خاص بـ”الشفاف
هل يتجرّأ الجنرال عون وصهره على الإنعتاق من “ورقة التفاهم” مع حزب الله؟ هذا ما تكهّنت به مصادر موثوقة بالإجمال. ولكن الأرجح أن “غنج” التيار العوني على حزب الله سيظلّ ضمن إطار “التحالف” ولن يخرج عنه.
والأسباب عديدة: فقدرة الحزب على “الإيذاء” مسألة يُحسّب لها حساب، و”يد الحزب (والباسداران)” الأمنية تطال “مون جنرال” وغيره! ثم الجنرال وصهره بصورة خاصة متورّطان في علاقات مالية مع أصحاب “المال النظيف” في طهران، وفي عمليات “تبييض أموال” لصالح دمشق أيضاً، وهذا ما يجعلهم في وضع مَن “عينه مكسورة”! عدا الفساد المالي للصهر، الذي جنى ما جنى في وزارتي التلفون والكهرباء! وعدا فضل الحزب على الجنرال في “ضبضبة” ملف الجنرال فايز كرم!
ولو كان “التمرّد” على الحزب بهذه السهولة، لكان “الإستاذ نبيه” قد أفرغ ما في صدره من أحقاد على حسن نصرالله منذ سنوات!
ولكي تكتمل الصورة، فلماذا “يكوّع” الجنرال عون، بعد أن غرقت “القوات” و”الكتائب”، وغيرهما، في لعبة قانون إنتخاب مذهبي (يُسمّى زوراً “القانون الأرثوذكسي”)، وبعد أن قامت “القوات” و”الكتائب” بـ”تعويم” شخصيات “محروقة” مثل إيلي الفرزلي (“مساعد” غازي كنعان ورستم غزالي) الذي بات يُستَقبَل في “معراب” و”بكفيا” بعد الرابية؟
ربما كنا سنصدّق أن الجنرال عون سيعيد تموضعه لولا أن قوى رئيسية في ١٤ آذار سبقته إلى “إعادة تموضع” سياسي وانتخابي!
الشفاف
*
تقول مصادر مطّلعة على أحوال التيار العوني ان العماد عون يسعد لـ”إعادة تموضع” سياسي يشبه ما سبقه إليه النائب وليد جنبلاط بحيث يقترب من منطق بناء الدولة ويتلاقى الى حد كبير مع طروحات قوى 14 آذار في هذا الصدد.
وتقول المصادر ان عون الذي يراقب بريبة تحركات حزب الله في سوريا وتورطه فيها، من دون الالتفات الى مصالح اللبنانيين، يجد ان الفرصة اصبحت متاحة له نسبيا للتفلت من موجبات “ورقة التفاهم”، مع الحزب. وكان لافتاً تصريح النائب آلآن عون الذي جاء فيه
“إننا كلبنانيين معنيين بالدفاع عن لبنان وهذا هو الالتزام المشترك بين كل اللبنانيين، ولكن هناك فرق بين موقف سياسي داعم للمقاومة والقول اننا كلبنانيين سنذهب للقتال خارج لبنان”.
وأضاف عون في حديث تلفزيوني ان “اطار تحالفنا مع حزب الله ليس مبهماً بل قائم على ورقة تفاهم وفيها التزام بأن يكون السلاح بإطار الدفاع عن لبنان، اما كل موضوع آخر فبحاجة الى نقاش”!
“ورقة التفاهم بين التيار العوني وحزب الله حصرت استعمال السلاح بالدفاع عن لبنان وكل موضوع آخر بحاجة الى نقاش”، ويشكل تصريح ألان عون رداً على التورط المتمادي لحزب الله في سوريا، وعلى ضوء الخطاب الاخير لامين عام حزب الله الذي أعلن فيه صراحة ان حزبه على استعداد للمساهمة في تحرير الجولان!
وتضيف المصادر المطّلعة على أوضاع التيار العوني ان حركة عون في اتجاه حزب “القوات اللبنانية”، تحمل اكثر من معنى. فإن كان ظاهرها بحث قانون جديد للانتخابات، إلا أنها حملت معنى آخر وهو بحث إمكان إعادة تموضع سياسي للتيار العوني، بمساعدة حزب “القوات اللبنانية”.
وتشير الى ان حال التململ داخل التيار بدأت تتفاعل، خصوصا ان العونيين يرون حليفهم يتجه نحو الانتحار السياسي والعسكري في سوريا، فضلا عن استفراده بخياراته السياسية والعسكرية، والدفع بالبلاد نحو الفراغ السياسي على كل المستويات، الامر الذي يجر معه التيار العوني الى الهاوية. وتضيف ان هذه الاعتراضات تطرق اسماع الجنرال عون وصهره يوميا، وان التيار العوني يجب ان يجد مخرجا للحد من خسائره، والانعتاق من التزامات ورقة التفاهم مع حزب الله.
وتضيف المعلومات ان عون بدأ يعيد حساباته على وقع المتغيرات السورية، وانه تراجع في خطابه عن الاشادة بنظام الاسد، ولم يعد يتحدث عن حسم عسكري وشيك في سوريا لصالح النظام، من دون ان يقارب الى الآن مسألة تدخل حزب الله في سوريا.