أبدت مصادر سياسية لبنانية استغرابها لخلو كنيسة الصرح البطريركي في بكركي اليوم الاحد من المصلين او المؤمنين، الذين لم يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة! ولولا ان بعض الصحفيين تواجدوا في الصرح لنقل وقائع عظة الاحد لكان غبطة البطريرك مار بشارة الراعي اقام الذبيحة الالهية لمعاونيه فقط.
المصادر عزت خلو الصرح من المصلين والمؤمنين، وهي ظاهرة لم تشهدها بكركي منذ قيامها، الى اسباب عدة، أبرزها غياب البطريرك الدائم عن مقره. فما تكاد قدماه تطأ الصرح حتى يحزم حقائبه مغادرا الى دولة جديدة، حتى وصل الى بولونيا! مع انه لا يوجد موارنة في بولونيا، ولم تشكل يوما مقصدا لهجرات اللبنانيين لا قبل الحرب العالمية الاولى ولا بعدها، ولا يعرف اي ماروني أن في بولونيا كنيسة مارونية موجودة او حتى.. قيد الإنشاء!
اما السبب الثاني، وهو الاهم، فينبع من فقدان الثقة بالبطريرك من قبل جميع الاطراف السياسية في البلاد.
الفاتيكان أبلغ البطرك بضرورة التراجع عن قانون إيلي الفرزلي؟
فالبطريرك الذي امتدحته قوى 8 آذار وأشادت به، وابدت قوى 14 آذار، المسيحية منها خصوصا، ريبتها من مواقفه المثيرة للجدل، لم يعد يحوز ثقة احد. خصوصا في ضوء مواقفه الملتبسة من قانون الانتخابات، حيث انعكس موقف البطريرك المثير للجدل، على الساسة اللبنانين، بعد ان حرّضهم على تبني ما يسمى بـ”قانون الفرزلي”، ثم عاد ليتراجع عن تأييده له بالتزام الصمت في اجتماعات القادة، ليغسل لاحقا يديه من دم القانون بعد ان تم إبلاغه من حاضرة الفاتيكان بمساويء هذا القانون وضرورة التراجع عنه. فكان ان صمت “الراعي”، وضاع “الجنرال”، وضاع القانون، رغم محاولات حزب القوات اللبنانية إنقاذ الموقف وإيجاد قانون المختلط للخروج من عنق الزجاجة.
المصادر تضيف ان ابرز ما شهده الصرح البطريركي اليوم هو خلو صالون الصرح من الزوار، وحضور المداحين! حيث حلت جوقة موسى زغيب للزجل في الصالون، وبدأ شعراؤها يتبارزون في مدح المقيم في الصرح يتقدمهم الشاعر موسى زغيب، الذي أبدع في فن “الشروقي”، في كيل المديح لصاحب الغبطة الذي كانت اساريره تنفرج مع إشادات الشعراء.
المصادر شبهت صالون الصرح البطريركي بدواوين الامراء والاباطرة التي كان يدخلها المداحون ليكيلوا الثناء على الامراء لقاء صرة من المال.