر تحكما في ادارته، بما يضمن مصالحها الاستراتيجية.
كثر من خصوم حزب الله واعدائه، ليسوا مستائين من غرقه في الوحول السورية، ربما لم يصل حزب الله بعد الى استشعار ازمة ما ارتكب في سورية بعد، ولكن مسار الامور لا يحتاج الى كثير من الجهد لأن يدرك ان عداد الضحايا ستزيد ارقامه كل يوم، وان الاستنزاف هو نتيجة المعركة الابرز له في سورية. هو ليس استنزافاً بالمعنى العسكري والمادي، لا سيما مع تحول الجبهة السورية الى جبهة تستنزف اضعاف ما كان القتال ضد اسرائيل يسببه في قمة مواجهة احتلالها. الاف الشباب باتوا يقومون بواجب المرابطة عليها، والضحايا الذين يسقطون في سورية من عناصر حزب الله، لم يتوقعوا قبل عام انهم سيموتون برصاص سوري، بل من اسرائيل اذا ما قدر الله ان يقتلوا او يجرحوا.
ليست الغاية الوصول الى سحب المقاتلين من سورية، فدعوة الحوار ومد اليد من قيادة حزب الله، لا تتناول هذا الموضوع اساسا، بل هي محاولة وحركة سياسية تكتيكية، تحاول ان تضع سدّاً في وجه سيل المواقف المحلية والدولية التي جعلت حزب الله وطائفته يتحسسان انكشاف الغطا. لم يعد خافيا ان (براعة) حزب الله السياسية نجحت الى حد كبير في استجلاب المزيد من العداء او الخصومة له، كيفما ادار وجهه في هذا العالم. فوضع حزب الله على لائحة الارهاب الاوروبية مسألة وقت لا اكثر بعدما دخل في لعبة الموت السورية، واستعداء دول الخليج يزيد في قتله المديات الحيوية للبنان ولجمهورالطائفة الشيعية على الخصوص، من اوروبا الى اميركا وافريقيا. برع الحزب فعلاً في تحويل اكثر من نصف الطائفة الشيعية الى بنية غير منتجة، هي اقرب الى المجتمع الرعوي، بفضل الرواتب التي جعلت الكثيرين عاطلين من العمل او مشروع مقتولين في سورية. لقد تحولت الى بنية معطلة الحواس، مستسلمة لقدر لا تنتظر بديلا عنه ومشدودة لعصب الطائفة والصراع المذهبي ولقمة العيش.
يدرك حزب الله ان البطريرك بشارة الراعي لم يعد هو نفسه الذي جال فيه جنوبا قبل عامين، ويلمس كيف ان العماد ميشال عون حريص على اظهار تململه هذه الايام، والطامة الكبرى انه حتى من كان يعتبرهم معتدلين من السنة باتوا منزعجين من خياراته، الانزعاج السني يكاد يكون شاملا، لم يعد حريريا فحسب، حتى من يقفون معه باتوا يميلون الى الصمت.
هذا الاتجاه الواضح لدى المسيحيين والسنة بات يفرض عليه نوعا من الحلحلة ولكن في المقابل لم يكف حزب الله عن المزيد من فعل الشيء نفسه، تفعيل سرايا المقاومة في المناطق السنية جار على قدم وساق في صيدا، تكليف الفلسطيني محمد السعدي تأسيس تشكيلات لهذه السرايا في عين الحلوة، التمدد في مناطق التعمير القريبة من مخيم عين الحلوة…
لم تصدر اي مواقف سلبية من تيار المستقبل تجاه خطاب نصرالله ولا ايجابية بطبيعة الحال. صمت المستقبل كما يعتقد المراقبون مستند الى تطور على صعيد تشكيل الحكومة، تطور مرتكز على تسليم حزب الله بالتنازل عن الثلث المعطل، ومحذور اضفاء الشرعية على تدخله في سورية. المراقبون يؤكدون ان لا حكومة جديدة تعطي شرعية لتدخل الحزب في سورية، وقوى 14 اذار متمسكة بحكومة لا تشارك فيها لا هي ولا حزب الله، او حكومة يشارك فيها الجميع عنوانها الالتزام باعلان بعبدا… وهو ما ليس واردا في التزامات حزب الله وسلوكه.
alyalamine@gmail.com
البلد
انكشاف حزب الله وثمن الحوار
والله يا استاذ علي للاسف الشديد لقد تحول هذا الحزب الى حزب الزعران لديه المال يشتري به العبيد و لديه السلاح و يقول للاخرين رحوا خخخخخ///// و يقول لهم روحوا بلطوا البحر للاسف هو لا يهتم لا للطائفه و لا للبلد.
المشلكلة الرئيسيه ان هذا الحزب اطلق الحقد و الكره الاعمى للشيعة وهو يعلم ان الكثير من الشيعة ليس معه و لكن منطق الزعران.
لعنة الله على الظالمين امين يا رب العالمين
ملاحظة :لقد نسي هذا الحزب ماذا قدم له الشعب السوري عندما ارتكب حماقته في 2006.
و لكن الله كبير